Al Jazirah NewsPaper Friday  15/12/2006G Issue 12496تحقيقاتالجمعة 24 ذو القعدة 1427 هـ  15 ديسمبر2006 م   العدد  12496
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

( الجزيرة ) تزور مركز العزل الصحي لمرضى الأيدز بجدة وتلتقي المرضى المنومين
ننتظر ساعة الرحيل ونُحذِّر الشباب من الرذيلة


* تحقيق - راشد الزهراني:
تحت سقف العزلة يسكن الكثير من الشباب الذين وقعوا فريسة لداء الأيدز الدخيل على مجتمعنا بشره وجحيمه.. بكاء وندم وحرمان وانتظار النهاية.. وجوه لمحناها يسكنها الحزن وفقدان المستقبل.
(الجزيرة) قامت بجولة داخل مستشفى الملك سعود (العزل الصحي) وكان لنا لقاء مع المرضى وكذلك مع مديرة مستشفى الملك سعود ومركز المراقبة الصحية بالميناء الإسلامي بمحافظة جدة الدكتورة سناء فلمبان التي استقبلتنا بصدر رحب.. والذي أدهشنا في الزيارة أن هناك من المرضى من سمح لنا بتصويره إلا أن أنظمة المستشفى حفاظاً منها على حقوق المرضى ترفض أن نلتقط الصور والاكتفاء بالحديث معهم عن أحوالهم وعن الخدمات التي تقدم لهم داخل المستشفى.
وضع طبيعي
يقول أحد المرضى إنه يعيش في وضع طبيعي جداً، حيث يمكث فترة في المستشفى لأخذ اللقاح ومن ثم يخرج إلى أهلة وبيته على أن يتقيَّد بتعليمات وقائية حتى لا يتأثر الآخرون منه، وعن الخدمات التي يجدونها داخل هذا المستشفى يقول وبدون مجاملة إن الخدمات ممتازة والعلاجات متوفرة دون نقص رغم ارتفاع سعرها إلا أنها متوفرة، لكن نلاحظ التهاون في وضع الأسرة والفرش القديمة التي مضى عليها سنوات دون تغيير، لكن سبق أن وعدونا بتغييرها، وعسى أن تتغيَّر قريباً وكذلك النقص في الأماكن الترفيهية حيث لا تُوجد أماكن ترفيهية يقضي المريض وقته فيها.
أما مريض آخر فيقول نحن نعاني من وجود هذا المستشفى هنا في الميناء قريباً من روائح البحر والرطوبة والعفن الناتج من سفن الشحن وناقلات البضائع والبتروليات من السفن وغيرها من الشاحنات الأخرى ففي فترات المساء لا يستطيع المريض الخروج إلى خارج المستشفى من شدة الروائح الكريهة فنتمنى أن يُعاد النظر في وضع هذا المحجر، فنحن مسلمون مصابون بالدرن، وآخرون مصابون بالأيدز قد لا يكون لهم حول ولا قوة بهذه الإصابة، لكن قدَّر الله وما شاء الله فعل.
مريض طلب منا أن نصوِّره وأن نذكر اسمه بالكامل، لكن تعليمات مديرة المستشفى ترفض ذلك، لكن أخذناه على قدر من الإحسان وسألناه عن سبب هذا الإفصاح فقال إنني في هذا العنبر أعد الأيام والثواني انتظر ساعة الرحيل من هذه الدنيا، وأريد أن أقدم لهذا الوطن ولو نصيحة واحدة فقط أُحذر بها إخواني الشباب وأقول لهم بأن يأخذوا الحذر فهناك أعداء للإسلام وللسعوديين خصوصاً يريدون القضاء عليهم، فنحن السعوديين محسودون على النعمة التي ننعم بها في كل شيء، وهناك مِن النساء مَنْ يتجولن بين المنازل المشبوهة ينشرن الرذيلة وينشرن الأمراض فتزوجوا أيها الشباب وابعدوا عن الفحشاء والمنكر وأريد من خلال جريدة (الجزيرة) أن أقول للآباء بأن يتقوا الله في شباب الوطن وأدعوهم أن يزوروا هذا المستشفى ويسألوا عن أسباب الانحراف، وكذلك أوجّه رسالة لكل مسؤول وراعٍ عن هؤلاء بأن يكافح ويثابر في سبيل تعديل وضع المهور.
د. سناء والإعلام
وفي نهاية جولتنا حملنا حقيبة من الأسئلة ووجهناها إلى مديرة المستشفى الدكتورة سناء فلمبان في حوار خاص (للجزيرة) والتي فتحت لنا أبوابها بصدر رحب وبصراحة جريئة حيث قالت إن مجتمعنا ينظر إلى هذا المرض بعين قصيرة جداً وانعدام الوعي والتوجيه حول معرفة حقيقة هذا المرض وكيفية التعامل معه ومع المصاب أيضاً.. وما نطمح إليه من خلال انعقاد المؤتمرات والندوات ومناسبات اليوم العالمي للأيدز، وكل هذا من أجل إيصال المفهوم الحقيقي عن هذا الفيروس وكذلك وضع المريض المعيشي بين المجتمع، وأن نقضي على حاجز الخوف والرهبة من صحبة هذا المريض، وفي نفس الوقت الوقاية من سلبياته.. وتقوى الله أقوى وسيلة لتجنُّب هذا الداء والابتعاد عن الفواحش والمنكرات ومن أصابه عليه أن يصبر ويحتسب وأن هذا المريض باستطاعته ممارسة حياته المعيشية والعملية طبيعياً وأن يكون عنصراً فعالاً في هذا المجتمع إذا حافظ على العلاج وتمشى بالتعليمات البسيطة، ونحن في مستشفى الملك سعود نسعى جاهدين لبذل المزيد من الوعي والإرشاد لكي نعيد المريض إلى المجتمع بقبول جيد حتى يمارس مهامه الوظيفية.. وهنا أضيف نقطة مهمة وأقول بأننا بحاجة إلى إعلام واع وليس لإعلام مفبرك أو إعلام همه في المقام الأول السبق الصحفي دون مراعاة المصلحة العامة وخصوصيات الآخرين، ثم جاء دور الإجابة على أسئلتنا فإلى نص الحوار:
* دكتورة سناء عندما تجوَّلنا بين عنابر المرض وجدناهم يعانون من وضع الأسرَّة والفرش القديمة التي مضى عليها زمن من الدهر لم تتغيَّر فهل يُعدُّ إخفاقاً؟
- أولاً أشكركم على هذه الزيارة والجولة التي قمتم بها بين المرضى وبالنسبة للفرش والأسرَّة فنحن في المستشفى نهتم كثيراً بنظافة الأسرَّة على مدار الساعة لتكون معقمة ونقية وخالية من الجراثيم رغم أن هناك مرضى مصابين بجروح ويحتاجون إلى غيارات وخلافه، ومع ذلك فهناك وحدات نظافة تُشرف على هذه الفرش وهي ليست قديمة كما يبالغون وقد قمنا بطلب تغيير بعض الفرش في بعض العنابر.
* هناك من يعاني من وضع المستشفى القريب من البحر والروائح الكريهة المنبعثة من سفن الشحن والشاحنات والرطوبة؟
- إن موقع المستشفى يُعتبر مناسباً لا سيما ونحن مسؤولون عن فحص الحجاج القادمين عبر البحر.. ومسألة نقل المستشفى فهذا عن قريب إن شاء الله حيث تمَّ تخصيص الموقع بجوار مستشفى الملك عبدالعزيز، وقد حُددت الأرضية ووضعت المخططات للبدء في مشروع إنشاء مستشفى جديد وكبير جداً ليحل مشاكل النقص التي نواجهها في هذا المستشفى، وسوف يُراعى في هذا الجهاز جميع الاحتياجات المهمة من مختبرات وأقسام فنية وعنابر فندقية وساحات ترفيهية وسوف تكون الأسرَّة جديدة والفرش وكل شيء.
غلاء المهور والأيدز
* هناك من الشباب المصابين بداء الأيدز يتهمون في المقام الأول أولياء الأمور المغالين في المهور حيث وضعوا عراقيل في مسألة الزواج.. ما تعليقك حول هذا؟
- إن مسألة غلاء المهور مسألة اجتماعية أو قضية اجتماعية وأسرية ليس لنا دور فيها فإذا كانت بالفعل قضية غلاء المهور تشكل خطورة بهذا الحجم فإن هناك سلطات وهيئات يجب أن تتحرك وتدرس الوضع جيداً وتخرج بحلول للقضاء على هذا البذخ والجهل والرجوع إلى العقيدة السمحة وما يأمرنا به الإسلام حتى نحافظ على شبابنا، وفي نفس الوقت نقول بأن هذا المجتمع ولله الحمد الأمور فيه ميسرة فهناك العديد من الأسر البسيطة مليئة منازلها بالفتيات راغبات الستر ومهورهن ميسرة..
فأنا أرى أن عصر الجاهلية ولّى ومعه العادات والتقاليد والعنصرية التي كانت تشكل عقبات أمام الشباب ولا نجد إلا القلة وهؤلاء ما زالوا أُميين لم تؤثر فيهم الحضارة التي نعيشها وإن شاء الله تتغيَّر الأحوال..
وهنا أدعو أولياء الأمور بأن يراعوا الله في بناتهم وأولادهم بالمحافظة عليهم وعدم تركهم في أهواء الضياع وأن نضع أيدينا فوق أيديهم ونعيد النظر في غلاء المهور فالدين يسر وليس عسراً.
* الكثير من المشككين بإصابتهم بهذا الفيروس يخافون الكشف خوفاً من أن ينكشف أمرهم ويخسروا وظائفهم أو مناصبهم فما رأيك؟ وهل هناك خطابات تُرفع لمرجع من المراجع لأخذ الحذر والحيطة منه وبطريقة سرية؟
- أنا لا أعلم من أين تأتي هذه الشائعات وأنا أُسميها شائعة لأنها بعيدة عن الحقيقة.. ونحن لسنا هنا إلا لمعالجة المحتاج ومتابعة المصاب بكل ما تتطلبه منا الأمانة المهنية.. وأعود وأقول بأننا نتعامل وبكل سرية مع المريض فقط دون تدخُّل مرجعه فنحن يراجعنا فئة من الناس وغالباً ما تكون نتائجهم سلبية وإذا كانت إيجابية فيكون دورنا هو متابعة حالته وعمل برنامج خاص، ثم نطلب منه إذا كان متزوجاً أن يأتي بأفراد عائلته للكشف عليهم وكل هذا بسرية تامة جداً لا يعلم عنها أحد إطلاقاً.. وهذا من واجبنا وقد زارنا المواطن والمسؤول وعُمل لهم الفحص ولم يُعرف عنهم شيء.. كذلك هناك مراكز أهليه للفحص يمكن زيارتها وفي هذا المستشفى نحن نجعل الخيار للمصاب نفسه إذا رغب أن يتنوّم ريثما تتحسَّن حالته أو يريد أن يتابع علاجه في بيته فهذا أمر في يده فالأمر تغيَّر عن ما كان من قبل.
الأدوية المنتهية صلاحيتها
* وماذا عن الأدوية التي تُصرف وهي منتهية الصلاحية لسنوات؟
- ليس هناك أدوية منتهية الصلاحية، فصرف الأدوية يتم عن طريق لجنة مختصة ومستشارين ذوي خبرة عالية يدركون تماماً صلاحيتها فوزارة الصحة ممثلة بإدارة الطب الوقائي بالوزارة تُعتبر من أولويات الدول المتقدمة في صرف مثل هذه الأدوية لا سيما وأنها غالية السعر، ومع ذلك الدولة حريصة على صرف مثل هذه الأدوية مهما كلفها ذلك من ميزانية وهذا من أجل سلامة المواطن أما عن انتهاء صلاحيتها فهذا غير صحيح.
* وماذا قدمتم لليوم العالمي للأيدز؟
- نحن كل عام نُفعِّل هذه المناسبة حيث تُقام مناسبات ومؤتمرات وندوات مكثفة وعمل ميداني متواصل وعمل مراكز صحية متنقلة وموزعة في كل أرجاء المحافظة وفي نفس هذه المراكز بإمكان أي مواطن عمل الفحص والتحليل عن الأيدز وسوف تظهر النتائج بشكل سري وعاجل وبطريقة خاصة دون أن يطلب منه أي شيء إطلاقاً..
وأضيف هنا بأن وزارة الصحة وضعت ميزانية عالية من أجل تفعيل هذه المناسبة للوصول إلى أهداف منشودة، وهي التوعية والإرشاد وكذلك تبادل الخبرات الطبية والإخصائية بين الأطباء وكانت ولله الحمد ناجحة وقد استفاد منها الكثير من المواطنين.
* موسم الحج وما يترتب عليه من استقبال ضيوف الرحمن القادمين عبر البحار أفواجاً أفواجاً وما نسمع عن مشاكل وضغوط بين الكادر الذي يوجد في منافذ الميناء كيف هي الاستعدادات؟
- الاستعدادات قائمة ولا أعتقد بأن هناك مشاكل، لكن قد يكون هناك ضغوط وهذا أمر طبيعي لا سيما ونحن نستقبل مئات الآلاف من الحجاج فكل الجهات الحكومية يكون فيها ضغوط عمل لأن هذا الموسم يُعتبر موسم مرابطة وحالة طوارئ لكل الأجهزة الحكومية، ودورنا في المنفذ هو فحص الحجاج من العدوى وكذلك الكشف عليهم بوساطة أجهزة حديثة ومتطورة، وقد نجد من بين الحجاج المريض والمصاب والعاجز فنقوم بعمل الإجراءات اللازمة إما بمعالجة الحالة لدى مستشفى الملك سعود أو نقوم بتحويلها إلى مستشفى الملك عبدالعزيز كأقرب مستشفى من هذا الموقع، فالعمل شرف رغم الضغوط.
* عند زيارة هيئة الرقابة والتحقيق العام الماضي للتفتيش على المنفذ الصحي بميناء جدة وجدوا أن الكادر الذي يعمل في المنفذ أقل عدداً من القوة المفروضة في الموقع؟
- إن القوة أو الكادر الذي يعمل بالمنفذ له خبرة عالية قادرة على السيطرة بشكل ممتاز، حيث نقوم بتوزيعها على مواقع مختلفة فمنهم عدد في مستشفى الملك سعود للحاجة إليهم، ومنهم في مدينة حجاج البحر ومنهم في المنفذ الصحي، لكن هناك من يسعى إلى تشويه السمعة والمكانة من أعداء النجاح، لكن لن ينالوا شيئاً طالما نسير على أمر النظام..
أما عن زيارة هيئة الرقابة فهم يزورون كل سنة للاطلاع على سير العمل وليس للتحقيق في سير العمل ونحن نشكرهم على هذا الاهتمام.
* يُقال إنك شديدة في أسلوبك وشخصيتك يتضجَّر منك موظفوك فما سبب هذا التشديد؟
- أنا لست شديدة في كل شيء وإنما شديدة في أداء العمل لا أحبذ القصور في العمل لأننا في موقع جداً حساس يحتاج منا إلى وعي وإدراك ونشاط واسع، لكن من يتضجَّر مني هو ذلك الموظف المهمل الذي يريد أن يسير على هواه وإلا أخذ يوزِّع همومه على الآخرين ويتشكى فنحن في زمن العصر المفتوح ينبغي أن نتسلَّح بكل ما في وسعنا لاتقاء شر هذا العصر.
* هل مستشفى الملك سعود مخصص لعزل المصابين بداء الأيدز؟
- لا فنحن نستقبل المصابين بداء السل والدرن والكبد الوبائي وكذلك حمى الضنك، وذلك لإزالة العدوى وعزل المريض عن الآخرين ومجرد أن يأخذ علاجه يغادر المستشفى.
* وماذا عن المؤسسة الخيرية المزمع إنشاؤها؟
- بالنسبة للمؤسسة الخيرية أو الجمعية الخيرية الخاصة بمرضى الأيدز فنحن طالبنا بها منذ سنة وقد تمت دراستها والخروج بموافقة مبدئية وإن شاء الله سترى النور قريباً.




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved