| |
لا ليبرالية ولا ديموقراطية... نحن مجتمع مسلم
|
|
طالعت ما كتبه عبدالمحسن الماضي بجريدتكم الغراء 1-11-1427هـ بعنوان (الليبراليون السعوديون) وبعد انتهائي من قراءة المقال خطر في ذهني عدة تساؤلات آمل من الأخ الماضي التكرم بالإجابة عنها بأجوبة مقنعة وعاجلة. - لقد جزمت بأن أتباع الليبرالية بأنهم الأغلبية الصامتة على الكرة الأرضية بما في ذلك مجتمعنا بل وجعلت لهم مواصفات معينة عندما قلت: (نحن الذين نلتزم بأداء فروضنا والأخلاق التي تترتب عليها لكننا لا نطيل لحانا ولا نقصر ثيابنا.. فكل من اتصف بتلك الصفة فهو ليبرالي سعودي). - فمن الذي اطلعك على مكنونات ضمائر هذه الأكثرية الصامتة فتيقنت أنهم ليبراليون كما تزعم؟ - ومَن الذي خولك نيابة عن هؤلاء السعوديين الصامتين حتى تكون أنت الناطق الرسمي باسمهم فتخبر عنهم وتصفهم بأنهم ليبراليون سعوديون؟ - هل حدث إجراء ديموقراطي وتصويت تم من خلاله اختيارك لهذه المهمة؟ - ألا يكفي برأيك أن نقول مسلماً سعودياً وندع لفظة ليبرالي لأنها حادثة وقد أغنانا الله عنها بما هو خير منها فلندعها لأهلها؟ - ثم إذا كانت الليبرالية مجرد تنظير ومجهود الليبراليين بعيداً كل البعد عما يلامس العامة والناس في مشكلاتهم اليومية كما تذكر فما فائدتها وجدوى التسمي بها في رأيك وحسب وجهة نظرك؟ وقد نقلت في مقالك كلاماً مختصراً ومفيداً لعلي العميم حول أسباب تأخر خروج مسمى الليبرالية في السعودية عندما قال: إن الإسلام هو المكون الرئيس لثقافة المجتمع السعودي لذلك فهو مجتمع يتصف بالمحافظة الشديدة المدعومة رسمياً. وهذا هو الحق وهو الواقع فعلاً وهذا من فضل الله تعالى على هذه البلاد المباركة والديار المقدسة أن أنعم الله على أهلها وولاة أمرها بأعظم النعم على الإطلاق ألا وهي نعمة الإسلام والتمسك بالكتاب والسنة وتحكيم شرع الله في عباد الله فالحمد لله حمداً كبيراً. فإذا كان هذا هو خيار المجتمع وتوجه ولاة الأمر وقد نهانا وحذرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعزه الله ونصر به دينه وعباده المؤمنين عن الألقاب المحدثة والتصنيفات المقيتة وعلى هذا ألا ترى يا أخ عبدالمحسن أن من يأتي بمسميات وألقاب غريبة وتوجهات وأفكار دخيلة على مجتمعنا المحافظ فهو إنما يأتينا بما يضرنا ولا ينفعنا ويسعى شعر أو لم يشعر في تأصيل الاختلاف والخلاف وإيقاد نار فتنة وهذا مما يكرس الفرقة التي تشتت شملنا وتوهن قوانا وتنخر في صرح وحدتنا الذي أسسه موحد هذا الكيان الكبير وطننا العزيز جلالة الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. وكما لا يخفى على أمثالك فإن هذه التوجهات الفكرية المتضادة والمتباينة هي مما يحدث شرخاً كبيراً في جدار الأمن الفكري الذي يبذل ولاة الأمر جهوداً كبيرة وعظيمة في تكريسه وإحياء مفهومه والعمل بمضمونه لدى الصغير والكبير والذكر والأنثى في هذا الوطن الغالي فلا يسوغ ولا يستقيم أبداً للكتاب والمثقفين أن تكون كتاباتهم معاول هدم لأمننا الفكري.
زيد بن فالح الربع -رفحاء - المركوز
|
|
|
| |
|