| |
في خميسية باجنيد أضربت عن الطعام!! يوسف بن محمد العتيق *
|
|
يعرف الكثير من الناس ندوة الوفاء التي يقوم عليها الأستاذ أحمد باجنيد بأنها وفاء وامتداداً لندوة الأديب الراحل عبدالعزيز الرفاعي - رحمه الله - والتي كانت تعتقد كل خميس، ولهذه الندوة برنامج حافل استضاف كوكبة من أصحاب الحضور المعرفي والإعلامي، وقد سعدت بأن كنت من حضور هذه الندوة يوم الخميس المنصرم، حيث إن المحاضر الأخ العزيز الدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبدالعزيز، وتحدث في موضوع يجذب كل مهتم بتاريخ هذا الوطن الغالي ألا وهو موضوع (البحث التاريخي المحلي بين الأهواء والحقائق) وكان من أسباب إثراء هذا الموضوع تلك الليلة ما قدمه السماري من طرح مهم وآراء جريئة، إضافة إلى مداخلات لمجموعة من أبرز المعنيين بالتاريخ والآثار من أمثال الدكاترة عائض الرادي وأحمد الزيلعي وناصر الجهيمي وعبداللطيف الحميد ويحيى أبو الخير والأساتذة خالد المانع ومحمد الأسمري وغيرهم ممن لا تحضرني أسمائهم الآن. السماري بذل جهده أن يكون حديثه تأصيلياً يركز على القواعد والأسس المنهجية في موضوع المحاضرة، ولتأكيد ذلك فقد التزم بأن لا يذكر أي اسم حتى لا تخرج المحاضرة عن موضوعها، لكن في تضاعيف الأمثلة التي ذكرها لبعض المواقف والقصص التي تحدث له في عمله اليومي ذكر قصصاً ومواقف يستطيع غير واحد من الحاضرين أن يعرف من حدثت له هذه المواقف(!) وقد لمست من السماري حرصاً على عدم الدخول في ذكر الأمثلة مقرون بالأشخاص قدر المستطاع، وإن كنت أتفق معه في جزء من ذلك إلا أن ذكر الاسم والموقف في بعض الأحيان أفضل من التعميم لأنك بالتعميم تجعل المستمع يشك في عدة أشخاص من هو المقصود، ولو ذكر الاسم لانتهت الظنون تماماً وبدأنا في قضية أخرى. عموماً ليست هذه القضية، بل لعلي أذكر بعضاً مما دار في هذا الحوار مما يهم متابعي تاريخ هذا الوطن الكريم، فقد أعجبتني إثارة خالد المانع لموضوع منع الكتب في الداخل وطبعها في الخارج، وقد تفاعل معها السماري والحضور بشكل طيب، كما أن كاتب هذه الأسطر إثارة عدة قضايا مع السماري منها، تحديده لقيام حركة المهتمين بالتراث والتاريخ المحلي في العام 1409هـ والعام 1410هـ وقد ذكرت له أن هذه الحركة كانت موجودة آنذاك بشكل غير واضح وقد بدأت معالمها بشكل بارز ووقفت على رجليها على أثر مناسبة المؤوية، والسماري يرى أن للضوابط الأكاديمية دوراً في تقليص حجم الهوى لدى الكاتبين في التاريخ المحلي، في حين أن البعض أبدى تحفظه على ذلك ويرى أن ذلك مرتبط بالباحث سلوكاً ومنهجاً، وقد أيد التحفظ على كلام السماري الدكتور عائض الردادي الذي قال: أن الأكاديميين قد يكونوا أسوأ لأنهم يزعمون الأكاديمية والبعد عن الهوى ثم يستغلون ذلك في الخروج عن روح البحث العلمي، السماري استدرك ووضح أنه لم يبرئ هؤلاء من الهوى لكنه أعاد واستدرك أن الضوابط الأكاديمية تقلص من ذلك. حاولت اقناع السماري بأهمية أن يكون هناك تنسيق بين الدارة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من أجل وقف حد لمواقع الإنترنت التاريخية التي تخرج من أبناء السعودية وفيها شطح واضح وترويج لقصص وحكايات تسيء إلى أسر أو قبائل أو مدن سعودية، فلم تلق مداخلتي هذه قبولاً لدى السماري، إذ أنه يرى أن السبيل الأمقل هو الدخول في هذه المواقع وتصحيحها بنشر الصورة الصحيحة، وأن المنع حل غير عملي في مثل هذه الأجواء التي قطعت شوطاً كبراً في عالم التقنية. كما أن الدكتور عبداللطيف الحميد أبدى تحفظه على عنوان المحاضرة بالأخص في تركيز العنوان على جانب الهوى، ولم تلق مداخلته موافقة من المتحدث. المحاضرة كانت محل إعجاب الجميع وبخاضة أن المحاضر كان يتحدث بطريقة منظمة ومرتبة، وبأسلوب مرتب مع أنه كان مرتجلاً جميع أجزاء محاضرته ولم يحضر معه ورقة ولا مذكرة. التنظيم كان جيداً والحضور كانوا في جوّ المحاضرة قلباً وقالباً ومناقشة وتعليقاً إلا أني اتخذت موقفاً سياسياً لم أعلنه(!) وهو الإضراب عن الطعام في تلك الليلة، حيث درج المستضيف على أن يكون يرفق بالمحاضرة في آخرها تقريباً توزيع ما لذّ وطاب من المأكولات، وهذا في نظري غير مقبول أن ينشغل المتحدث بالحديث وأن ينشغل الحضور بالأكل، وتسمع قرعقة الملاعق والأشواك في الصحون(!)، ومن أجل هذا أضربت عن الطعام احتجاجاً على هذه الطريقة، فأنا وإن كنت أتفهم وجود المرطبات الساخنة والباردة أثناء أي محاضرة (وإن كنت غير مقتنع بها!) إلا أني لا أرى من المناسب دخول الأطعمة أثناء حديث المتحدث، آمل أن تكون هذه الجزئية الصغيرة على طاولة الأستاذ باجنيد صاحب خميسية الوفاء.
للتواصل: فاكس: 2092858
tyty88@gawab.com |
|
|
| |
|