| |
رغم انتعاش علاقاتها على المستوى الثنائي مع دول الاتحاد انقضاء عام آخر وما زالت تركيا تلهث وراء عضوية الاتحاد الأوروبي
|
|
* أنقرة - (د.ب.أ): عندما بدأت تركيا مفاوضاتها الرسمية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في تشرين أول- أكتوبر عام 2005 انتعشت الآمال في أنه بعد سنوات من المشاحنات والجدل صار لتركيا هدف واضح حتى ولو بعيداً في مستقبل ليس بقريب.. ويتمثل في عضوية النادي الذي تود الانضمام إليه منذ عقود من الزمان، بيد أنه مع نهاية العام الحالي بدا الهدف بعيداً كدأبه من قبل حيث قام الاتحاد الأوروبي بتعليق المفاوضات بشأن ثمانية بنود من مجموع 53 بنداً تشملها المفاوضات بسبب النزاع بشأن قبرص. فقد كان رفض تركيا فتح موانئها ومطاراتها أمام قبرص عضو الاتحاد الأوروبي إلى أن يتم رفع الحظر عن جمهورية شمال قبرص سبب هذا التعليق. لكن علاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية كل على حدة اتسعت في عدد من القضايا طوال عام 2006 . وكانت محاكمة الروائي أورهان باموك بتهمة (إهانة القومية التركية) السبب في ارتفاع واحد من أقوى صرخات الاحتجاج من جانب ليبراليين وناشطين في مجال حقوق الإنسان في كل من تركيا وأوروبا. وكان الاتهام قد وجه لباموك عقب تصريحه لصحيفة سويسرية بأن (30 ألف كردي ومليون أرمني قتلوا في تركيا ولم يجرؤ أحد على الحديث عن ذلك). وقضي في نهاية الأمر أن باموك غير مذنب لكن هذا لم يمنع مجموعة من المحامين القوميين من توجيه الاتهامات لروائيين وكتاب وصحفيين آخرين لإهانتهم تركيا بحسب هؤلاء المحامين. وتسببت هذه القضايا في إحراج تركيا وأثارت انتقادات ضدها لكن حتى نهاية عام 2006 لم تقم الحكومة بأية خطوة للتخلص من مادة قانونية مبهمة (المادة 301 ) التي حوكم باموك بموجبها. كما تعرضت تركيا للانتقاد أيضاً لاحجامها عن تطبيق مزيد من الإصلاحات بخصوص الأقلية الكردية. وتزعم جماعات سياسية كردية معتدلة أنها تتعرض لمطاردات قضائية كما تشكو من أن مخاطبة حشد سياسي بالكردية مجرم قانوناً. وبرغم الدعوة طوال العام لوقف إطلاق نار من جانب واحد فإن مقاتلي حزب العمال الكردستاني يواصلون الاشتباك مع قوات الأمن جنوب شرق البلاد. وفي ضربة لصورة تركيا ولسمعتها السياحية نفذت منظمة انفصالية كردية تدعى (منظمة صقور الحرية الكردية) عدداً من الهجمات بالقنابل خلال الصيف في عدد من المنتجعات السياحية مما أدى لإصابة عدد من السياح الاتراك والأجانب. وتأمل الهيئات السياحية التركية أن تنسى عملية التفجيرات هذه وحتى الآن تتطلع لاستغلال الأهمية التي اكتسبتها تركيا من زيارة البابا بنديكت السادس عشر في تشرين ثان- نوفمبر الماضي، رغم أن بابا الفاتيكان أغضب المسلمين في جميع أنحاء العالم عندما حاول الصاق افتراءات بالإسلام نقلاً عن إمبراطور بيزنطي في القرن الـ 14. وخلال هذه الزيارة قال بابا الفاتيكان أنه يؤيد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. واحتل تصريحه هذا عناوين الصحف التركية لكنه جاء في نفس الوقت الذي أوصت فيه المفوضية الأوروبية بتأجيل بعض بنود التفاوض مع تركيا. وفي نهاية العام أعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان أنه بينما تعطي أوروبا ظهرها لتركيا على ما يبدو فإن حكومته ستواصل تطبيق الإصلاحات وأنه حتى لو لفظ الاتحاد الأوروبي تركيا بالكامل فإن لديه (الخطة ب والخطة ج).. أما ماهية هذه الخطط فإن رئيس الوزراء لم يكشف عنها.
|
|
|
| |
|