| |
كل يوم كلمة سلطان الذهب عبدالعزيز الهدلق
|
|
جاءت دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي اختتمت أمس الأول في قطر لتكشف مقدار تحرك مؤشر النمو والتطور في الحركة الرياضية السعودية نحو الأعلى بشكل لافت وغير مسبوق في المشاركات السعودية الأربع عشرة الماضية. ومع ذلك فالمحصلة النهائية من الميداليات لا تعكس واقع ولا حقيقة التطور الذي تعيشه الرياضة السعودية فعلاً، حيث كان بالإمكان أفضل مما كان، وكان بالإمكان زيادة غلة الميداليات السعودية إلى أكثر من أربع عشرة ميدالية. وإذا كانت محصلة المشاركة السعودية في الأولمبياد الآسيوية قد أنصفت قيادة الحركة الرياضية وأنصفت جهودها المضنية التي بذلتها في التخطيط والإشراف والمتابعة والتوجيه والتنفيذ، فإننا نعلم بل ونجزم أن طموحات هذه القيادة أكبر بكثير مما تحقق. إننا كرياضيين وإعلاميين نبارك لك يا سلطان الرياضة، ونهنئك يا سلطان الذهب على هذا النجاح الكبير للرياضة السعودية، ولعل أكثر ما نفخر به أن الانجازات التي تحققت كانت بأيد وطنية سعودية خالصة، وهذا هو الانجاز الحقيقي. فقيادة هذا الوطن الغالي كثيراً ما تقول وتؤكد وتشدّد على أهمية بناء الإنسان السعودي فكرياً ومعرفياً وثقافياً ومهارياً في مختلف مجالات العلوم والمعارف وشتى مناشط الحياة. وذلك ما تحقق بفضل من الله عز وجل ثم بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، وبتخطيط ومتابعة وإشراف وبذل وعطاء من قِبل الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد. لقد كان بإمكان القيادة الرياضية السعودية أن ترفع غلة الميداليات الخضراء إلى درجة تنافس بها بلد المليار نسمة (الصين) لو اتبعت ذلك النهج الذي سارت عليه بعض الدول في تجنيس الأبطال الجاهزين من كل بلدان العالم، الذين لا يمتّون للوطن بصلة اللغة ولا الدم ولا الدين ولا الانتماء ولا القيم. أبطال لا يربطهم بوطنهم الجديد إلا الدولار واليورو، أي أنهم أبطال بالإيجار. ولكن القيادة الواعية لقيمة وطنها وقيمة الإنسان الذي يعيش فيه ليست هذه وسيلتها ولا غايتها ولا تنظر لوطنها أو الإنسان الذي يعيش فيه بمثل هذا الرخص. فهي تبني الإنسان لتباهي به كقيمة ومنجز إنساني وحضاري. إنسان له جذور ولاء في أرض الوطن، وامتداد انتماء في سمائه. فهناك فرق بين أن أقول: هذه ميداليات وطني، أو أن أقول: هذا هو إنسان وطني وأفاخر به. مرة أخرى لك التهنئة والمباركة يا سلطان الذهب على ما تحقق، ووفقك الله في قيادة الرياضة السعودية نحو مزيد من التطور ومزيد من الإنجاز ومزيد من البناء الإنساني.
|
|
|
| |
|