| |
الماء حامد حميد الربيعان - شرورة
|
|
مهما قيل عن الماء فلن يفيه أحد بحثاً ودراسة، فما زالت أسراره تتكشف كل سنة، ومن أسراره قصدتُ الكتابة عنه، فأبدأ قائلاً: الماء ضروري لحياة الإنسان والحيوان، فهو يذيب المواد الغذائية وينقلها عبر الدم إلى كل أعضاء الجسم، كما أنه يحفظ حرارة الجسم بلا زيادة ولا نقصان (التعرّق).الماء يتحول إلى ثلج، وفي بلاد الإسكيمو (شمال فنلندا والنرويج والسويد) يتجمد مكوناً المحيط المتجمد الشمالي، والجنوبي أيضاً، والثلج خفيف ولهذا يطفو على البحر، مما يسمح للحيتان والأسماك وسائر دواب البحر أن تبقى حيّة.والماء - لحرارته النوعية العالية - يعمل على تبريد المحركات (سيارات بأنواعها ومكائن ثقيلة).والماء يتميز بأن جزئياته ذات سالبية تسمح بتذويب عدد من الأملاح والسكريات، كما أنها تشد سطحه (كسطح البحر) إلى الأسفل مما يجعله مرناً كالمطاط، فيسمح له بالتموج (وهواية التزلج على أمواج المحيطات نراها في البرامج الرياضية ونستمتع بها).والماء يتحول إلى بخار بطريقتين؛ (التبخر بالرياح) و(التبخر بالغليان)، وكل ساعة يتبخر مئات من الأطنان من البحار والمحيطات وتتصاعد إلى السماء.والماء يتألف من غازين (أوكسجين وهيدروجين) وفي عام 1799م جمع العالم الفرنسي لافوازييه - الذي ضُربت عنقه عام 1833م بلا ذنب سوى أنه من الأسرة الحاكمة في الثورة الفرنسية المشهورة - وعاء زجاجياً وبداخله كمية من الهيدروجين المتصاعد من الشعير المتخمر ثم أحرق الهيدروجين بشعلة من نار، فتكوّن سائل.. إنه الماء، إنها بضع قطرات من الماء، ويكون قد هدم نظرية اليونان (أبسط الأشياء الماء والهواء والنار والتراب)، فالماء ليس بسيطاً بل هناك ما هو أبسط منه وهما الهيدروجين والأوكسجين. فماذا أقول عن الماء؟ لا أدري.
|
|
|
| |
|