Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/12/2006G Issue 12498الثقافيةالأحد 26 ذو القعدة 1427 هـ  17 ديسمبر2006 م   العدد  12498
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

قضايا عربية
  في الصحافة العبرية

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

إلياذة هوميروس بين الحقيقة والخيال
علي سعد القحطاني

قامت الأستاذة عنبرة سلام الخالدي بترجمة هوميروس الالياذة نقلا عن كتاب الإلياذة بالإنجليزية لألفرد تشرش أستاذ اللاتينية في جامعة لندن كما تقول بذلك في آخر صفحاتها وقد زكى الدكتور طه حسني جهود الأستاذة عنبرة في هذه الترجمة حيث قال: (هذه يد كريمة تهديها سيدة كريمة إلى اللغة العربية والناطقين بها)، ولقد ألحقت بالإلياذة فهارس عن شخصيات الإلياذة الذين بلغ عددهم مائتين واثنتين وعشرين شخصية أما عدد الأماكن فبلغ ما يربو على اثنتين وستين مدينة.
والحقيقة تقال إن القارئ العربي لهذه الإلياذة سوف يقع في حيرة واضطراب من كثرة أسماء الشخصيات والأماكن التي تبدو متشابهة إلى حد ما ويحسن للقارئ عندما يريد أن يربط أحداث الإلياذة في ذهنه أن يحفظ أسماء الشخصيات البارزة لكي لا يقع في متاهة وينسى ما قرأه إضافة إلى أنه يجب التركيز في قراءته بعين ثاقبة لكي يستطيع مشافهة وملاحقة الأحداث التي تتحدث عنها الإلياذة.
تقول الأستاذة عنبرة: إن كلمة (إلياذة) تعني: ملحمة اليوم، وموضوع هذه الملحمة حوادث وقعت أثناء الحرب التي نشبت حول مدينة اليون نحو 1200 أو 1100 قبل الميلاد أي سنة 1800 أو 1700 قبل الهجرة(1).
تكاد المترجمة تجزم أن هذه (الإلياذة) هي أول الشعر القديم وأعظمه وتقع اليوم في الأرض المسماة طروادة وتسمى حربها (الحرب الطروادية) (2).
قصة هذه (الإلياذة) تدور حول صراع نشب بين الإغريق وطروادة حول امرأة تسمى (هيلانة) كان قد اغتصبها (فاريس) الطروادي من زوجها (مانيلا) الإغريقي فيهب الإغريق من أجل الكرامة والشرف ويبدأ الصراع بين الجانبين حيث تختلط الحقيقة بالخيال وتعم المعركة الطروادية وتصير أحداثها ما بين السماء والأرض حيث يشارك أعوانهم الذين يزعمون أنهم في السماء ويتخذونهم من دون الله آلهة وأرباباً فقد كانوا وثنيين يؤمنون بتعدد الآلهة التي انحاز بعضها إلى الطرواديين والبعض الآخر إلى الإغريق.
ويبرز من الإغريق أبطال أمثال (اغاممنون) وهو ملك على قومه، قادهم في الحرب ضد الطرواديين حتى تمكن من دخول مدينتهم.. كذلك يبرز من الاغريق بطل آخر يدعى (آخيل) وكان شجاعا باسلا قاد الاغريق نحو النصر والظفر وإن كان لم يشارك إلا في الجولة الأخيرة من المعركة حيث تنتهي أحداث (الإلياذة) بمصرع (هكطور) على يد البطل (آخيل).
وتعود أسباب امتناع (آخيل) عن مساعدة الإغريق إلى خلافه مع القائد (اغااممنون) الذي اغتصب حبيبته وجار عليه ومن أجل ذلك قبع في خيمته منعزلا بعيدا عن المعركة التي لم يشارك في أحداثها إلا في اللحظة الحرجة وإليه تعود أسباب ظفر الإغريق على الطرواديين.
ويبرز من الطرواديين أبطال مثل (هكطور) شقيق (فاريس) الجبان وتنتهي أحداث الإلياذة - كما قلنا - بمقتل (هكطور) على يد البطل (آخيل) الذي يظل النجمة اللامعة في الإلياذة.
وسوف نقف في استعراضنا السريع لصفحات الإلياذة على نقاط نتبين منها الملامح والهوية لهذه الإلياذة الأسطورية.
العقيدة
النقطة الأولى: العقيدة الوثنية.. حيث نرى أن اليونان قوم وثنيون لا يعبدون الله ويتخذون من دونه آلهة وأرباباً الذين يجادلون ويتخاصمون معها في بعض الأحايين عندما تعترض على مشيئتهم - كما يزعمون بذلك - وإليك نصوص من الإلياذة تدل على أنهم كانوا يتضرعون ويقسمون ويقدمون لها الأضاحي والقربان كما يجعلون لآلهتهم المزعومة مشيئة خاصة ويقيمون لها صلواتهم وكانوا إضافة إلى عقيدتهم الوثنية يتجرعون الخمر ولا يجدون حرجا في ذلك.
(وتضرع إلى ربع أفلون) (3).
(وأقسم بأفلون) (4).
(ومعها مائة ذبيحة للضحية) (5).
(وسخر لهم أفلون ريحاً رخاء) (6).
(ولما انتهت الذبائح وأقيمت الصلوات (7).
(وقد كانوا يتجرعون الخمور) (8).
الخيال
النقطة الثانية: الخيال.
ندرك حجم خيال الاغريق من مشاهداتهم في (الإلياذة) من خلال هذه النصوص المعروضة.
(وانتشرت الروائح الزكية بعقود من الدخان تتصاعد إلى السماء) (9).
(هبطت من السماء) (10).
(ابنة البحر) (11).
(فطارت بين السماء والأرض) (12).
وهنا يكمن اسراف خيالهم في هذا النص: (كما وضعت هالة ذهبية حول رأسه فسطعت شعلة من نار) (13).
التشبيه
النقطة الثالثة: التشبيه
نستوضح من التشبيهات المصبوغة على (الإلياذة) صور بيئاتهم وماهية أشجارهم وحيواناتهم التي يتشبهون بها من خلال هذه النصوص التالية:
(يصخبون كأسراب الكراكي(14)) (15).
(وهجما كما تهجم الأسود والخنازير البرية في الغابة) (16).
(كقطيع من النعاج) (17).
(وكما يحصد الحصاد حقل رجل غني فيجعلون من القمح والشعير لفافات طويلة تتساقط على الأرض)(18).
(وكنار محرقة تأتي على الغاب فتلتهمه) (19).
(فهوى كما تهوي شجرة طويلة) (20).
(بل أنسلتك الصخور وولدتك البحار) (21).
الآلات القتالية
النقطة الرابعة: وصف آلاتهم القتالية
لقد كانوا يتقاتلون برمي الأحجار ونبال الرماح وتقل مقارعتهم بالسيوف ويكثر صراعهم بطعن بعضهم البعض بالرماح المسنونة كما تدل هذه النصوص التالية:
(وقذف برمحه الطويل السنان) (22).
(فأخذ ديوميذ سيفاً ذا حدين، وترساً، وخوذة لا حافة لها، وأخذ أوذيس قوساً وجبعة وسيفاً وخوذة من الجلد تحيطها أسنان خنزير بري بيضاء) (23).
استنباطات
النقطة الخامسة: ملاحظات أخرى
الملاحظة الأولى: تصفيق القوم بعد مشهد قتالي كأنهم في ساحة مسرح وليسوا على أرض معركة!
الملاحظة الثانية: تجرعهم كؤوس الخمر بإسراف في ساحات قتالهم كأنهم في احتفالات عامة!.
الملاحظة الثالثة: يلاحظ على أبطال الإلياذة وقبل أن يقدموا على الصراع والمقاتلة أن يتفوه كل بطل بما يريد قوله من إشادة بشجاعته والتغني ببسالته.
الملاحظة الرابعة: كأن ميدان معاركهم ساحة مسرح يتفرج عليها المتفرجون وعوام الناس.
الملاحظة الخامسة: كأنهم من خلال قتالهم على العربات الضخمة التي تجرها الخيول تمثل دبابات ومدافع حربية في القرن العشرين.
الملاحظة السادسة: هذه الإلياذة تمثل مدى أبعاد وحجم الخرافة الإنسانية في عصر من العصور.
* الهوامش:
1- إلياذة هوميروس، دار العلم للملايين، ط7-1991م ص9.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق (28).
4- المصدر السابق (29).
5- المصدر السابق (37).
6- المصدر السابق (39).
7- المصدر السابق (60).
8- المصدر السابق (165).
9- المصدر السابق (35).
10- المصدر السابق (32).
11- المصدر السابق (36).
12- المصدر السابق (112).
13- المصدر السابق (115).
14- الكراكي: نوع من الطيور
15- المصدر السابق (54).
16- المصدر السابق (107).
17- المصدر السابق (114).
18- المصدر السابق (153).
19- المصدر السابق (155).
20- المصدر السابق (179).
21- المصدر السابق (200).
22- المصدر السابق (107).
23- المصدر السابق (146).



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved