Al Jazirah NewsPaper Friday  29/12/2006G Issue 12510الرأيالجمعة 09 ذو الحجة 1427 هـ  29 ديسمبر2006 م   العدد  12510
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الآثار الاجتماعية لدخول المجتمعات العربية العولمة
د. أحمد بن صالح العثيم

أخذ موضوع العولمة قدراً وافياً من الاهتمام سواء على المستوى الأكاديمي، أو على مستوى أجهزة الإعلام والرأي العام ومختلف التيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فلا يخلو أي لقاء اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي من الحديث عن العولمة أو الكونية حيث نشرت العديد من الأبحاث والدراسات وعقدت الكثير من الندوات والمؤتمرات لدراسة العولمة وبيان آثارها، ولعل ذلك يرجع إلى ما تريد العولمة تحقيقه من جعل الكون أجمع ينصهر في قالب واحد تنمحي معه كل الفوارق بحيث يصبح هذا الكون أشبه بقرية صغيرة، إلا أن الممارسة أثبتت عكس ذلك.
ولا شك أن الدول العربية جزء من هذا الكون، فإن كان للعولمة آثار عديدة انعكست على هذا الكون، فالدول العربية بالتالي سوف تتأثر بهذه الآثار وإن كان تأثر الدول العربية كدول نامية أعمق بكثير من تأثر الدول المتقدمة، لذلك فالسؤال الآن يدور حول ما هي الآثار التي ترتبت على دخول المجتمعات العربية عصر العولمة؟
من أهم هذه الآثار ما شهده الجانب الأمني سواء على المستوى القطري أو الإقليمي أو القومي من تدهور خطير، فعلى المستوى الإقليمي أصبحت مشروعات الشرق الأوسط الكبير أو الشراكة المتوسطية التي تقسم البلاد العربية بين متوسطية وغير متوسطية المصدر الأساسي لإزعاج الأمن الإقليمي، إلى جانب شهود العالم العربي تدهوراً خطيراً في ميدان الأمن الوطني الخاص بكل بلد عربي وذلك مع تفجر النزاعات العربية واندلاع العديد من الحروب الأهلية التي فتحت البلدان العربية أمام التدخلات الخارجية، إلى جانب ذلك فقد تحول العالم العربي إلى ساحة للحرب العالمية على الإرهاب، بل وأصبحت النظم السياسية العربية وما تتبعه من أساليب لإدارة الحكم هي المصدر الأساسي لتفريخ العناصر الإرهابية، وفقاً لوجهة نظر غربية، لذلك فقد العالم العربي عنصري الأمن والاستقرار اللذين لا غنى عنهما في أي تنمية إنسانية بما في ذلك التنمية الاقتصادية، إلى جانب أن عصر العولمة العربية وما شاهده من علاقات التبعية والاعتماد على الخارج، جعل العالم العربي يعتمد في استمرار أمن دوله ونظمه السياسية واستقراره الاقتصادي وتأمين حاجاته التقنية والعلمية والصحية والثقافية على الخارج وهذا ما ساعد على توسيع الفجوة الأمنية في العالم العربي.
ثانياً: ارتباط عصر العولمة في العالم العربي بتعزيز السلطوية وتفجير النزاعات الأهلية، فإن كان معظم النظم العربية قامت على أثر حركة وطنية حظيت بالتعبئة الجماهيرية والشعبية الواسعة، إلا أن سرعان ما أقامت حواجز بينها وبين الجمهور الواسع الذي حملها إلى السلطة تحميها من أي محاسبة أو مراقبة شعبية، وقد ساعدها في ذلك ضعف البنيات القانونية وغياب المجتمعات المدنية المنظمة، إلى جانب مساعدة الدول الكبرى لهذه النظم السلطوية وتقديم المساعدة المادية والفنية لها لمواجهة حركات الاحتجاج والمعارضة، وكل ذلك أدى إلى تفجر الصراعات الداخلية والحروب الأهلية التي نجمت عن جمود النظام السياسي وانعدام قدراته على التعبير، وافتقاره إلى المرونة اللازمة لحل التوترات السياسية والثقافية ومنع النزاعات من الانفجار.
ثالثاً: يمكن القول إن أهم الآثار لحقبة العولمة في العالم العربي هي نشوء المجتمع المدني الذي يدين في وجوده لحقبة العولمة وذلك لما قدمته تقنية الاتصالات الجديدة من وسائل مكنت الأفراد والمجتمعات من الحصول على حد أدنى من حيز الاستقلال عن النظم السلطوية، فلا وجود للمجتمع المدني العربي دون شبكة الإنترنت.
ورغم أن المجتمع المدني العربي هبة عصر العولمة إلا أنه لا يزال مديناً باستمرار للقوى الكبرى ولم يستطع حتى الآن أن يستقل عنها وبقي يعاني من المشاكل نفسها التي رافقت ظهوره، فهو لا يعيش إلا بقدر ما يربط بين الداخل والخارج وينقل مآسي المجتمع المحلي وشكواه إلى الساحة العالمية.
رابعاً: ولعل أكثر الأمثلة إيجاباً لعصر العولمة في العالم العربي هو المتمثل في حركة التحول المجتمعي المعبر عن خروج المرأة من العزلة التاريخية نحو الحرية وما ارتبط به من نمو الحركات النسوية وما ارتبط به من الهيئات والجمعيات المدنية الخاصة بالمرأة، وأصبحت الحركة النسوية نموذجاً ناجحاً للمجتمع المدني العربي، بل ربما النموذج الوحيد الناجح في حين بقيت حركات حقوق الإنسان والمنتديات الفكرية ضعيفة ومعزولة عن الجمهور الواسع، في حين شهد العقد الثامن من القرن الماضي تنامياً مطرداً للجمعيات التي تهتم بوضع المرأة العربية في معظم الدول العربية، بالإضافة إلى الاتحادات التقليدية التي شجعت الأحزاب السياسية نفسها بضرورة إنشاء هيئات أو جمعيات مرتبطة بها لتهتم بوضع المرأة، ومن أهم الأمثلة على نجاح هذه الحركة النسوية هو نجاح العديد من الجمعيات النسوية وبخاصة في بلدان المغرب العربي في انتزاع هامش كبير من الاستقلالية تجاه السلطات السياسية مثل جمعية النساء التونسيات للبحث والتنمية في المغرب 1987 ومجموعة كبيرة من الجمعيات النسوية المستقلة في الجزائر، وبالإضافة إلى هذه النجاحات فقد ساهم نشاط هذه الجمعيات إلى جانب جمعيات حقوق الإنسان في نشر صورة أكثر موضوعية عن معاناة المرأة وإزالة بعض التمييز بحقها.

E-mail: asa100@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved