| |
الخلل النفسي.. وكيف يضيع العلماء اليوم
|
|
* الشيخ د. أحمد بن مبارك بن ردنان العجمي.. الكويت. تلقيت خطابك الكريم ص41 كاملاً وواضحاً وسعدت بمداخلتك عبر الموقع وقبولك الحق دونما تردد إذ بأنه هناك سبيل قويم تجاه المسار النفسي للعلماء لا سيما أصحاب الرسائل العلمية لدرجة الماجستير والدكتوراه وبعض أهل العلم الذين نؤاخذهم بسبب عجلة ما، أو عدم استقصاء، أو عدم جمع للمادة المطروحة، أو بسبب مجرد العزو. أقدر الخطاب وما ورد فيه، لكن طوله (41) صفحة يجعلني أعقب عليه وأزيد في هذا عليه لأهمية الوضع المتطور، وأجدني من هذا الباب أجلب مختصراً لحوار علمي مركز جاء في (جامع مها الجميح) في (حي النظيم) بالرياض في زمن سلف بينتُ فيه أموراً تصلح للهيئات العلمية المستقلة والهيئات العلمية الرسمية لجدة ما جاء فيه ومن ذلك قلت: (وأن يكون العالم: مُلماً بأحكام الخطاب الذي بين يديه، دقيق النظر، بعيداً كل البعد عن الشطط، فلا يكلف غيره ليكتب له أو يبحث عنه، وأن يدرك أموراً مهمة لابد منها للوصول إلى التجديد من هذا ما يلي: 1 - معرفة فقه الدلالة. 2 - معرفة دلالة اللغة على المراد. 3 - معرفة الناسخ والمنسوخ. 4 - معرفة العام والخاص. 5 - معرفة المطلق والمقيد. 6 - معرفة دلالة النص. 7 - تمام الفهم وسعة الاطلاع. 8 - تمام التجرد وكمال النظر. 9 - التأني والعدل وحسن الطرح. 10 - قوة الأخذ بعقل وحكمة. 11 - سعة البطان وطول النفس. هذا بعض مما ورد في ذلك الحوار وهو في ذاته مهم حسب علمي وما تدعو الحاجة إليه، وعلى سبيل المثال كنتُ أُناقش رسالة ماجستير بجانب (د. محمد بن عرفة) عضو مجلس الشورى (ود. عبدالله المطلق) عضو هيئة كبار العلماء، وحين انتهاء المناقشة تقدم إليَّ أحد الحضور وناولني رسالة له من: (411 صفحة) عبارة عن رسالة الدكتوراه، تلك التي ناقشها وأخذ عليها الامتياز، وقال: علمت بحضورك فأحببت اطلاعك ورأيك في رسالتي هذه حتى يتم طباعتها، فرحبت بذلك لكنني قلت له: تمهل عليَّ كثيراً، فقال: أفعل، وبعد شهر رددتها إليه غاضباً منها إذ بينت له أن فيها الآتي: 1 - أربعة أحاديث (صحيحة) صحيحة فعلاً لكنه أعاد المرجع إلى (المغني) لابن قدامة، ومتى كان (المغني) مع جلالة قدره، متى كان مرجعاً للتصحيح. 2 - حديث : (لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد)، وذكر أنه حسن، ورواه الترمذي. والحق أنه حديث: ضعيف بعلة السند ورواه أحمد كذلك في المسند، وهو: ضعيف، ولم يشر إلى: هذا. 3 - وذكر في رسالته للدكتوراه، قال: (وهذا هو مذهب الجمهور إجماعاً) يعني بذلك حج النبي صلى الله عليه وسلم (قارناً). وهذه لفظة عجولة جداً فليس الجمهور قد أجمعوا على هذا أنه: صلى الله عليه وسلم كان.. - قارناً - هذه واحدة. والثانية أي جمهور أراد: المحدثين أو الفقهاء، أو المفسرين، نعم ذكر سبعة مراجع لكنها ليست كافية بل ترك ما هو أهم (كصحيح الترمذي)، و(فتح الباري) لابن حجر، و(الحاشية) لابن عابدين. 4 - وقال عند باب (دخول مكة): (مكة علم على البلد الحرام، وليست مُعللة). وهذا حسب فهمي ليس بصواب فمكة اسم مُعل وعلم معروف معناه وقد ورد في كثير من المعاجم أن مكة سُميت كذلك لأنها تمك الذنوب، لكنه -هداه الله- قال: (ولهذا لم يشر إليها الفقهاء)، يريد معنى اسم.. مكة. وهذا غيض من فيض أوردته دليلاً على حال خطورة الوضع العلمي وما يحتاج إليه من تصحيح وتأصيل وإطالة نفس ومحاولة جادة للتجديد. فعسى هذه اللفتة يُفيد منها كثيرون من العلماء والدارسين والباحثين والذين يشرفون على الرسائل العلمية العالية.
|
|
|
| |
|