| |
الأمانة والصحة تتبرآن وتُحمِّلان إدارة الترحيل في جدة المسؤولية أفارقة يسكنون الأرصفة والروائح تكتم الأنفاس وتهدد بظهور أمراض جديدة
|
|
* جدة - راشد الزهراني: لم يزل سكان جنوب جدة في حيرة من أمرهم ومطالبهم التي لم تجد لها صدى أمام الروائح الكريهة المنبعثة من موقع تجمع الأفارقة تحت كبرى ميناء جدة الإسلامي.. (الجزيرة) قامت بجولة في جنوب جدة في أحياء النزلة والقريات والكويت وبترومين والثعالبة، فبمجرد اقترابنا من موقع التجمع لم نستطع الوقوف من شدة الروائح الكريهة، فهم يقضون حاجاتهم في الخلاء ويستخدمون من الألبسة والأدوات كل ما هو غير صحي.. أما السكان في هذه الأحياء فينتظرون ساعة الصفر لخروج فيروس جديد لينضم إلى قائمة فيروس حمى الضنك والمتصدع بعدها تعلن الجهات المختصة حالة الطوارئ وتبدأ الجهود تتكاثف كالعادة، والكل يلقي باللوم على الآخر. سؤال يطرح نفسه.. من المسؤول عن هذا.. ثم لماذا أغلقت جهات الاختصاص أعينها.. ولماذا تغيبت الشؤون الوقائية والبيئية بالشؤون الصحية، وكذلك بأمانة محافظة جدة عن دورها؟ في البداية تحدث أحد السكان إبراهيم علي فقال: أنا أحد سكان الشقق المطلة على الموقع فكم أرى مناظر جداً يقشعر منها البدن وبخاصة في النهار عندما تأتي هذه المرأة الإفريقية لكي تقضي حاجتها في الخلاء فلم تجد ساتراً يسترها وأمام أعين الناس، كأننا في دولة فقيرة.. والذي يضايقنا هو غياب دور مسؤولي البيئة والصحة وكأن الأمر لا يعنيهم إطلاقا فمن يتحمَّل مسئولية هؤلاء، أو بمعنى أصح من يدفع ثمن بقاء هؤلاء بعد ظهور الأمراض.. إنهم السكان فقط وقد ناشدنا الجهات الحكومية والصحية والبلديات بسرعة وضع الحلول ولم يكن منهم إلا إلقاء اللوم على إدارة الترحيل بالجوازات. أما زارع عقيل فيحمِّل الأمانة والصحة هذه المسؤولية فهما وجهان لعملة واحدة وهدفهما سلامة المواطن وقد ناشدنا وخاطبنا.. وكان من حسن الطالع أن نجد من ضمن السكان القريبين من الموقع موظفاً يعمل في الأمانة يقول إن الوضع جداً خطير، وقد أوصلت الموضوع إلى المسؤولين في الأمانة وكذلك في الصحة وأيضاً مركز الوقاية الصحية وشئون البيئة، فالجميع لديهم علم وخبر، لكن دون جدوى.. منازلهم في أحياء راقية ومكاتبهم معقَّمة.. أما نحن البسطاء فننتظر العدوى متى تداهمنا كما داهمتنا حمى الضنك بسبب التهاون والإهمال واللامبالاة.. وأنا أدرك تماماً وبما أنني في هذا المجال أن ثمة أمراضاً سوف تنتشر عن طريق البعوض أو الذباب المتطاير من فوق هذه الفضلات التي يخلفها هؤلاء وهنا أحب ومن خلال هذه الجريدة أن أضع مقترحاً للمساهمة في حل هذه الأزمة وهو أن يساهم رجال الأعمال بعمل الخيام المؤقتة وحمامات خاصة وتوزيع المأكولات والمشروبات وبعض لوازم النساء. أما بندر المالكي فيقول: لقد قمنا بوضع براميل من الماء ليغتسلوا منها، لكن أين الساتر الذي يسترهم وبخاصة النساء؟ دورنا الرش والتطهير مسئول في صحة البيئة يقول إذا كان هناك لوم فلا يقع إلا على إدارة الترحيل بالجوازات التي قذفت بهم في هذا المكان دون العمل على اتخاذ الإجراءات الأفضل لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فلماذا لا تضعون اللوم عليهم أما دورنا في صحة البيئة فهو تطهير الموقع بالمبيدات والقضاء على الحشرات التي قد تنقل الأمراض. الإسهال والرمد والغثيان وعندما اتجهنا إلى المسؤولين عن العدوى في صحة جدة، لم نجد جواباً والكل يفيد بأن هناك تعليمات من قبل الشئون الصحية بعدم الإفصاح بأي تصريح إلا عن طريق المديرية العامة، وفي النهاية خرجنا بتصريح دون ذكر اسم صاحبه حسب طلبه، الذي جاء فيه بأن الأمر يحتاج إلى لجنة عاجلة مكونة من الصحة والشرطة والجوازات والإمارة والأمانة وفي أسرع وقت لدراسة الموضوع إنقاذاً لأهل الأحياء المجاورة، فقد تنتشر أمراض غريبة وفيروس جديد ليعزز مكانه ضمن قائمة فيروس حمى الضنك والمتصدع، الذي تهاون فيه المسؤولون في حماية البيئة والصحة والوقائية فدائماً الفيروسات تلد أو تخلق من مثل منبع هذا التلوث.. وأضاف: الذي أعرفه بأن هناك من سكان هذه الأحياء أغلبهم مصابون بالإسهال وحساسية في العين (الرمد) والغثيان وبعضهم أُصيب بحساسية حادة بشعب الهواء التنفسي بسبب هذه الروائح.
|
|
|
| |
|