| |
نقاط فوق الحروف اعرف نفسك فرحان بن خليف العنزي (*)
|
|
قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}. فالنفس البشرية تزكيتها بالطاعات وعمل الخيرات والأمر بالمعروف والدعوة إلى الله وتدسيتها بالمعاصي والفواحش والمنكرات. والنفوس تنقسم إلى ثلاثة أقسام أولاً: النفس المطمئنة وهي (التي تتذكر وتذكر الله تعالى دائماً وتعتصم به، وتخاف منه سبحانه وحده، وترضى بالقضاء والقدر حلوه ومره ويسره وعسره وخيره وشره، وهي النفس التي تطمع فيما عند الله وحده، وهي النفس التي تستعين بالله وحده. ثانياً: النفس اللوامة وهي (التي تغفل ثم تصحو وتخطئ ولكنها سرعان ما تتوب وترجع تقاوم السقوط وتكابد الإخلاد). ثالثاً: النفس الأمارة بالسوء (وهي التي تزين الخطيئة وتصغرها وتقتات على الشهوات والشبهات وتميل مع الهوى والشهوة وتحب الترف والاسترخاء وتكره التكاليف والأشغال وتطلب الحقوق ولا تقدم الواجبات). أخي الكريم أنت بالطاعات تزكي نفسك لتكون صاحب نفس مطمئنة لا تخاف إذا خاف الناس ولا تنهار معنوياً إذا انهار الناس أو على الأقل احرص أن تكون صاحب نفس لوامة تقوم وتسقط وتخطئ ثم تتوب. أما إذا أدمنت المعاصي والمنكرات نزلت بك نفسك إلى أدنى دركات الفساد والانحطاط وكنت صاحب نفس أمارة بالسوء لا تقودك إلا إلى الهوى والشهرة في الباطل فارتفع بالطاعات تزك نفسك ولا تدسِ نفسك بالمعاصي فتندم حين لا ينفع الندم. أخي الكريم إن كثيراً من الناس يقيم غيره كثيراً وينتقدهم ويصنفهم ولكنه لا يقيم نفسه ولا يصنفها بل الأدهى من ذلك والأمر أنه لا يعرف حقيقة نفسه بل إنه يجهلها وهي أعدى أعداء الإنسان نعم تلك النفس التي بين جنبيك هي أعدى أعدائك ويزداد عدائدها وعدوانها عليك إذا كنت تجهلها فاعمل واحرص على معرفة حقيقة نفسك أولاً قبل الاجتهاد في التعرف على نفوس الناس الآخرين لأن شخصك أخي الكريم يحمل بداخله هيكلة تنظيمية لأكبر جهاز يسير مصالح البشرية جمعاء فبصلاحك وصلاح نفسك تصلح البشرية وبفسادك وفساد نفسك تفسد البشرية وتأمل مرة أخرى قول المولى سبحانه {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} أخي الكريم راجع نفسك مراراً وتكراراً وتأكد من أي أنواع النفوس نفسك الكريمة.
(*)هيئة محافظة الجبيل
|
|
|
| |
|