إعلان الأحكام العرفية ومئات الجنود ينتشرون في العاصمة
رئيس الحكومة الصومالية يصل إلى مقديشو وسط حراسة أمنية مشددة

* مقديشو - الوكالات:
انتشر مئات الجنود الإثيوبيين والصوماليين أمس الجمعة في شوارع العاصمة الصومالية غداة فرار مقاتلي المحاكم الإسلامية منها ووصول رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي إلى مقديشو التي تسودها أجواء من الهدوء المشوب بالتوتر.
وانتشرت دبابات إثيوبية وأكثر من سبعين شاحنة عسكرية ومئات الجنود الإثيوبيين والصوماليين قرب مستشفى بنادير في جنوب مقديشو حيث المقر العام السابق للإسلاميين قبالة السفارة الأميركية السابقة.
إلا أن الوضع الأمني ظل متردياً في مقديشو حيث قالت ميليشيات محلية تزعم بأنها موالية للحكومة أنها سيطرت على المواقع الاستراتيجية فيها.
وأفاد سكان أن مئات الدبابات الإثيوبية انتشرت عند المداخل الشمالية والغربية للعاصمة التي شهدت ليلة هادئة أغلقت المحال التجارية أبوابها فيها لليوم الثاني على التوالي.
والانتشار العسكري الكبير خصوصاً من قبل إثيوبيا الدولة الداعمة للحكومة الصومالية الانتقالية، لرئاسة وفد حكومي صومالي برئاسة جيدي إلى مقديشو.
ووصل جيدي أمس إلى مقديشو ضمن قافلة تضم عدة سيارات تحت حراسة أمنية مشددة، ورافق جيدي نائب الرئيس محمد حسين عيديد وعدد من الوزراء.
وصرح جيدي صباحاً قبل وصوله مقديشو (سندخل مقديشو لأن سكانها في انتظارنا).
وأضاف: سنتوجه إلى المرفأ والمطار والقصر الرئاسي ومبنى الإذاعة ومقر وزارة الاتصالات وسنتوجه أيضاً إلى المقر العام للشرطة.
وقال نائب الرئيس محمد حسين عيديد سنؤدي الصلاة (السبت) في أكبر مساجد مقديشو بمناسبة عيد الأضحى.
وأفادت مصادر متطابقة أن مقاتلتين إثيوبيتين حلقتا أمس فوق ميناء كيسمايو الصومالي (500 كلم جنوب مقديشو) آخر معاقل المحاكم الذين انسحبوا من العاصمة الصومالية وتم دحرهم في مناطق أخرى في الصومال.
من ناحية أخرى أعلن قائد في المحاكم الإسلامية بأن مقاتليه لن يستسلموا أبدا للإثيوبيين والحكومة وسيشنون عمليات في الصومال، ومن جانب آخر قال رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي: إن البرلمان سيعلن الأحكام العرفية لفترة للسيطرة على البلاد بعد أن استولت القوات الإثيوبية والقوات الحكومية على العاصمة من المحاكم.
وجاء سقوط مقديشو بعد هجوم استمر عشرة أيام من جانب القوات الحكومية وحلفائها الإثيوبيين لاستعادة أغلب الأراضي التي يسيطر عليها مجلس المحاكم الإسلامية الصومالي منذ يونيو - حزيران.
وأقر جيدي الذي احتفل الخميس بعودته منتصراً إلى قريته خارج مقديشو لأول مرة منذ عام 2002 بأن الدولة التي تسودها الفوضى مازالت بعيدة عن الاستقرار.
وقال عن الدولة التي لم تشهد حكومة فعلية منذ عام 1991 عايش هذا البلد الفوضى ومن أجل استعادة الأمن نحتاج إلى يد قوية وخاصة مع الميليشيات التي تعمل كمرتزقة.
وقال جيدي للصحفيين في موندول شيري وهي قرية على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من العاصمة مقديشو: إن برلمان بلاده سيعلن الأحكام العرفية السبت لمدة ثلاثة اشهر.
وكان هروب مقاتلي المحاكم تحولا مثيرا في الدولة المضطربة الواقعة في القرن الأفريقي بعد أن سيطروا على مقديشو في يونيو حزيران الماضي وانتشروا في أرجاء جنوب البلاد حيث فرضوا أحكام الشريعة وحاصروا الحكومة المؤقتة في بيدوة حتى أقل من أسبوعين. وفي المدينة التي أصبح اسمها مرادفاً للفوضى نزل بعض السكان الخائفين من اندلاع مزيد من العنف إلى الشوارع للترحيب بوصول القوات الحكومية في حين اختبأ آخرون وأخفى بعض مقاتلي مجلس المحاكم الإسلامية ملابسهم خوفا من تعرضهم للانتقام.
وقال المتحدث باسم الحكومة عبد الرحمن ديناري: إن مقاتلي المحاكم فروا إلى مدينة كيسمايو الساحلية في الجنوب وإن الحكومة تسيطر على 95 في المئة من البلاد.
لكن المحللين قالوا: إن نصر الحكومة ليس مؤكداً بأي حال وإن الصراع قد يأخذ منحى جديدا.
وقال كين مينخوس الخبير بشؤون القرن الأفريقي في كلية ديفيدسون في تشارلوت بنورث كارولينا أعتقد أننا نقف في مفترق الطرق في الوقت الراهن.
وأضاف أن الحكومة يمكنها استغلال الانقسامات داخل مجلس المحاكم الإسلامية واجتذاب بعض الأعضاء للانضمام لحكومة وحدة وطنية. وتابع لكن من ناحية أخرى قد تكون هذه بداية لحرب جديدة من نوع آخر، ومضى يقول حرب يقاتل فيها المحاكم بطريقتهم.. حرب غير نظامية تشمل أسلوب الهجمات الخاطفة في حرب العصابات وتفجير السيارات والاغتيالات وربما كذلك أعمال إرهابية منتقاة في أجزاء أخرى من شرق أفريقيا.