| |
منطقة تبوك.. والمركز التاريخي
|
|
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك - حفظه الله - أُقيم الشهر الماضي تدشين المرحلة الثانية من توثيق المصادر التاريخية لمنطقة تبوك الذي نظمته دارة الملك عبدالعزيز وبحضور أمينها العام سعادة الدكتور فهد بن عبدالله السماري. لا شك أن الرعاية الكريمة من قِبل سمو أمير المنطقة تبين مدى أهمية المشروع، وإدراكاً من سموه الكريم لدور هذا المشروع في التوثيق الشفوي، كإحدى أدوات البحث التاريخي - لمرحلة مهمة من مراحل تاريخ المنطقة في عصرها الحديث سياسياً واجتماعياً واقتصادياً. وفي هذه المناسبة لا بد من الإشادة بدور دارة الملك عبدالعزيز العلمي المتميز وأمينها العام وعنايتها بتوثيق التاريخ الوطني للمملكة العربية السعودية ودعمها المتواصل للباحثين والباحثات من أبناء هذا الوطن المعطاء. وقد جاء مشروع توثيق المصادر التاريخية فرصة جيدة للحديث عن منطقة تبوك ومدى حاجتها لمركز تاريخي يساهم في الحفاظ على تاريخها، ويقدمه للآخرين بصورة علمية مناسبة. تلك منطقة تبوك مساحة كبيرة تقدر بـ116.400كم2 تفوق مساحة بعض دول الجوار الشقيقة، وفوق هذه الأرض وقفت أحداث تاريخية عديدة عبر عصور زمنية طويلة قبل ظهور نور الإسلام وبعده. كما يوجد على ترابها شواهد أثرية تؤكد أهمية هذه المنطقة. تتنوع المساحة الجغرافية للمنطقة من ساحل طويل على شمال البحر الأحمر، وسهول ساحلية، وجبال، وأراضٍ رملية واسعة. وبصفتي أحد أبناء منطقة تبوك وأحد الباحثين في تاريخها وخلال تجربة دراستي الأكاديمية التي قدمتها لإحدى الجامعات فقد قمت بعملية مسح للمصادر التاريخية في العصر الحديث للمنطقة، وخلال عملية المسح أطلعت على مصادر قديمة جعلتني أخرج بنتيجة مفادها أن منطقة تبوك تفتقر إلى وجود دراسات أكاديمية رصينة تلقي الضوء على تاريخ المنطقة قديماً وحديثاً. والأدهى والأمر امتلاك العديد من الأسر من أبناء المنطقة لكثيرٍ من الوثائق التاريخية غير أنه لم يستفد منها بالصورة الأفضل على الرغم من جهود المؤسسات العلمية كدارة الملك عبدالعزيز، فبقيت هذه الجهود مبعثرة وغير منتظمة. وهو أمر يدفعني إلى طرح فكرة إنشاء مركز تاريخي يرتبط بدارة الملك عبدالعزيز المهتمة بتاريخ المملكة العربية السعودية، ليكون مكاناً لالتقاء أبناء المنطقة من باحثين وباحثات لتبادل الخبرات فيما بينهم. والحفاظ على المصادر المحلية وجمعها قبل أن تفقد أو تضيع لأي سببٍ من الأسباب. وليطلع أبناء المنطقة على تاريخ منطقتهم، ويرتبط الناشئة بها ضمت منظومة تاريخنا الوطني والاستفادة من هذا التاريخ سياحياً. وإنني على يقين تام بأن هذا الأمر هو من اهتمامات صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان فدعمه الدائم واللا محدود لكل ما يخدم أبناء المنطقة أمر غير مستغرب على سموه الكريم. ولعلنا في القريب العاجل نحظى من سموه بدعم هذه الفكرة وتنفيذها على أرض الواقع.
مطلق البلوي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم الاجتماعيات بكلية المعلمين بتبوك
|
|
|
| |
|