Al Jazirah NewsPaper Friday  29/12/2006G Issue 12510الرأيالجمعة 09 ذو الحجة 1427 هـ  29 ديسمبر2006 م   العدد  12510
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

زمان الجزيرة

الأخيــرة

حتى لا يكون العمل التوعوي وصاية
عبد الرحمن السلمي

مدخل:
التوعية تداعب أفكاري وهو المنهج الذي أؤمن به للتواصل مع الآخر جماعة كانوا أو أفراداً، وهي أسلوب التواصل المنطقي البعيد عن الوصاية، القائم على المشاركة، بل إنني أتواصل مع الآخرين بصفتهم يعرفون عن هذا الموضوع بما يتجاوز 80% ويبقى 20% للحوار معهم، ليحصل التغيير لنعزز سلوكيات نؤمن نحن جميعاً كمجتمع بأهمية وعينا نحو هذا السلوك.
خذ مثلاً النظافة غير قابلة للجدال في أهميتها وتبقى أساليب التطبيق وروح المنافسة والحرص على أدائها في كلِّ موقع، فهي وسيلة الصحة لتحقيق بيئة صحية، لكننا نتخاصم في أساليب الدعوة إليها.
ولكننا لا نشارك من يعاني المشكلة، أو أننا نتخذ من التوعية أسلوباً يتسم بمنهج الوصاية، وتصبح لغتنا موجهة للآخرين بطريقة الإلزام والتوكيد، ونخسر روح المنافسة والتفاعل مع المستفيد من النظافة ليحميها، إنّ للتوعية روحاً أخلاقية ناتجة من عقيدتنا التي نؤمن بها وتدفعنا إلى التعاون مع الآخرين، لأنّ حبل الله مع الجماعة.
هذا التفاعل هو الذي يخلق جسداً يعبر في كل ما يحتويه الجسد من لغة تتوافق مع الآخرين لتحقيق الهدف فتتغير سلوكياتنا نحو الإيجاب.
يجب أن تكون أهدافنا التوعوية واضحة وذكية ومحددة لها علاقة بالناس يسهل علينا قياسها ومعرفة أبعادها وتقييمها في أي وقت، لا ننتظر إلى أن تظهر مشكلات تعيق المشروع التوعوي.
إنّنا في القصيم نحتاج إلى من يحتوي التوعية، على المستوى الرسمي والشعبي، والقصيم غني بكوادره داخل مؤسساته الحكومية والأهلية سواء التربوية أو الصحية وعلى مستوى الجنسين، فالجامعات تثري السوق بخريجي التوعية والإعلام والعلاقات العامة ومتخصص علوم الاجتماع.
وليس أقل نظرة إلى ما تزخر به القصيم من تكتل نسائي داخل معاهد تحفيظ القرآن النسائية المتواجدة بالأحياء والعمل النسائي التربوي الملحقة بالجمعيات النسائية الخيرية ليكون أصدقاء للصحة والبيئة مع استثمار دور الرائدات النسائيات في العمل الاجتماعي وفي محيط العمل التربوي من المرشدات الطلابيات ومعلمات مادة العلوم والتوعية الدينية، ليظهر هناك رسالة صحية بلغة دينية توضح أهمية الاحتساب في العمل التوعوي لاتباع السلوك الصحي المعزز للصحة.
إنّ القائم على العمل التوعوي لا بد أن يعي قدرات المستقبل التي تختلف في الاستعداد والقدرة على استقبال الرسالة ودرجة مقاومتها للرسالة الإعلامية، خاصة أننا ما نتوخاه من رسالتنا التوعوية هو الانتقال إلى مرحلة أكبر عندما نكسب المستقبل في أي خطوة قابلة لمفهوم الرسالة التوعوية، سواء كانت هذه الرسالة لتجريح السلوك أو إنكاره أو تغييره أو استثماره، بمعنى يجب أن أحرص ألا أتصارع مع المستقبل وأن أكون حريصاً على احترام العادات والتقاليد.
خذ مثلاً رفض الرضاعة الطبيعية توعوياً هي حالة من الصراع بين مطلب الصورة الجمالية المخيلة مع الفائدة الصحية غير الواضحة رغم وجود معزز ديني للحث على الرضاعة.
يجب أن نكون حريصين على استخدام الصورة والعبارة لأنّ لكلِّ مجتمع رؤية في المكانة الاجتماعية والردود النفسية المقاومة للمعلومة، فالمجتمع دائماً يعمل على الحفاظ على مكانته دون تشويش أو تعرض الآخرين لتجريحها، ولذلك تعمد ردوده على التعبير عنها من خلال علاقة مع لغة الجسد، ولذلك يحاول المستقبل وعياً أو نرجسياً أن يتفاوض جسده مع الصورة المعروضة لأنها لغة وجوده وكينونتها التي يتوارى خلفها، ولذلك يجب أن نكون حريصين على اختيار الصورة فالصورة التي تعرض على الملصقات يجب أن تكون قريبة إلى اللغة التي يفهمها وتثير هلع المستقبل - وفي حالة وضوح لا أن تدفع به إلى الإنكار كلما عرضت عليه القضية وتكون قادرة على تجسيد الخطر له حتى لا يضيع لها دفاعيات.
إنّ التوعية ليست وصاية أو توجيهات لتنفيذ قرارات، وإنما هي فريق يعمل طوال العام على فقد الظواهر ليتم التعامل معها، فإنشاء إدارة متخصصة تشمل التخصصات وتؤمن بدراسة المضمون والاتجاهات، وتعمل على التقارب مع المجتمع لتمارس معه التجديد وتحميه من المغالطات الصحية .. ولا بد من استجلاب الكوادر التي تحمل التخصصات في التوعية لتساهم في رسم الصورة الواقعية للرسالة التوعوية.

مساعد مدير مركز التأهيل النفسي ونائب رئيس لجنة رعاية السجناء بالقصيم



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved