موسى يودع 2006 بأسى
الجامعة العربية تحذر من فوضى نووية في الشرق الأوسط

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد حسين:
ودّع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى العام المنصرم بأسى وحزن على ما جرى فيه من أحداث جسام هزت المنطقة كلها لكنه أكد أن 2006 شهداً تنسيقاً عربياً متزايداً وغير مسبوق في السنوات الأخيرة بشأن التعامل مع القضايا الرئيسية التي تهم العالم العربي.
وقال موسى في لقائه السنوي يوم الخميس مع ممثلى وسائل الإعلام بمناسبة انتهاء عام 2006 (إن هذا التنسيق العربي ظهر واضحاً في التعامل مع العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان واجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت اثناء العدوان الإسرائيلي وتشكيل لجنة للتحرك العربي في مجلس الأمن الدولي بصدد القرار رقم 1701، لافتاً الانتباه إلى أنه كان هناك فارق كبير بين صيغة القرار المطروح آنذاك والقرار الذي صدر وقبلته الحكومة اللبنانية والآخرون).
وشدّد موسى على أن هذا الفارق الواضح في صيغة القرار لأنه هناك كان فريق عربي واحد وبروح واحدة وهذا شيء جديد في العمل العربي على الأقل خلال السنوات الماضية.
وفيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي، قال موسى إنه كان هناك وجهة نظر واحدة ومحاولات عربية لإحياء مبادرة السلام العربية، منوهاً بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بأن عملية السلام بشكلها الذي كانت عليه في التسعينيات لم تعد قائمة ويجب العودة إلى مجلس الأمن الدولي لأننا نفتقر إلى الوسيط النزيه في عملية السلام.
وأعرب موسى عن توقعه بأن يكون عام 2007 هو عام إعادة النظر في عدد من سياسات النظام العالمي الذي لم يعد يحتمل هذا الاندفاع من القوة العظمى والاستمرار في خلق دوائر مفرغة وهو ما يضر ضرراً بالغاً بالموقف الدولي.
وطالب موسى الدول العربية بالتصديق على إنشاء مجلس الأمن والسلم العربي الصادر عن القمة العربية الأخيرة في الخرطوم حتى يدخل حيز التنفيذ خاصة أنه لم تصدق عليه سوى خمس دول عربية، مؤكداً الحاجة الماسة لهذا المجلس في ظل الظروف الراهنة التي كان من المفترض أن يكون هذا المجلس في حالة انعقاد دائم فيها.
وأشار إلى أن هناك خلافاً في وجهات النظر العربية حول محكمة العدل العربية وحول الوضع في الصومال، وحذر موسى من أن الوضع في الصومال وصل إلى مرحلة خطيرة بالحرب الدائرة رحاها الآن، مشدداً على أن هناك تنسيقاً عربياً إفريقياً وسيظل لحل الأزمة الراهنة في الصومال.
وانتقد الأمين العام للجامعة العربية التناقض الإسرائيلي في الإعلان عن استعدادها لإظهار بوادر إيجابية لاستئناف العملية السياسية السلمية مع الفلسطينيين والإفراج عن الأسرى وبعض الأموال الفلسطينية المحتجزة وفي الوقت نفسه الإعلان عن بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة فوق الأراضي المحتلة وعليه تكون البوادر شيئا والأفعال على الأرض شيئا آخر. وأكد موسى مجدداً أن عملية السلام غير قائمة ولا بد من رفض (بيع الوهم للناس).
وحذر موسى في رده على أسئلة الصحفيين من حدوث فوضى نووية في منطقة الشرق الأوسط إذا استمر التعامل الدولي بازدواجية مع الملف النووي في المنطقة، مجدداً تأكيد ضرورة التعامل مع هذه القضية من منطلق مشكلة ملف نووي في المنطقة بأسرها وليست مشكلة ملف إيراني أو إسرائيلي أو غيرهما وضرورة معالجة ذلك بأكثر من وسيلة.