ليلة تكريم بالاثنينية
القصاب يرفض العامية ويقبل النقد الغربي الممحَّص

* جدة - صالح الخزمري:
ربما كان الجمع بين النقد والإبداع نادراً وإن اجتمعا فعلى حساب أحدهما ولكنهما اجتمعا لدى د. وليد القصاب - عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكُتب النجاح للاثنين معاً.. نمو الثقافة والأدب توازت مع نموه الجسدي، فلقد عشق الأدب في زمن مبكر حتى إنه اختار الأدب على الصيدلة في جامعة دمشق وعرّج الضيف على تجربته الأدبية والنقدية في خمسة حقول ليلة الاحتفاء به في اثنينية خوجة.
أولاً: الإبداع: حيث كان نظم الشعر وكتابة القصة متطرقاً في كلا الفنين إلى جميع الهموم التي عاشها جيله سياسياً وإجتماعياً وعاطفيا موضحاً أهمية كون الأدب رسالة والكلمة مسؤولية ومن خلالها يكون التنفيس، أما عن التزامه بنوع معيّن في كتابة الشعر فإنه يكتب القصيدة العمودية وشعر التفعيلة مع إيمانه بأن عنصري الفائدة والإمتاع ضروريان في كل عمل أدبي.
ثانياً: تحقيق التراث، موضحاً عشقه للتراث العربي الإسلامي الذي يحوي كنوزاً كثيرة مطمورة، وكان اتجاهه لهذا الجانب منذ فترة مبكرة فحقق كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري ثم نشر ديوان عبد الله بن رواحة وديوان محمود الوراق.
ثالثاً: الدراسات الأدبية والنقدية: موضحاً الفوضى والاضطراب اللذين تعيشهما الحركة النقدية، والنقد يتكئ على منجزات النقد الغربي عند الأكثرية الذي هو وليدية بيئة مغايرة وأدب ذي هوية خاصة، مؤكداً أن تراثنا الأدبي النقدي هو المصدر الأول في التأصيل لنقد عربي حديث والرجوع إليه هو الأصل. مشيراً إلى جهوده في هذا الشأن من خلال تأليف عدد من الكتب الأدبية والنقدية من خلال مسارين:
الأول: نقد المناهج النقدية الغربية الحديثة وبيان ما لها وما عليها.
الثاني: محاولة التنظير لنقد عربي إسلامي يستمد مشروعيته من خصوصية الأدب العربي وتراثه النقدي الأصيل.
رابعاً: الدراسات البلاغية: كان اهتمامه من خلال تأليف ثلاثة كتب؟ البلاغة العربية، البيان والبديع، والبلاغة العربية علم المعاني، وكتاب الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم.
خامساً: الأدب الإسلامي: بدأت العلاقة معه قبل العلاقة مع رابطة الأدب الإسلامي، حيث كان كتاب عن عبد الله بن رواحة من أوائل الكتب التي ألّفها. ثم نشر عدة دراسات في الأدب الإسلامي ثم كتابه عن الأدب الإسلامي ونشأته.
* من جانبه أشاد الشيخ عبد المقصود خوجة بتجربة القصاب وما قدّمه للمكتبة العربية من مؤلفات وقد تحدث عن خمسة جوانب من صور القصاب في تحقيق كتب التراث، كتابته للقصة، كتابته للقصة وكتابته للشعر وانشغاله بالنقد الأدبي على مستوى الوطن العربي، وإسهامه في حمل لواء الأدب الإسلامي.
* د. عبد القدوس أبوصالح رئيس رابطة الأدب الإسلامي أشاد بالمشهد الثقافي في المملكة، مشيداً بما تقدّمه الاثنينية، معتبراً أن د. القصاب ركن من أركان رابطة الأدب الإسلامي بلغت مؤلفاته تسعة وثلاثين مؤلفاً منها ستة وعشرون في الدراسات النقدية وما يزال في أوج عطائه، ومن أهم كتبه في المشهد الثقافي (الحداثة في الشعر العربي المعاصر - حقيقتها وقضاياها) (الخطاب الحداثي في الأدب) (الحداثة العربية الشعرية) الذي يعد مرجعاً في الحداثة.
أما موقفه من الحداثة فقد تبنى موقف رابطة الأدب الاسلامي، حيث يرحب بالحداثة إذا كانت بمعنى التجديد، وقد كان له باع في الإبداع وقد تفوق الحماس الموضوعي على الإبداعي كماً لا كيفاً.
* الحوار فتح قلبه للحوار حول الحداثة وما يكتنفها ومصطلح الأدب الإسلامي وقضايا في النقد المعاصر، ففي إجابة له على سؤال حول الهجمة التي يتعرض لها أدبنا أوضح أن من واجب كل صاحب قلم غيور على ثقافة أمته أن يتصدى لما يثار موضحاً دورهم الحيوي في الرابطة.
- أما عن النظريات النقدية الحديثة وهل تغني أوضح أنها لا تغني لأنها صدرت عن ثقافة مغايرة ولا بد من الغربلة.
- وعن المذاهب الأدبية الغربية أوضح أنها الكلاسيكية والتي أسقطتها الرومانسية والتي أسقطتها الواقعية، ويأسف أننا لم نستطع أن نشكل نظرية نقدية عربية.
- وعن العامية وظهورها أوضح أنها من الظواهر المحزنة حتى إن في بعض الجامعات أصبح الأدب الشعبي يدرس وبعض اللهجات مع أن اللغة العربية الفصحى هي لغة القرآن وهي الموحدة لهذه الأمة.
أما العاميات فهي لغات عرجاء لا تنهض بما ينهض به الأدب الفصيح، موضحاً أن الحداثة تروّج للعامية.
وتحدث عن تجربته في الإعلام وحلقاته التي قدّمها في تلفزيون الشارقة عن الأدب الإسلامي، وتحدث عن مسمى الأدب الإسلامي، موضحاً أنه مصطلح شامل وأصبح مصطلحاً لا بد لنا منه لأننا أحوج ما نكون لهذا المصطلح لأن أدبنا بدأ يتغرّب، وتساءل: لماذا الخجل من استخدام هذا المصطلح فتجربته تجربة واسعة.
السيرة الذاتية:
الاسم: الأستاذ الدكتور وليد إبراهيم القصاب.
أستاذ في كلية اللغة العربية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
حصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف عن أطروحته (التراث البلاغي والنقدي عند المعتزلة حتى القرن السادس الهجري) من جامعة القاهرة عام 1976م.
حصل على دبلوم صحافة من جامعة Wane State بالولايات المتحدة الأمريكية.
*أنجز العديد من المؤلفات:
*حقَّق القسم الأول من كتاب الأوائل للعسكري - طبعتان.
*حقَّق القسم الثاني من كتاب الأوائل للعسكري - طبعتان.
*كتاب الأفضليات لابن الصيرفي - ديوان عبد الله بن رواحة - طبعتان - كتاب الأشراف لابن أبي الدنيا ديوان محمود الوراق.ولديه مؤلفات أدبية ونقدية صدر منها حتى الآن عشرون عنواناً في قضايا النقد الأدبي، والأدب الإسلامي والبلاغة العربية، والمذاهب الأدبية الغربية، وغيرها من قضايا الثقافة والفكر والنقد.
*لديه مؤلفات إبداعية في مجال القصة والشعر، منها:
هدية العيد، مجموعة قصصية، يوميات من رحلة بحار، ديوان شعر، الخيط الضائع - مجموعة قصصية - ذكريات وأصداء - ديوان شعر - صور من بلادي - ديوان شعر - عالم وضحايا - ديوان شعر - فارس الأحلام القديمة - ديوان شعر - أشعار من زمن القهر - ديوان شعر - من شجون الغربة - ديوان شعر - البوح - مجموعة قصصية - انكسارات - شعر - يوم فن اللا مبالاة - قصص.
أما البحوث المنشورة في مجلات محكمة فهي أكثر من عشرين بحثاً، تناول خلالها نقد الشعر عند جهابذة العرب، ومفهوم الشعر بين التراث والحداثة، ومفاهيم مغلوطة في النقد العربي القديم، وغيرها كثير.
*حضر أكثر من ثلاثين مؤتمراً وندوة علمية وساهم بتقديم بحوث فيها.
*عضو لجنة تحكيم عدد من الجوائز الأدبية والثقافية في سوريا والسعودية ومصر والإمارات.
*قدَّم العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية في كل من دمشق، والقاهرة، والرياض، ودبي، والشارقة.
*عضو اتحاد الكتاب العرب في سوريا - عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
بالإضافة إلى العديد من النشاطات الثقافية والفكرية والأدبية، مع خبرته في التعليم الجامعي التي تناهز الثلاثين عاماً في كل من سوريا، والإمارات والسعودية، كما أنه أستاذ زائر في عدد من الجامعات.