| |
العمل التطوعي عبدالله سعود عبدالله الدوسري - الزلفي
|
|
استشرفت في هذا المقال أن أتطرق إلى أصحاب الهمم العالية من أبناء شعبنا العزيز الذين لهم باعٌ ليس بالهين في الأعمال التطوعية الذين رفعوا رؤسنا في كل بقعة من بقاع العالم بما قاموا به من أعمال جليلة يبتغون بها وجه الله لا بحثاً عن مردود مادي أو ينتظرون شكراً من أحد بل هدفهم الأساسي خدمة الإسلام والمسلمين في أصقاع المعمورة هم من أسقى وأطعم أبناء الشعوب الجائعة بأيديهم ومسحوا دموع المنكوبين في كل مكان فأنا في هذه العجالة أحببت أن أوجه الأخوة من ذوي الحس التطوعي بأن مجال العمل التطوعي قد اقترب حيث إن شهر ذي الحجة قد استهل هلاله يعلن عن اقترابه ويبلغ الآفاق عن اقتراب الاجتماع الأعظم للمسلمين تلبيةً لنداء الرب جل وعلا: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَج عَمِيقٍ)(27) (سورة الحج) يأتون من كل بقعة من أقصى المعمورة ملبين دعوة الله بالحج ومبتغين ثواب الله في أشهر معلومة ومحدودة في أشهر الحج (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) (27) (سورة الحج) فإن هذا الموعد من أجل وأفضل الأيام لخدمة الحجاج في شتى المجالات من إرشاد الضال وحمل المصاب وإغاثة الملهوف وكثير من الأعمال التي تستلزم وجود متطوعين يقومون بها جنباً إلى جنب مع المنتدبين من القطاعات الحكومية من مسعفين وأطباء ورجال إطفاء وإنقاذ في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام، وكل ما تقوم به حكومتنا الرشيدة من مجهودات جبارة في خدمة القادمين للحج وما تبذله في سبيل خدمة بيت الله وضيوفه من أموال طائلة لا تكاد تحصى فإن العمل التطوعي مطلوب من الإخوة الذين يريدون الأجر والثواب من عند رب العباد وقد ورد في السنة المطهرة في شأن العمل التطوعي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل سلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة) رواه الشيخان. فبعد هذا التشجيع والأجر من رب العباد ثم من رسوله على فعل أعمال الخير فمن أراد الخير والأجر الوفير فليبادر إلى التسجيل في المجالات التطوعية وتتكفل حكومتنا الرشيدة التي أخذت على نفسها ونذرت مجهوداتها ومنسوبيها من أعلى المسؤولين إلى صغار الموظفين وتحت إشراف خادم الحرمين الشريفين زعيم المتطوعين في خدمة بيت الله كما دل اسمه عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جعله الله قرة عين لأبناء المسلمين في خدمة البيت العتيق وضيوفه على توجيه المتطوعين وتوفير السكن لهم وتوفير التدريب من خلال قطاعات التطوع الصحية والأمنية فمن أراد الخير العظيم والبركة فليبادر في خدمة شعيرة من شعائر الله قبل أن تكون في سبيل خدمة الإنسان المسلم الذي جاء في سبيل أداء شعيرة الحج تلك الشعيرة التي تعد ركناً من أركان الإسلام التي لا تسقط إلا عن المعذور فإن قطاع الهلال الأحمر والدفاع المدني بانتظار أفواج المتطوعين لكي يدربهم ويؤهلهم للقيام بالأعمال التطوعية على أكمل وجه. ومن فوائد العمل التطوعي فيه صقل لشخصية الفرد المتطوع من خلال الاحتكاك المباشر مع الجمهور واكتساب الخبرة فالعمل التطوعي يعود بالفائدة في الدنيا والآخرة على المتقدم لمثل هذه الأعمال الجليلة وغير المستغربة على أبناء هذا البلد المعطي في كل المجالات الذي يسعف وينقذ كل منكوب في شتى الأماكن من البسيطة بدون تفريق بين أحد من بني البشر وأبناء الشعب السعودي ذلك الشعب المهتم بشؤون المنكوبين من خلال ما قدمه من إعانة كان آخرها ما قدمه إلى الشعب اللبناني من تبرعات بلغت أرقاماً غير مستغربة على الشعب السعودي أن يسجلها وبكل جدارة في لوحة العمل التطوعي.
Eon44@hotmail.com |
|
|
| |
|