المؤتمر التقني.. تظاهرة عالمية.. يزيد أهميتها تطبيق التوصيات
عبدالله بن محمد النشار/ مدير المعهد الملكي المهني الصناعي - الرياض

أُقيمت منتصف هذا الشهر فعاليات المؤتمر والمعرض التقني السعودي الرابع الذي تنظمه المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني بالرياض وبالطبع فإن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة كونه مناسبة علمية يجتمع تحت يافطتها العديد من التجارب المحلية والإقليمية والعالمية في مجالات التدريب والتنمية البشرية والتقنية. وقد بذلت المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ما يجب لإرساء هذا الملتقى الذي يعقد كل سنتين ليشكل تنظيمه تظاهره تقنية تنموية تتناسب ومستوى الطموحات التنموية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتنطلق بالمملكة نحو مقارعة الاقتصاديات العالمية والتي يشكل التدريب والتنمية البشرية أحد أضلاعها المهمة.
ولعل الخطوة التي خطتها المؤسسة في تنظيم هذا المؤتمر كل عامين ليؤكد الاهتمام الذي يوليه أصحاب القرار بالتعليم الفني ولعل تنظيم هذا المؤتمر يجيء في وقتٍ يشكل فيه التعليم الفني مستقبل الوطن ومستقبل الأجيال التي تحتضنها المؤسسة كما أن تناول التجارب العالمية في التعليم الفني في دول متقدمة كالولايات المتحدة ودول شرق آسيا وأستراليا ينير للمتخصصين الطريق نحو الاستفادة القصوى من نتائج المؤتمر بل إننا نستطيع القول إن المؤتمر يشكل (ترمومتر شبه سنوي) لأوضاع التعليم الفني بالمملكة خصوصاً إذا ما تم عمل المقارنة اللازمة مع تلك التجارب.
إن المؤتمر التقني يخرج عن التقليدية والروتين حينما يصدر توصيات بإقرار بعض برامج التدريب نتيجة رؤية ثاقبة سبقها تدارس وتناول إيجابيات وسلبيات هذا النوع من البرامج في سوق العمل المحلي. إن المرحلة الراهنة التي يمر بها سوق العمل السعودي هي مرحلة بالغة الحساسية ولا شك أن انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية ليدل دلالة واضحة على أن التغيرات تلك هي تغيرات نوعية
لا بد أن يتزامن معها نوع من الحراك الفني والتقني وهو ما يفعله المؤتمر حينما يساهم في جلب الرؤى والأفكار الصالحة للتطبيق في البيئة الفنية والتقنية السعودية.
ويبدو واضحاً اهتمام القائمين على المؤتمر بالموضوعات والأطروحات المستجدة في مجال التعليم الفني ليأتي المحور الأول خاصاً بالتعليم الفني والتدريب المهني ويأتي المحور الثاني خاصاً بالأبحاث العلمية والتقنية والهندسية. كما أن استعراض أبرز الاتجاهات الحديثة والتجارب العالمية التي تساعد على تطوير التدريب التقني والمهني. ومناقشة استراتيجيات تطوير وتحسين التدريب التقني والمهني في ظل تطورات سوق العمل وعرض التطورات التعليمية والتدريبية وتبادل الخبرات. بالإضافة إلى تقوية الصلات بين مؤسسات التدريب التقني والمهني وقطاعات العمل بشكلٍ خاص والمجتمع بشكلٍ عام. وتشجيع البحوث في مجال التقنية وهي أهداف المؤتمر التي أشارت إليها اللجنة المنظمة ليؤكد أن نظرة شمولية يمتاز بها المؤتمر ولا سيما إذا ما نظرنا لطبيعة أوراق العمل المنشورة في الدورات السابقة التي تأتي متنوعة في إطار الأهداف التي يرمي إليها المؤتمر. وأخيراً يجب أن نشير إلى أهمية التوصيات التي سترفع لاحقاً للمقام السامي من فرق عمل المؤتمر أو تلك التي تنطوي تحت الأبحاث والدراسات المنشورة حيث إن تلك الأعمال تمثل الطريق الأول لتلمس النجاح في مجالات التدريب والتنمية البشرية.