| |
(الجزيرة ) ترصد أهم أحداث العام السياسية التوجّه السعودي شرقاً هو الحدث الأبرز في 2006م
|
|
* القاهرة - مكتب الجزيرة - رصد: علي فراج: مضى العام 2006م بحلوه ومرّه ولكن ما جرى فيه من أحداث سيظل علامة فارقة في مستقبل المنطقة العربية حيث شهد أحداثاً جساماً من عدوان اسرائيلي على لبنان والتضييق على فلسطين وتصاعد العنف في العراق وعودة الارهاب مجدداً إلى مصر واستمرار النزاع في دارفور بين المتمردين والحكومة السودانية وسيطرة المحاكم الإسلامية في الصومال على معظم الاراضي الصومالية، كما شهد العام المنصرم احداثاً مأساوية على المستوى الانساني لعل ابرزها غرق العبارة المصرية السلام 98 ومقتل اكثر من الف شخص كانوا على متنها مصريين وسعوديين. لكن العام شهد أحداثا أخرى تاريخية مثل ترسيم التوجه السعودي شرقاً وفتح نوافذ جديدة للعرب دولياً كما يعد العام 2006 بحق عام التعاون المصري السعودي حيال كافة القضايا الساخنة في المنطقة حيث شهد العام المنصرم عدة لقاءات بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك وقد لاقت هذه الزيارات اهتماماً واسعاً في وسائل الاعلام العربية والدولية. قفزة سعودية التوجه السعودي شرقا خبر تصدر وسائل الاعلام العربية والعالمية عندما توجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الشرق الاسيوي لاقامة علاقات سياسية واقتصادية مع نصف الكرة الشرقي وتناول الخبراء والمحللون هذه الجولة بالتحليل والمتابعة نظرا لاهميتها حيث أكد الخبراء والمحللون السياسيون أن الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لكل من الصين والهند وهونج كونج وماليزيا وباكستان واليابان وسنغافورة وإندونيسيا ودول آسيوية أخري خلال النصف الأول من عام 2006 فتحت الباب أمام قفزة سعودية جديدة نحو الشرق. وقبل نهاية يناير 2006م حدث الفوز غير المتوقع لحركة المقاومة الاسلامية حماس بالاغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية واعلان انها سوف تشكل الحكومة الفلسطينية القادمة وقد اثار ذلك زلزالا في الاوساط السياسية العربية والدولية من ناحية وأثار مزيداً من التخوفات من حماس وعليها من ناحية أخرى. وفي فبراير صحا الشعب المصري على كارثة انسانية كبرى حيث غرقت العبارة (السلام - 98) وعلى متنها ما يقرب من 1400 شخص منهم 1310 ركاب وطاقمها المكون من 96 شخصا وشهد الحادث تعاوناً بين مصر والمملكة. وقدم الرئيس المصري حسني مبارك خالص شكره للمملكة العربية السعودية لجهودها المكثفة التي قدمتها لبلاده في التنسيق والتعاون والمساعدة في انقاذ بعض ركاب العبارة المصرية (السلام 98) التي غرقت أثناء رحلتها من ميناء ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا المصري. وفي العراق أعلنت نتائج الانتخابات العراقية وقد رحبت جامعة الدول العربية بنتائج الانتخابات العراقية التي جرت بمشاركة واسعة من مختلف الاطياف والقوى السياسية العراقية والتى اعلنتها المفوضية العليا العراقية المستقلة للانتخابات. القمة العربية وفي مارس 2006م عقدت في العاصمة السودانية الخرطوم اجتماعات القمة العربية الثامنة عشرة بحضور ملوك وامراء ورؤساء الدول العربية أو من يمثلهم حيث بحث القادة العرب جدول أعمال حافلا بالموضوعات التي تغطى مختلف القضايا التي تهم العالم العربي وقد صدر بيان عن القمة تضمن أكثر من عشرين بنداً حول الاوضاع العربية والدولية. وفي ابريل شهدت مصر سابقة هي الأولى من نوعها حيث تبادل متنازعون على رئاسة حزب الوفد المصري المعارض إطلاق النار مما أسفر عن سقوط ما يزيد على عشرة جرحى بعضهم إصابته خطيرة. وكان ابريل شهر النهاية لجزار صبرا وشاتيلا حيث انتهى شارون رسميا وإلى الأبد ليضع نهاية سوداوية للجزار الذي ارتكب آلاف الانتهاكات في حق الإنسانية خارقا بذلك كافة المواثيق والأعراف والشرائع والقوانين. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية ان ارييل شارون عاجز عن القيام بمهامه كرئيس للحكومة بعدما دخل في غيبوبة عميقة منذ الخامس من يناير الماضي. وفي الشهر نفسه قام سمو ولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز بزيارة إلى روسيا وقد ثمن المحللون السياسيون وخبراء العلاقات الدولية الجولة الآسيوية التي قام بها ولي العهد إلى عدد من البلدان الآسيوية ووصفوها بالناجحة الناجزة على طريق إرساء النهج الاستراتيجي للمملكة بإقامة شراكات استراتيجية مع دول العالم قائمة على الاتزان والوزن الاستراتيجي الذي تتمتع به المملكة في قلب الأمتين العربية والإسلامية والعالم. الارهاب يضرب مجدداً ثم اطل مرة أخرى الارهاب بوجهة القبيح على المنتجات السياحية في جنوب سيناء بمصر حيث هزت ثلاثة انفجارات وصفت بالشديدة مدينة دهب السياحية على خليج القصبه مسفرة عن مصرع 23 شخصاً منهم عشرون مصريا وثلاثة أجانب اضافة إلى اصابة ما يزيد عن ثمانين شخصا غالبيتهم من المصريين العاملين بدهب أو الذين كانوا يقضون اعياد الربيع في هذه المدينة السياحية. وقد وقعت الانفجارات الثلاثة في تواقيت متزامنة حسب اقوال شهود العيان الذين كانوا متواجدين في مسرح الحادث. وكان الملف النووي الايراني حاضرا بقوة خلال شهر مايو حيث حذر الرئيس المصري حسني مبارك في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية المصاحبين له في جولته الخارجية التي يزور خلالها ألمانيا وإيطاليا والمغرب من خطر الملف النووي الإيراني على المنطقة ككل وقال إن أي حل عسكري له سوف يحدث تعاطفا إقليميا كبيرا مع إيران وأضاف ان ضرب إيران كارثة علينا في الشرق الأوسط وعلى العالم كله. ترسيم الحدود اليمنية السعودية وفي يونيو حدث ترسيم الحدود بين السعودية واليمن وقد كان أحد أهم الأخبار التي تصدرت واجهة الإعلام العربي والدول نظرا لثقل البلدين ولأهمية الموضوع خاصة فيما يتعلق بالنواحي الأمنية وقضايا التنمية التي طالما عملت القيادة السياسية في المملكة على إعطائها الأولية وقد وصف الخبراء والمحللون السياسيون ما حدث بأنه حدث تاريخي كبير في تاريخ العلاقات العربية- العربية وفي تاريخ الشعبين والمجتمعين العربيين الشقيقين السعودي واليمني بوجه خاص بما تحمله من بوادر ومؤشرات ومن آثار ونتائج إيجابية ستظهر معالمها تباعا في المرحلة القادمة لخدمة الأمن والاستقرار والتنمية في الجزيرة العربية، وتوطيد مكانتها وقوتها ومنعتها التعليمية والدولية. لقاء مصري اسرائيلي وفي الشهر نفسه بحث الرئيس المصري حسني مبارك بمدينة شرم الشيخ مع إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل عددا من القضايا المتعلقة بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإمكان استئناف المفاوضات بين الجانبين كما تناول اللقاء - الذي يعتبر الأول منذ تولي أولمرت رئاسة الحكومة الإسرائيلية - مسألة المساعدات الدولية للفلسطينيين وفيه ايضاً قتل ابو مصعب الزرقاوي وقد تصدر ذلك الخبر شاشات التلفزة بطول المنطقة العربية وعرضها. وشهد يونيو اقتتال بين الفصائل الفلسطينية وقد حذر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى من استمرار الاقتتال الفلسطيني وقال انه إذا استمر هذا الوضع فإن الجامعة ستدعو إلى اجتماع رسمي لوزراء الخارجية للنظر في الوضع الفلسطيني. وفي شهر يونيو أيضاً قررت الجامعة العربية فتح مكتب في العاصمة الصومالية مقديشو بعد الازمة الاخيرة التي شهدتها الصومال وقد كلف الامين العام للجامعة عمرو موسى المستشار عبدالله بن مبارك العريبي من سلطنة عمان ان يكون رئيسا لبعثة الجامعة هناك. وقبل نهاية يونيو جاءت الزيارة الهامة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض إلى روسيا الاتحادية ولقاؤه الرئيس بوتين حيث تباحثا في الشئون العربية والاقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية إضافة إلى تقرير التعاون الثنائي بين البلدين. وفي يوليو بدأ نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي زيارة للمملكة العربية السعودية كمرحلة انطلاقه عربية لشرح مبادرته للمصالحة العراقية نظراً لاهمية دور المملكة عربيا وعالميا وخاصة فيما يتعلق بالشأن العراقي كما انها تعد تثمينا لدور السعودية فقد كانت من أوائل الدول العربية التي طالبت بالمصالحة بين الاطراف السياسية المختلفة في بلاد الرافدين حتى تفوت الفرصة على اصحاب الدعوات الانفصالية كما تفوت الفرصة أيضا على القوات المحتله التي تريد مزيداً من التوتر لضمان بقائها في العراق. وفيه قام الرئيس المصري حسنى مبارك بزيارة سريعة للسعودية للقاء شقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتباحث حول اخر تطورات الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط خاصة في الاراضي الفلسطينية المحتلة والموقف المتدهور هناك الناتج عن الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزه وذلك في اطار الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك لمنع التصعيد الاسرائيلي ووقف التدهور في الاراضي الفلسطينية. وشهد الشهر ايضاً اقتراح المرجعيات الدينية في العراق عقد اجتماع للتصالح والتفاهم يعقد في مكة المكرمة يشارك فيه علماء السنة والشيعة. العدوان الاسرائيلي على لبنان وفي شهر يوليو أيضاً حدث العدوان الإسرائيلي على لبنان وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً أكدوا فيه على ادانة العدوان الإسرائيلي على لبنان وأحقية الشعب اللبناني في الصمود وصد العدوان كما أدانوا الاعتداءات الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية وضرورة دعم ومساندة الفلسطينيين وحذر البيان من التداعيات الخطيرة على المنطقة كلها مشيراً إلى فشل عملية السلام بانفراد إسرائيل بالقرارات احادية الجانب وعدم امتثالها لقرارات المجتمع الدولي وطالب البيان بالتمسك بمبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت 2002م، كما شهد الشهر ارتكاب إسرائيل لمجزرة قانا الثانية والتي راح ضحيتها عشرات النساء والاطفال. وفي سبتمبر عقد الحزب الوطني الحاكم في مصر مؤتمره السنوي وانتهى بمفاجأة اعلان جمال مبارك أمين السياسات بالحزب عن بدء مصر في مشروع نووي سلمي وكان نجل الرئيس المصري قد أكد أن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تفكر في إنشاء محطات نووية لتوفير مصادر الطاقة وأشار إلى أن هناك العديد من الدول النامية سبقت مصر في ذلك التفكير وتعاون معها العالم وساندها في مسعاها، وأن مصر موقعة بالفعل على معاهدة حظر الانتشار النووي التي تضمن قيام الدول الأعضاء باستخدام الطاقة النووية بشكل سلمي. وفي نهاية سبتمبر قام وفد الاتحاد الفيدرالي للسلام بالشرق الأوسط والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية برئاسة سالي كادر بتسليم معالي سفير خادم الحرمين الشريفين الدكتور هشام محيي الدين ناظر جائزة السلام العالمي. وفي اكتوبر فجر النائب طلعت السادات ابن شقيق الرئيس الراحل أنور السادات ازمة مع المؤسسة العسكرية عندما صرح في مقابلة تلفزيونية بأن عمه الرئيس الراحل أنور السادات الذي اغتاله إسلاميون راديكاليون في حادث المنصة الشهير عام 1981م، نتيجة مؤامرة شارك فيها حرسه الخاص وبعض قادة القوات المسلحة، حسب زعمه وقد أدى ذلك إلى الحكم عليه فيما بعد ورفع الحصانة عنه. وفي الشهر نفسه قالت جماعة الإخوان المسلمين بمصر إن السلطات منعت مرشدها العام مهدي عاكف من السفر إلى المملكة العربية السعودية لأداء عمرة شهر رمضان. وثيقة مكة للصلح لكن الخبر الابرز خلال اكتوبر كان توقيع وثيقة مكة للصلح بين الطوائف العراقية لتثبت يوما بعد آخر أهمية الدور الذي تلعبه الدبلوماسية السعودية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، وليس جديدا إقدام المملكة على اتخاذ الخطوة الأكثر أهمية على الصعيد العراقي فقد سبق ان كانت المملكة محطة الاتفاق بين الفرقاء. وفي نوفمبر حكمت المحكمة الجنائية العليا بالعراق باعدام صدام حسين رئيس العراق المخلوع وقد تباينت ردود أفعال وتوقعات المراقبين والمحللين السياسيين والقانونيين حول تداعيات الحكم على صدام حسين بالإعدام شنقا مابين التشكيك في قدرة هذه الأحكام على إسدال الستار على فصل دام شهده العراق وأنها ستؤدى إلى منع أو التقليل من حدة العنف بالعراق وبين التأكيد على ان استصدار هذا الحكم اتخذ وجها سياسيا وليس قانونيا كما جاء في هذا التوقيت رداً على موجة العنف الأخيرة التي تشهدها الاراضي العراقية وانه يصب في صالح الإدارة الأمريكية ويخدم أهدافها السياسية وفيما يرى البعض ان صدام حسين نال بهذا الحكم ما يستحقه أشار آخرون إلى استثمار هذا الحكم في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي. وفي شهر ديسمبر دخلت الاحداث في لبنان منعطفا خطيرا عندما قررت المعارضة النزول إلى الشارع في محاولة منها لاجبار حكومة السنيورة على القبول بمقترحاتها الخاصة بتوسيع دور المعارضة في الحكومة. وفي ديسمبر ايضا استضافت الرياض القمة الخليجية السابعة والعشرين (قمة جابر) التي خاطب خادم الحرمين الشريفين خلالها القادة الخليجيين قائلا: علينا ان نكون صفاً واحداً.. وحلم الوحدة الاقتصادية يجب إلا يغيب عن عيوننا.
|
|
|
| |
|