| |
وداعاً أبي.. وداعاً أخي وفاء بنت أحمد بن راشد الشعيل
|
|
مضى عام منذ رحيلكما الأخير عنا.. عام كامل يا أبي وأنا أعيش معكما لحظة بلحظة رغم أنكما بعيدين عنا بعداً لا تقربه مسافة مهما قصرت.. فكل لحظة تمر تزيدني عذاباً بفراقكما وبعدكما. ودائماً يمر شريط حياتي معك يا أبي كله وأنا أستذكر دروسي أو أساعد أمي أو حتى وأنا على فراشي أتهيأ لوداع يوم من حياتي، واستقبل آخر ليكون حتماً مشحوناً بذكراكما العطرة.. وإن أنس لا أنسى أبداً طلعتك المهيبة وأنت تستعد لمغادرة المنزل، وحنانك المتدفق الذي تستقبلنا به عند عتبة الباب كلما دخلت علينا.. تكبيرك، تسبيحك.. استغفارك وذكرك الدائم لربك، وصوتك الحنون عندما توقظنا لصلاة الفجر، وضحكاتك ويدك الدافئة وهي تمسح رؤوسنا، وبسمتك في وجوهنا.. و.. و.. وحتى صدى رنين مفاتيح سيارتك يا أبي مازال يتردد في سمعي.. أما أنت يا أخي الغالي عبدالله فلم تغب يوماً عن ناظري، فجلجلة ضحكاتك مازالت تتردد في جدران بيتنا، رغم أننا افتقدنا علو همتك، وكرم نفسك، وطيبة قلبك، وسماحة خلقك، إلا أن سيرتك العطرة المفعمة بالروح والريحان ستظل باقية معنا ما بقي فينا عرق ينبض بالحياة.. فوداعاً يا أبي.. صحيح نحن نفتقدك كثيراً وسيظل مكانك شاغراً أبداً لأنه لا أحد يستطيع ملء ما تركته من فراغ لا نهاية له.. غير أننا فخورون بأننا من صلبك وتنشئتك الصالحة، فجزاك الله خيراً على كل ما بذلته من أجلنا، ونسأله تعالى أن يوفقنا للدعاء لك دائماً، وأن يجعلنا من عملك الذي لا ينقطع برحيلك، وخير خلف لك.وداعاً أخي الغالي عبدالله، نحن نفتقدك أنت أيضاً، لكننا نغبطك؛ لأنك رحلت مع الوالد.. رحمكما الله، ولم تعرف معنى غيابه الأبدي عنا، ولم تصب بفقده مثلنا.. فالّلهم اجعل ثوابهما الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين، واجعلنا من الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون. الّلهم أدعوك أن تعوضهما داراً خيراً من دارهما، وأن تلهمنا الصبر والسلوان بعدهما.
|
|
|
| |
|