معوقات البحث العلمي
غازي بن عماش الصالحي - بريدة

العلم هو السلاح الذي به تستطيع الأمم أن تحتل مكانة مرموقة في هذا العالم المتسارع في التطور والنمو، وما جعل الدول المتقدمة تحقق التطور والنمو السريع هو الاهتمام في العلم والبحث العلمي مما جعلها تسعى دائماً إلى إنشاء الكثير من مراكز البحوث في كل المجالات العلمية والعمل على تخطي المعوقات التي تعيق مساهمة البحوث العلمية في التنمية المستدامة، وفي الوقت الذي يزيد فيها دول العالم العربي في التأخر عن مبادرة إنشاء مراكز البحوث وإزالة المعوقات التي تعيق البحث العلمي وهذا ما جعل دول العالم العربي تعيش في حالة تقليدية في شتى مجالات الحياة العامة ومنها العلم والبحث العلمي ولهذا فرض المجتمع على الباحثين طريقة معينة في البحث العلمي وفقاً لمعايير معينة، هذه المعايير فرضت معوقات ومن هذه المعوقات:
- أصبح الكثير من الباحثين اليوم يعاني من ندرة المراجع العلمية في المكتبات مما يضطر الكثير من الباحثين السفر إلى خارج وطنه للحصول على هذه المراجع وهذا يتطلب جهدا ووقتا ومالا وهو عائق رئيسي من معوقات البحث العلمي.
- صعوبة دراسة بعض الظواهر أو المشكلات أو القضايا لوجود قيود ثقافية غير أساسية في الثقافة ولكنها تبقى عائقا أمام البحث العلمي.
عدم تزويد المكتبات بالكتب العلمية الحديثة وبشكل سريع ومتطور يواكب التطور العلمي الحديث فتجد أن بعض المكتبات تجد فيها نفس الكتب ولم يتم إضافة الكتب التي صدرت حديثاً.
- عدم وجود مراكز علمية تخصصية في المجتمع يجعل المجتمع يتأخر عن مواكبة التطور العالمي السريع هذا من جانب ومن جانب آخر يجعل الباحث في حيرة في مسألة البحث إلى أي مركز يقدم هذا البحث مما يجعل هناك تناقض في البحث العلمي نتيجة لقيام بعض الباحثين بدراسة قضايا أو مشكلات ليست في صميم تخصصهم.
- لابد من وجود منظمة أو هيئة تسمى مثلاً (هيئة البحث العلمي) في كل دولة بحيث تحتضن الباحثين وتسعى إلى دعمهم وإزالة العوائق وتصنف البحوث والدراسات حسب مجال التخصص وكذلك تشرف على مراكز البحوث.
- هناك معوق مادي وهو أن الباحث في المجتمع العربي يواجه هذا العائق المادي وبالتالي ربما يتوقف البحث أو الدراسة لعدم قدرت الباحث على تحمل التكاليف المادية وهذا يرجع لقلة الدعم المادي المقدم من مراكز البحوث.
هذه بعض العوائق التي تشكل عاملا مهما في تأخر البحث العلمي عن مسايرة الركب العلمي المتطور الذي يعيشه العالم اليوم ويبقى أن أقول في آخر هذه المقالة: أين دعم القطاع الخاص في إنشاء مراكز بحوث أو في دعم البحوث العلمية على أقل صورة؟! وهذه رؤية حضارية تخدم المجتمع بشكل عام والقطاع الخاص بشكل خاص من خلال المشاركة الفعالة في إنشاء مراكز البحوث العلمية.