| |
الترابط الأسري وأثره في بناء المجتمع عبدالعزيز السلامة - أوثال
|
|
الترابط الأسري! وما أدراك - أخي العزيز ما الترابط الأسري؟! إنه موضوع ذو أهمية عظيمة، وله دور ريادي في ترابط المجتمع، وكلما اشتد وقوي ترابط تلك الأسر ازداد تماسك المجتمع، وقلّت همومه ومشاكله، وتحسّنت حاله وأوضاعه، وعم الحب والخير والتواصل؛ فالترابط عامل رئيس من عوامل الصلاح الاجتماعي. ويعتبر الترابط الأسري - ولله الحمد والفضل - سمة بارزة، وخاصية تمتاز بها بلادنا (المملكة العربية السعودية)، وصفة طيبة جبل هذا الدين الحنيف أبناء هذا الوطن الكريم عليها. ولكي يتحقق الترابط الأسري في معناه الحقيقي - أخي الحبيب - ينبغي توافر العناصر، وتفعيل تلك الأسباب التي تقوي ذلك الترابط الأسري، وهي كثيرة جدا وفي مقدمتها: التربية الصالحة وفق مبادئ الدين الإسلامي قولاً وعملاً، فالدين هو الحصن الحصين، والسياج المنيع الذي يحفظ الأفراد والأسر والمجتمع، ويكفل لهم حياة سعيدة ملؤها الطمأنينة والأمن والاستقرار. ومن تلك العوامل: الأسرة وهي النواة الحسنة واللبنة الفعالة في تكوين الأسر، والعنصر القوي في ترابط المجتمع، فالوالدان لهما دور عظيم في نجاح الأسر، أو إخفاقها، ولهما عن طريق التربية الهادفة ما بين النصح والإرشاد والتوجيه والاهتمام، ومتى كان التواصل على الحب والخير والوفاء ما بين أفراد الأسر المتعددة كان الصلاح الاجتماعي، وأينما وجد الترابط الأسري ما بين تلك الأسر المختلفة صلح حال المجتمع، ومن تلك الأسباب: صلة الرحم والأقارب والتعرف على أخبارهم، والاطمئنان على أحوالهم، والحرص على صلتهم رغم الهجر والصدود والخلافات، ومنها: الحرص على حضور المناسبات، وتبادل الزيارات التي تقوي تلك الوشائج والصلات، وتزرع المحبة بين الأفراد والجماعات كالأعياد والأفراح والولائم. ومن تلك العوامل القوية: النية الخالصة والحب الصادق في الله ولله. ومنها: إيجاد الحلول الناجحة للمشاكل الأسرية قبل أن تتفاقم الأحداث، وتتأزم الأمور فتكون القطيعة بين الأقارب والصدود، وإن كانت هذه بعضاً من العوامل الإيجابية فإن هناك على النقيض عوامل تنقض أواصر الأسر، وتؤدي إلى التفكك الأسري، ثم التفكك الاجتماعي منها: ضعف الرادع الإيماني والوازع الديني عند البعض، وغياب التربية القويمة من قبل الوالدين للأبناء، أو الإجحاف والقصور في أساليب التربية الناجحة الهادفة، ومن العوامل التي تهدم كيان الأسر، وتقطع التواصل ورحم الأسر من الوريد إلى الوريد ظاهرة الطلاق التي تشتت الأسر، وتفرق بين أفرادها بين بيوتات متعددة، وتثير من التعب والقلق والمشاكل ما الله به عليم. ومنها: العداوة والبغضاء، وهجر ذوي الأرحام والقطيعة والصدود التي تمزق أواصر الترابط، وكذلك النقد الجارح للأبناء أو ما بين الأقارب وذلك عن طريق التهكم والسخرية والهمز واللمز الذي زعزع الثقة لدى الأبناء، ونشر الهجر والعداوة ما بين الأقارب. ومما انتشر في هذا العصر الثورة المعلوماتية التي حملت معها الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي وغيرها كثير، واستخدمها القاصرون استخداماً سيئاً عن طريق تلقي أفكار وسلوكيات منحرفة كان لها التأثير السيئ على الأفراد والأسر والمجتمع.
|
|
|
| |
|