| |
أضواء اتحدوا من أجل الأطفال جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
تفشي السلوكيات الشاذة والانحراف الذي يمارسه عدد من الناشئة، وحتى الأفعال العنيفة كالإرهاب والاتجاه للإجرام، جميعها مردها إلى التربية غير السوية، وتعرض الأطفال إلى العنف المنزلي والتأثير السيء للبيئة الاجتماعية سواء داخل المنزل أو خارجه، فحدوث حالات من العنف الجنسي في البيئات المنزلية أمر معروف جيداً، وتشير الدراسات الحديثة إلى مستويات مرتفعة من العنف الجنسي أثناء الطفولة، وقد تبلغ 21 في المئة، حسب دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في عدة دول، حيث تكون الفتيات عرضة لاحتمال حدوث الإساءة إليهن أكثر بكثير من تعرض الفتيان إليها. إن العنف الجنسي والعنف المستند إلى النوع الاجتماعي منتشران في المدارس والكليات مع توجيه كثير من هذا العنف نحو الفتيات. ويمكن لعواقب العنف المنزلي أن تمتد عبر الأجيال، إذ تميل آثار السلوك العنيف إلى البقاء مع الأطفال بعد وقت طويل من مغادرتهم بيت الطفولة، فالفتيان الذين يتعرضون للعنف المنزلي الذي يمارسه آباؤهم وأمهاتهم، معرضون لاحتمالات أن يصبحوا رجالاً يسيئون هم أنفسهم للآخرين بدرجة تعادل ضعف احتمالات تعرض أبناء الآباء والأمهات الذين لم يمارس آباؤهم العنف ضدهم، إضافة إلى ذلك، فإن الفتيات اللواتي يشهدن أمهاتهن يتعرضن للإساءة والضرب من آبائهن، من المحتمل أن يتقبلن العنف أثناء الزواج بدرجة تفوق تقبل الفتيات اللواتي يأتين من بيوت لا يسودها العنف. ومع أن النساء اللواتي تساء معاملتهن كثيراً ما يفتقرن إلى الوسائل اللازمة لحماية أنفسهن، إلا أنهن كثيراً ما يوفرن الحماية للأطفال المعرضين للعنف المنزلي، ولكن وبسبب فقدان أعداد لا تحصى من النساء والأطفال للموارد القانونية أو الاقتصادية اللازمة للملاحقة القضائية للأزواج المسيئين، فإن هؤلاء النساء والأطفال يبقون عالقين في أوضاع ضارة مؤذية، وتتطلب جهوداً صادقة وحقيقية من قبل الأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، كجمعيات حقوق الإنسان، وحقوق الطفل، وجمعيات حماية المرأة، وهي جهود يجب أن تشجعها وتقودها الحكومات لإيجاد سياسات حمائية للضحايا من العنف المنزلي كجهد موازٍ لتغير التوجهات الاجتماعية التي تتغاضى عن هذا النوع من العنف الذي يصنع إشكالات كثيرة تترك آثاراً سلبية على المجتمع، فضلاً عن الضحايا أنفسهم، إذ أثبتت الدراسات أن الجماعات الإرهابية وجماعات الإجرام والنزوع إلى أعمال العنف يقوم بها الأشخاص الذين تعرضوا في طفولتهم إلى عنف أسري يظل ملازماً لهم طوال حياتهم. *** للمزيد من المعلومات الاطلاع على تقرير وضع الأطفال في العالم 2007م الذي أخذت منه المعلومات في هذا المقال.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|