| |
أضواء على ندوة تاريخ الملك سعود أنور بن محمد آل خليل
|
|
اتسمت جلسات ندوة تاريخ الملك سعود بأبحاث غنية في مادتها قوية في عرضها ناقشت في مجملها أغلب المراحل الزمنية للملك سعود من الناحية العسكرية والإدارية والاقتصادية، ثم جاءت المداخلات لتثري النقاش تارة بالتصويب وأخرى بالاستيضاح، فخرجت الندوة بمادة ثرية تسلط الضوء ليس على تاريخ الملك سعود فحسب، بل على فترة مهمة من تاريخ المملكة العربية السعودية. إلا أن الجلسات لم تخل كغيرها من مناشطنا الثقافية من وجود منظرين يأتون إلى الفعالية وكان لديهم موقف مسبق إما من المشاركين أو اللجان العلمية التي أجازت البحوث أو من الجهة المنظمة نفسها..!؟ استهجن الكثير رأي أحدهم القائل: إنه لم يجد في الأوراق المقدمة ما يرقى لمستوى الأبحاث الجادة.. وهذا ليس بإنصاف، تعلمون لماذا؟ لأن صاحبنا حكم بذلك أولاً: من خلال مطالعة عناوين الأوراق، ثم من الاستماع الجزئي لملخصاتها! والغريب أن هذا الرأي يتكرر منه طوال الجلسات..! حتى انه بعث في إحدى الجلسات بمداخلة مكتوبة وهو يهم بمغادرة القاعة.. فمن الذوق كان عليه البقاء ليستمع إلى بقية الأبحاث وإلى الإجابة عن مداخلته، إلا إذا كان جاء فقط إلى الجلسة لإحلال البركة عليها ولو لبضع دقائق من وقته الثمين..! لا أحد يضايقه النقد البناء طالما هدفه سامٍ وغايته نبيلة.. ولكن أي نقدٍ وأي تقييم وأي تفاعل ننشده من مثل هذه الحالات وهذه الأنفس..؟ التي تتسابق مفرداتها اللفظية (المكتسبة) نحو تعكير الأجواء والاستخفاف بأعمال الآخرين؛ مثلما تتسابق الطحالب على سطح المياه العذبة، تُرى هل لا يزال هناك من يعتقد في أن النقد الهجومي وبخس الناس حقوقهم على طريقة (خالف تعرف) هي الطريق المثلى لنيل الشهرة ولفت الانتباه؟ سادتي إن مجمل ما قدم في الجلسات من أوراق وبحوث جاءت من أساتذة عاشوا العمل البحثي سنوات طويلة.. وافنوا أعمارهم فيه.. ولو نظرنا بحياد إلى أسماء المشاركين في الندوة لوجدنا فيها خير رد على طعون المشككين.. فهم عمالقة عرفوا بدراساتهم المعمقة داخل المملكة وخارجها. أما المشاركون من غير الأكاديميين - الذين لم يدعوا يوماً عبر القنوات الفضائية للألقاب العلمية- فهم مجتهدون تفاعلوا مع الحدث ويكفيهم شرفاً أنهم أوقدوا شمعة ضمن باقة الضوء المنيرة لمسيرتنا الثقافية المباركة، وجاءوا بما لم يأتِ به صمُّوا آذانهم عن دعوات دارة الملك عبدالعزيز المتكررة للمهتمين والباحثين للمشاركة والإسهام بأبحاثهم في هذا المشروع التوثيقي الضخم. وليتني أعرف من رشح الدكتور فهد السماري لمنصب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز لأطبع على جبينه قبلة حارة! وإن كان ليس لديّ من شك في أن أمير الخُلق والأخلاق الرجل الذي لا يرضى بغير طريق النجاح سبيلاً له الأمير سلمان بن عبدالعزيز هو وراء ذلك كما هو وراء تألق مدينة الرياض وجماله. فإدارة مؤسسة ثقافية توثيقية بمكانة دارة الملك عبدالعزيز العلمية والتاريخية كان لابد لها من مسؤول لا يطلب من المكان أن يضيف له بل يخلق للمكان من الإبداعات وفنون الإدارة ما يجعله أهلاً للمكان. فالدكتور فهد السماري هو من القلة الذين صادفتهم في حياتي وكانوا يجودون بوقتهم وجهدهم وحتى صحتهم لصالح العمل، وكل تفكيرهم ينصب على تلمس سبل النجاح.. هم أناس جبلوا على خدمة أوطانهم ومشاريعها الثقافية. ففي ندوة تاريخ الملك سعود كان (السماري) يتقد نشاطاً وحيويةً ألقاه في المساء والابتسامة حية نضرة على محياه كما هي عليه في الصباح، لم تذبل؛ ولم ترهقها ساعات العمل الطويلة! وبذلك يستحق منا الدكتور فهد كل الشكر والتقدير كأبسط ما يمكن أن يقال له.
|
|
|
| |
|