| |
رحلة مع داء الهم عبد العزيز الصالح- الرياض
|
|
الحديث عن داء الهم يتشعب كثيرا نظرا لتنوع أسبابه في عصرنا الحالي، وذلك بسبب المشاكل المتعددة والمتأصلة في حياتنا الاجتماعية، والكاتب لا يستطيع في هذه العجالة أن يعطي القارئ الكريم خلاصة هذا الداء في مقال واحد. بل يحتاج منه إلى وقت طويل، فالهم من الأمراض الاجتماعية المستعصية في نفوس بعض البشر منذ زمن قديم إلا أنها كانت على نطاق بسيط في ذلك الوقت، أما في عصرنا الحالي أصبح الأمر على نطاق أوسع بين الجنسين معا. ومن نعم الله على المسلمين أن جعل الله لهم علاقة مباشرة معه دون وسيط، وهذه العلاقة يستشعر فيها المسلم قدرة الله وأنه مصرف هذا الكون ومدبره وأن الخير والشر بيده، ويعلم ما كان وما سوف يكون، فالإنسان في هذه الحياة يمر بأشياء كثيرة ويواجه الكثير من المتغيرات والهموم والأمراض وضغوط الحياة وحالات الفقر والظلم والحسد والحقد والكراهية والاستبداد والتشتت والضياع، وغيرها من نوائب الدهر. فمتى كان الإنسان إيمانه قويا متماسكا بخالقه استطاع بإذن الله عز وجل أن يتغلب على هذه الهموم ويتكيف معها مع فعل الأسباب والمسببات المأمور بها. وحتى يتسنى للقارئ الكريم معرفة بعض أسباب داء الهم الذي ينتاب بعض البشر في عصرنا الحالي أسوق، وبالله التوفيق، حديثا لأحد المصابين بهذا الداء وهو رحلته مع داء الهم بنوع من الشفافية والمصداقية العالية عما يدور في مخيلته وما يختزنه فكره وعقله من هموم متعددة ومتنوعة منذ نعومة أظفاره، وذلك ناتج عن إفرازات وتراكمات سابقة لمشاكل عائلية متعددة حتى أصبح الآن رجلا وهو لا يزال يعاني ويعاني ويصارع هذا الداء بشتى صوره علما أنه طرق عدة أبواب يبحث عن مخرج أو منفذ يخرج من هذه الرحلة القاسية إلا أن هذه الطرق أو هذه السبل لم تجد له طريقا يسلكه. مما جعله في دوامة من الهموم المتعددة وتتمثل هذه الهموم في بعض الأسباب التالية: - عدم التوجيه منذ الصغر. - عدم الاهتمام به أثناء حياته الدراسية. - عدم تحقيق بعض مطالبه الدراسية وخاصة الضرورية منها. - عدم تحقيق بعض مطالبه المادية ولو بشكل يسير. - عدم مشاركته في بعض همومه الحياتية. - عدم إعطائه الحرية الكافية في التحدث عن رأيه وعن ما يختزنه فكره وعقله عن مشاغل الحياة. - الوقوف أمام طموحه وتطلعاته المستقبلية والسخرية من آرائه وأفكاره. فهذه بعض من الأسباب التي جعلته يعيش في دوامة الهم لفترات طويلة مما جعلني أسترسل معه في هذه النقاط وأحاول بشتى الوسائل المتاحة لدي إبعاده من هذه الأمور أو من هذا الشبح الذي خيم على فكره وعقله وجعله يعيش في عالم آخر، والتخفيف بقدر الإمكان من معاناته من هذه الرحلة المتأصلة منذ القدم والتي جعلته يعيش هذه الهموم يوميا، والذي يجلس مع بعض ضحايا داء الهم يجدهم يعانون أزمات نفسية داخلية مهما برزوا أمام الناس بصورة السعداء إلا أنه في الحقيقة صورة كاذبة بعيدة كل البعد عن الحقيقة. فيا أخي القارئ الكريم سوف أذكر بعضاً من الأمور التي تساعد إخواني وأخواتي المصابين بهذا الداء المستعصي في نفوس بعض البشر، وتتمثل هذه الطرق في النقاط التالية: - خذ من العبادة بقدر ما تستطيع وداوم عليها واحرص على الشمولية فيها. - صحح نية الإقلاع عن هذا الداء. - داوم على الأعمال التي تؤديها ولا تدع التسويف يفتر طموحاتك، ويقلل من إنتاجك. - احضر بعض الدورات التي تعلم تنظيم الوقت وإدارة النفس. - اجعل طموحك أن تسبق الناس كلهم في أبواب الخير. - حمل نفسك مسؤوليات معينة وراقب أداءك فيها. - لا تحقر نفسك ولا تفتر في الوقت ذاته. - المشاركة الفاعلة الجيدة في لقاء أهالي الحي. - الخروج من دائرة المنزل. - مشاركة الإخوان جلساتهم العائلية. - تقبل النصيحة مهما كانت بصدر رحب وسعة بال. - جدد العزم مع الله دائما ولا تتردد. وفي نهاية القول أتمنى من الله سبحانه وتعالى التوفيق في القول والعمل.
|
|
|
| |
|