| |
عيدي المهموم نادر بن سالم الكلباني
|
|
كثيرون مثلي، مر عليهم عيدهم، لا ليبعث في نفوسهم السعادة، لكنه مر ليوقد ألماً لا يذكر إلا في عيد، وليذكرهم بفقدان حبيب أو قريب تعودوا أن يجدوا بوجوده معهم كل السعادة المنشودة حتى وإن لم يكن اليوم عيد، وغيري كثير أقبل عيدهم رغم ما حمله من سعادة لغيرهم، ليؤكد فيهم حسرة الفراق أو يبعث في نفوسهم مرارة الاشتياق لصوت كان يتحدث معهم ليجعل أيامهم كلها عيد، أو ليد كانت تزيل عنهم ما يعتريهم من هموم هذه الدنيا ليترقبوا حلول العيد، وربما لصدر طالما القوا برؤوسهم عليه ليشعروا بالأمان والطمأنينة عندما تتكالب عليهم عثرات زمانهم ليتفرغوا للفرحة في العيد. كثيرون مثلي، حملوا جراحهم وتستروا عليها، ولبسوا مما يمكن استعارته من ابتساماتهم ومن علامات السعادة، مر هذا العيد عليهم بشكل مختلف، وعلموا بعده أن كل عيد يمر سيكون عيداً لا يشابه ما مر عليهم من أعياد، حتى وإن تظاهروا بالسعادة أو لبسوا الثياب الجديدة وضاعوا في زحمة المهرجانات والاحتفالات التي تشهدها الرياض. في العيد كثيرون مثلي لم يكن أكبر أحلامهم سوى أن يكون هذا الغائب معهم حتى وإن ناموا عن كل الصخب المصاحب لكل عيد.. والله المستعان.
nalkalbani@hotmail.com |
|
|
| |
|