| |
جداول الإمام ابن القيّم وسماحة الإسلام..! حمد بن عبد الله القاضي
|
|
** كلما قرأت للإمام (ابن القيّم) ازددت إعجاباً به! إنه عالم موسوعي: فهو فقيه متبحر يحمل في اهابه غلو العالم، وسماحة المجتهد، وهو شاعر في شعره عذوبة وطراوة، أديب في مؤلفاته ما ينفع ويمتع. لقد تناول رحمه الله في مؤلفاته موضوعات اعتقد أنه لم يسبق إليها مثل كتابه (الروح)، وفي الميدان الأدبي كان له كتابه الشائق (روض المحبين ونزهة المشتاقين) وفي الطب (الطب النبوي). لن أتوقف كثيراً عند هذا العالم الجليل وبحر علمه الواسع! لكن أتوقف عند مقولة رائعة له عبر فيها عن سماحة الإسلام، حيث إنه دين جاء لسعادة الإنسان في هذه الدنيا وفي الأخرى، إن له عبارة تكتب بماء الذهب تقول: (أينما تكون المصلحة فثمَّ شرع الله). هذه العبارة أو بالأحرى القاعدة الشرعية - ولم لا تكون قاعدة وقائلها الإمام الكبير تلميذ ابن تيمية - أنموذج من نماذج سماحة الإسلام وتيسيره واستهدافه في تشريعاته رفع المشقة على الناس، وقد جاءت هذه القاعدة منسجمة مع نصوص الوحيين: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (185) سورة البقرة و{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (78) سورة الحج و(لن يشاد الدين أحد إلا غلبه). -2- ** إلى ملاك هذه القنوات ** ** لكم تألمت - حد الوجع - وأنا استعرض قنوات الفضائيات، عندما وقعت عيني على إحدى قنوات الأغاني، وإذا بأغنية لمطرب يصاحبها (فيديو كليب) وفيه امرأة محجبة ترقص وتتمايل و(تتميع) بحركاتها وأجزاء جسدها ما خفي منه وما ظهر! ترى ماذا يهدف إليه المخرج من إلباس مثل هذه الراقصة الحجاب وجعلها تتمايل أمام الناس وهي بحجابها؟ إنه مع الأسف يريد أن يسيء - قصد أو لم يقصد - إلى إظهار المحجبات بأنهن فاسدات، سيئات مائلات مميلات، وأن الحجاب ليس سوى مظهر شكلي ليس إلا! أما الذي آلمني أكثر فإن أمثال هذه القنوات ملاكها والمنفقون عليها - بكل أسف - هم رجال أعمال منا ومن جلدتنا، ومن الذين هم أولى الناس بالحفاظ على سمعة النساء العفيفات المحجبات بدلاً من إظهارهن بهذه الصورة المشينة التي تسيء لأمثال هذه الخيرات! و: (يا عين هلي صافي الدمع هليه وإذا انتهى صافيه هلي سريبه)!! والشكوى إلى الله!.!! -3- المطر شوق الإنسان والأرض..!! ** لا أدري كيف يشعرني (المطر) وأنا أراقب قطراته بفيض من الارتياح لا يدانيه إلا فيض تدفق المطر..! أتذكر كلمات كتبتها - ذات مطر - وقطرات الغيم تتنزَّل وتركض إلى حضن أمنا الأرض كما (طفلات) هزَّ الشوق قلوبهن إلى صدر أمهن الأرض! ترى أرأيتم كيف يجعلنا (المطر) أطفالاً؟ إن المطر يشكلنا بنقاء الطهر وطهر الصفاء. إن المطر كما يغسل أوراق الأشجار فهو يغسل صدأ نفوسنا كبشر. المطر كما يجعل بذور الأرض تورق فإنه يجعل قلوب الناس تورق بالحب والاخضرار. أرأيتم أكثر عبقاً من رائحة الرمل بعد ليلة ممطرة. إنه المطر وحده يعطي للأرض عبقاً لا أروع، وللقلوب ارتواء لا أندى. المطر يروي في نفوسنا ظمأً عاطفياً تماما كما يروي المطر جدب الأرض بقطراته فإنه يروي ظمأ نفوسنا بندى الصفاء والارتياح والاشتياق. إن أجمل عناق في الطبيعة هو ذلك العناق بين حبات المطر وصدر الأرض..! -4- ** آخر الجداول ** ** للشاعر: عبد الرحمن العشماوي: (يا وردة أكبرت أن ألمسها أخشى بأن يفسدها اللمس للطهر في أعماقنا ألق يسمو بنا ولجرحنا يأسو)
فاكس: 014766464
Hamad.ALKadi@hotmail.com |
|
|
| |
|