الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والقائل في محكم التنزيل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم... وبعد.. فلقد انتقل إلى رحمة الله يوم الأربعاء 15-11- 1427هـ خالي الشيخ محمد بن عويضة بن عبدالرحمن بن معيض آل عرفج النتيفات شيخ شمل قبيلة آل عرفج النتيفات ومعرف أهالي الفحيل بالهدار التابع لمحافظة الأفلاج، وهو في السبعين من عمره قضاه -إن شاء الله- في طاعة الله وفي خدمة دينه ثم مليكه ووطنه، وصلي عليه في جامع بلال بن رباح بمحافظة الأفلاج ودفن في مقبرة الأفلاج، فودعت محافظة الأفلاج ومدينة الهدار أحد وجهاء وأعيان المجتمع البارزين في خدمة بلدهم، فلقد كان رحمه الله رجلاً كريماً سخياً وعرف عنه الحكمة والحنكة والرأي السديد وحسن الخلق ولين الجانب والتواضع والهيبة والوقار، فهو محبوب لدى الحاضرة والبادية والكبير والصغير والغني والفقير. فكان رحمه الله لا يتوانى في أعمال الخير وإصلاح ذات البين وكان يعطيها جل وقته ويشارك بجاهه وماله في أي عمل يخدم القبيلة ويصب في صالح الجميع. وكان من صفاته الحميدة صلة الرحم لدى أعمامه، رحم الله منهم المتوفى وأبقى الحي من إخوانه وجميع أقاربه وجماعته على طاعة الله. فرحم الله أبو عويضة وأسكنه فسيح جناته...
فهو نجم ساطع مضيء في سماء القبيلة وقد اختفى جسداً ولكنه لم يختفِ ذكرى طيبة، فالعوض -إن شاء الله- في أخيه الشيخ حسن بن عويضة وأبنائه وأكبرهم الشيخ عويضة بن محمد الذي سوف يكون -إن شاء الله- خلفاً لوالده وإخوانه.
رحل الفقيد وجعل في القلب جرحاً ينزف حزناً وألماً لفقد هذا الرجل الكريم.. فالقلب يحزن والعين تدمع وإنا على فراقك يا خالي لمحزونون.
ولكن عزاءنا الوحيد هو الرضا والإيمان بالقدر ولا نقول إلا.. قدر الله وما شاء فعل (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) وإن هذه سُنة الله في خلقه ونحن أموات أبناء أموات، وكما قال الشاعر: