| |
أوراق الذكريات غصن بداح الشهراني / الرياض
|
|
كيف لي كشف المستور.. وكيف لي مواجهة الحقيقة.. نعم حقيقة الواقع الأليم.. الذي طالما دفنت تحت ترابه أوراق الذكريات الرمادية.. الذكريات بحلوها وبمرها.. من منا يكشف الماضي وبصوت ندي.. يحكيها وتذرف دموع الندم والخيبة.. نعم سأحكي وبكل صراحة وأمضي في غيابة الشجاعة وبصوت عال يشدو بكلمات أحرقت مدامع مسمعي.. وأبكت طيور الأغصان ولم يبق للطيور سوى شقشقتها كي تعبر عن فرحها براحتي لصراحتي، وأخذت أوراقي وبدأت أعلقها في صحفي وعلى جدراني، وقد كتبت بها!! منذ ثماني سنوات كانت علاقتي بصديقتي كل حب واحترام.. تقاسمنا العيش بيننا.. بكينا معاً وضحكنا معا. كم حلمنا أن نبحر في قارب واحد أن ينجينا.. نجينا معاً وإن غرقنا كان الموت حتفنا ونحن معاً. من أجل الوعد الذي أخذناه بأيدينا ألا نفترق مهما كانت مهاجع الأزمان وبعدها بدأت تدور دوائر الزمن العجيب الذي يعقل به أي حدث يكتبه أو يخلده التاريخ على مر الأجيال.. ولم أكن أتصور.. أن فاجعتي أدهى وأمر من هجيع السنين أصبحت أرى صاحبتي مثل الطفل الغريب الذي يسكنه الصمت وأنا أحس بالتعب!! بدأ يبكي ولا يجيب!!؟ حِرْتُ لما أصابها وكنت على أمل من الله أن تبقى لي وحدي (جسدان تسكنهما روح واحدة). ولم أدر أنني كنت أحلم بأحلام اليقظة، أصبح ذاك الوفاء خيانة وأصبح الصدق كذباً والعهد منقوضاً وبدلت أحوالنا إلى انتكاس، تغيرت فيها ملامح.. أصابني الشحوب تغيرت كل معنوياتي أصبحت بالأحباط انتبابني برود في أطراف أصابعي.. ودقات قلبي تزداد وعيناي ترتجفان خوفا من المصير المجهول الذي يهدد صداقتي بالانهيار.. تخيلوا..؟! وقع الذي كنت لم أظن فيه يوما من الأيام أنه سيحدث ولكن؟! ما النجاة في ذلك.. الصبر والاحتساب أم ذكرى الماضي والأحزان؟ ما كان مني إلا جبر مصيبتي والصبر وأخذ العوض من الله لأن الفأس قد وقع في الرأس ليس بعده إلا الموت.. نعم قد ماتت كل الأماني بالنسبة لي ولكن غمرت جروحي أخذت صديقتي تكسبني في الصف كي تغالط مشاعري.. أنا لا أنكر الإحسان الذي أهدتني إياه.. نعم أعطتني كل الحب والإخلاص جعلتني أرمي كل دموع الخوف والانهزام.. جعلتني أكسر حاجز الذكريات المريرة وأبدأ بأوراق بيضاء لا تشوبها ذكرى سوداء؟ بعد شهرين ونصف عصفت بي نفس الرياح.. أصبحت احتضن الخوف من جديد، بدأت أرتجف خوفاً من المصير المنتظر.. نعم إنه المصير المنتظر من بعيد.. أصبحت أعيش مثل الشخص الذي يسرق وينتظر كشف المستور ويبقى الرعب حتى بتر يده التي ظهر على وجه الحياة وهو في كامل حواسه وأمام ناظريه. يفقد أغلى ما يملك ألا وهو حاسة اللمس والإحساس، لقد فقدت ثقتي بنفسي ولكن لن تموت عزتي - نعم سأعيش للغد وأنا أحمل قلبي الطيب بين يدي أصفح عمن ظلمني وأنسى أزمة الأيام وأبقى أغني وأردد أن قلبي يسهل عليه أن يمتلك الابتسامة الكذابة ويصعب عليه تقبل ابتسامة الغدر والخيانة. وآخر كلامي.. وداع.. وداع لدنيا الأحزان.. وداع أيها الطائر الكبير فلقد طاب جرحك اذهب وحلق وطلق قيود الحرية، فلقد ماتت في عيني محاجر الدموع وتبسمت للفجر الجديد الذي تصحبه. أصوات خرير الماء وشقشقة العصافير وإشراقة الشمس من بعيد وضياء المحبة وذاك الهواء العليل ورائحة العشب الأخضر.. تنبعث مع هبة نسيم.. وأخيراً اندثرت أوراق الذكريات ويبقى المصير المحتوم في قارعة أوراق الذكريات..
|
|
|
| |
|