| |
نبض المداد وقفة وتساؤلات أحمد بن محمد الجردان
|
|
في المواسم والأماكن المشروعة الفاضلة لنا إقبال كبير على الطاعة وهذه نعمة عظيمة غير أن ما يؤلم أنه ما إن تغيب تلك المواسم ونغادر تلك الأماكن إلا وتجدنا قد عدنا إلى ما كنا عليه من قبل ومن ذلك أننا ننشط في تلك المواسم وتلك الأماكن في تعبدنا ومن ذلك أننا إذا كنا في رحاب البيت العتيق فندخل المسجد قبل الأذان وإن تأخرنا فأثناءه، نؤدي السنن الرواتب القبلية والبعدية ونظفر بتكبيرة الإحرام مع الإمام، نقرأ القرآن قراءة شبه متواصلة، ونتصدق، نصلي سنِّة الضحى، نقوم قبل صلاة الفجر لنصلي صلاة الليل ليلنا وإن كنا بمكة المكرمة نطوف بالكعبة المشرفة، إنها حياة جميلة ولكن وآهٍ من لكن هذه!!!، ما إن نعود من تلك الأماكن الفاضلة وما ان تغيب تلك المواسم الفاضلة إلا ونحن من هذه السيرة الحسنة حالنا منفكة لا ندخل المسجد إلا بعد الأذان، وربما قرب الإقامة وربما أيضاً قمنا لإكمال ما فاتنا بعد سلام الإمام، السنن القبلية والبعدية دائماً هي آخر الاهتمامات وقراءة القرآن بيننا وبينها أمداً بعيداً فقد يمضي اليوم والأسبوع والشهر والشهران ولم نفتح المصحف والأيام وربما الأسابيع، ولم نقرأ ما نحفظه من القرآن، عجيب أمرنا!!!، كأن ثمة شغلاً (ما) هو الأهم من ذلك كله؟؟!! إنها صورتان متغايرتان يعيشها كثير منا إلا من رحم ربي، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف لنا أن نحافظ وفق المنهج الشرعي على الدوام على صلاة الجماعة وقراءة القرآن وصلاة الليل وسنِّة الضحى والصدقة والبر والسنن الرواتب؟ نجدنا في حاجة إلى الإجابة عن هذا السؤال الكبير إجابة عملية لا نظرية!! أعتقد أننا لو كنا في شأن دنيوي لبذلنا كل شيء من أجل ألا نحافظ على أدنى مستوى له بل لنحافظ على أعلى مستوى يمكننا تحقيقه، وذلك ينبع من أهميته لدينا، فمن المؤسف أن حرصنا على طاعتنا لله رب العالمين لا يصل إلى معشار أمر من أمور دنيانا الفانية وخصوصاً إذا كان في فلك الدرهم والدينار وما حال كثير منا مع الأسهم عنا ببعيد!!
ajrdan@Maktoob.com |
|
|
| |
|