| |
ميزانية الخير ووعد المليك فضل بن سعد البوعينين
|
|
إذا كانت الدولة - حماها الله - قدَّرت الإيرادات والمصروفات في ميزانية العام الحالي 2006بـ 390 مليار ريال و335 مليار ريال، على التوالي، مفترضة حدوث فائض مالي مقداره 55 مليار ريال، فإن الواقع الملموس أصبح أكثر إشراقاً مما توقَّعه الجميع، ففائض الميزانية الحقيقي تجاوز ما نسبته 450 في المائة، وهي نسبة مرتفعة أنعم الله بها علينا جميعاً، وفاقت في مجملها كل التوقعات المتفائلة. الميزانية الضخمة التي أنعم الله بها على هذه البلاد وأهلها، تؤكد على القوة الاقتصادية المحورية للدولة، كما أنها في الوقت نفسه، تعكس ملاءتها المالية ومقدرتها على تجاوز المحن والصعوبات الجسام. سنوات متتالية من النمو المالي الذي قابله نمو مماثل في جميع قطاعات الدولة، وعمل دؤوب لإرساء إستراتيجية التنمية الحديثة التي كان من أهم ملامحها (تنمية المناطق) وإشراك المواطنين جميعهم في الخيرات الوفيرة التي أنعم الله بها على هذه البلاد وشعبها.. فلله الحمد والمنة الذي أجزل العطاء، والأمن والرخاء، وأنعم على هذه البلاد الطيبة بولاة الأمر الموحّدين المرجعين المنّة والفضل لله رب العالمين.. فبالحمد تدوم النعم، وبالإقرار يعم الخير والرخاء، وبالعطاء تعم البركة، ويزداد الخير، ويفتح الله على عباده الصالحين أبواب الخير والنعم، وما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في لقائه بأعضاء مجلس الشورى من المناطق الجنوبية أمس الأول، لا يخرج عن هذا النهج الإيماني القويم. كلمات صادقة جاء فيها: (بلدكم ولله الحمد وكل ما عملنا فيه سواء في الجنوب أو الشرق أو الشمال أو غيره واجب علينا، لأنه ولله الحمد، الخير واجد ولا لنا فضل أبداً أبداً، الفضل للرب عز وجل عليكم وعلينا وعلى المملكة كلها وعلى العالم الإسلامي والعالم العربي). كلمات أبوية صادقة تظهر للناس أجمع، معدن الرجال الأوفياء، ونبل الأخلاق، وصفاء النية التي تثبتها التلقائية الفطرية المتغلغلة في النفس البشرية، ولا نزكيه على الله.. ظهرت تباشير الخير التي أشار لها الملك عبدالله حينما قال: (كان هناك في الأول شح قليل، أما الآن فلا يُوجد شح ولله الحمد، والميزانية التي ستُعلن (غداً) ستجدون منها إن شاء الله ما يسركم والخيرات هذه كلها ولله الحمد من فضل الرب عز وجل). فائض الميزانية الضخم، إضافة إلى الإدارة المالية الرشيدة التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين، أدت بفضل الله وبركته إلى تحقيق الأهداف التنموية، خصوصاً في مجالات التعليم، والصحة، والشؤون البلدية، وتنمية المناطق التي نالت الحظ الأوفر من ميزانيات الخير، وساعدت كثيراً في إزالة جميع العقبات التي وقفت أمام مشروعات التنمية الأساسية في أعوام مضت. ومن العقبات الحقيقية التي تواجه اقتصاديات الدول، عقبة الدَّيْن العام، ومن المعروف أن السعودية انتهجت إستراتيجية خاصة في أيام الشح المالي تعتمد على الاقتراض الداخلي لمواجهة احتياجات التنمية.. وقد ساعدت تلك الإستراتيجية كثيراً في إدامة دوران عجلة التنمية، وإن كانت بوتيرة متباطئة نسبياً عطفاً على الموارد المالية المتاحة، ومن المفرح حقاً أن تجعل الحكومة أمر سداد (الدَّيْن العام) من أولوياتها الأساسية، إضافة إلى اهتماماتها الرئيسة في دعم القطاعات الأخرى، وهو ما بدأ بالفعل قبل الإعلان عن الميزانية الحالية، فقد حان الوقت، مع توفر الفوائض المالية، لإطفاء هذا الدَّيْن الداخلي، وتحرير الدولة من أعباء الديون وتكلفتها المالية الباهظة.. إطفاء الدَّيْن العام، الذي تنتهجه السعودية، سيحقق لها ثلاثة أهداف رئيسة هي: التخلُّص من التزاماتها المالية الداخلية، ووقف تكلفة خدمة الدَّيْن العام الذي يُمثِّل ميزانية مستقلة يمكن توجيهها مستقبلاً للتنمية الداخلية، وأخيراً وهو الأهم، أن تُبقي على خيار الاقتراض الداخلي كرصيد إستراتيجي لمواجهة الأزمات المستقبلية في حال حدوثها، لا سمح الله.. ومن أهم الملامح المالية الإيجابية الاهتمام بإطفاء الدَّيْن العام الذي يُعتقد أن يكون اليوم في أدنى مستوياته على الإطلاق، وهو مرشح للانخفاض الحاد مع نهاية العام القادم - بإذن الله - ميزانية الخير والرخاء، التي وعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مواطنيه بقوله: (ستجدون منها إن شاء الله ما يسركم والخيرات هذه كلها ولله الحمد من فضل الرب عز وجل) رأينا منها ما يسر، وما يشرح النفس، فالحمد لله رب العالمين على نعمه وكرمه وفضله، ثم الشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على كل ما يقدمه لشعبه ولأمته الإسلامية والعربية من أعمال الخير.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
f.albuainain@hotmail.com |
|
|
| |
|