| |
الشباب التونسي متمسك بعائلته وهويته رافض للانغلاق
|
|
* تونس - فرح التومي: أظهرت نتائج الاستشارة الشبابية التي أجريت مؤخراً في تونس أن العائلة لا تزال تحتل مكانة مرموقة لدى الشباب التونسي، فقد عبر أكثر من 76 بالمائة من المستجوبين عن راحتهم الكاملة للعيش بين أحضان العائلة واعتبر أكثر من 98 بالمائة منهم أن العناية بالوالدين عند الكبر من مشمولات الأبناء وهو ما يؤشر على تمسك الشباب بالروابط العائلية. لكن بالمقابل تشير البيانات الواردة في هذه الاستشارة التي شملت استطلاع رأي 10 آلاف شاب وشابة أن 50 بالمائة منهم لا يفكرون في الزواج وهو أمر لافت بما أن هذه النسبة تطورت تطوراً كبيرا مقارنة بالاستشارة الثانية التي أجريت سنة 2000 وفيها عبر 3.1 بالمائة فقط عن عدم رغبتهم في الزواج ويرجع المستجوبون عزوفهم عن الزواج الى التخوف من المسؤولية ورغبتهم في مواصلة الدراسة والبحث عن شغل. الاستبيان الذي شاركت فيه الشريحة العمرية من 15 الى 25 عاما وتمحورت اسئلته حول الشباب والمشاركة والشباب والهوية وسلم القيم والشباب والتنمية ومجتمع المعلومات والشباب وتونس الغد، هذا الاستبيان أفرز ضعفا ملحوظا في نسب الانخراط في هياكل المجتمع المدني وعبر 72 بالمائة عن اجابتهم ب(لا) في ما يخص المشاركة في الانتخابات التي تهم الحياة السياسية والاجتماعية وفي المقابل يعتبر أكثر من 54 بالمائة من الشباب أن مكانتهم كبيرة في المجتمع. واعتبر الشاب التونسي أن الترفيه ضروري، وقد مثلت المقهى أبرز الفضاءات الترفيهية التي تستقطبه ورغم أن الرياضة تحتل مكانة بارزة في الاهتمام الترفيهي للشباب الا ان نسبة 81 بالمائة من المستجوبين قالوا انهم يجدون صعوبة في تعاطيها ولا يمارسون نشاطا رياضيا بسبب عدم توفر الوقت وقلة الفضاءات العمومية. وفي محور الشباب والتنمية بلغت نسبة تفاؤل الشاب بالمستقبل 59 بالمائة ويعتبر 71 بالمائة من الشباب أن صحتهم الجسدية جيدة. وحول محور الشباب والهوية بدا واضحا الانتماء لدى المستجوبين من خلال التعلق بثلاث فضاءات وهي العالم الاسلامي والمغرب العربي، فالوطن العربي كما لم يقبل الشباب المستجوب أي شكل من أشكال التطرف وعبروا عن تمسكهم بالوسطية والاعتدال ويرى هؤلاء ضرورة التفتح على مقومات العالم الجديد ورفض الانغلاق والدعوة الى الانفتاح المدروس على الآخر. وأظهرت نتائج الاستشارة في المحور المتعلق بتونس الغد وتقويم الشباب لما تحقق وللمجالات التي تحتاج الى المزيد من العناية استحسان المستجوبين بمكانة المرأة وصورة تونس في الخارج وعلاقاتها بالمحيط الدولي.
|
|
|
| |
|