Al Jazirah NewsPaper Friday  15/12/2006G Issue 12496أفاق اسلاميةالجمعة 24 ذو القعدة 1427 هـ  15 ديسمبر2006 م   العدد  12496
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الخطاب الدعوي في الحج بين (التجديد) وقضايا الأمة المعاصرة

* الجزيرة - خاص:
الخطاب الدعوي هو مرتكز رئيس لتوصيل الدعوة إلى جموع المسلمين وغير المسلمين، فإذا كان الخطاب الدعوي قوياً ومحدداً وسهلاً يخاطب الجميع، كان التأثير أكبر وأكثر فائدة.
ووسط دعوات لخطاب دعوي جديد، يتناسب مع متغيرات العصر، ويوظف الإمكانات والتقنية الهائلة.. فهل نحن في حاجة إلى مثل هذا الخطاب؟ وكيف يمكن التوصل إلى صيغة خطاب دعوي متميز في الحج، يخاطب هذه الجموع القادمة من كل حدب وصوب؟.
الخطاب الحكيم
بداية قال الدكتور حمزة بن سليمان الطيار وكيل كلية الدعوة والإعلام بالرياض: في أشهر الحج تهوى أفئدة الناس لتلك البقعة المباركة، والمشاعر العظيمة؛ لأداء ركن من أركان الإسلام، وشعيرة من شعائره العظام (فريضة الحج).
يأتون لهذا المكان المبارك، الذي أعده الله وهيأه، وأضفى عليه ما شاء سبحانه من البركة والرحمة، وكلف نبياً من أنبيائه بمساعدة ابن من أبنائه ليبنياه البناء الحسن ومن ثم يطهرانه التطهير المعنوي (إبراهيم وابنه إسماعيل) عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبذلك يكون هذا البيت مطهراً من الشرك، ومهيأ ليخلص فيه العبادة لرب العالمين من ركوع وسجود وقيام وطواف.
وهذا من فضل الله جل وعلا على هذه الأمة، وإحسانه إليها؛ إذ أعد لها هذا البيت قبل أن يبعث فيها رسولها صلى الله عليه وسلم، ويجيء إليها برسالة الإسلام.
وها هي جموع الأمة تأتي في أشهر الحج، لهذا الموطن المبارك، وقد أعد لها هذا البيت حسياً ومعنوياً، أعد لها بكل ما تقتضيه مظاهر العمارة الحسية، وكل ما تتضمنه من جلال العمارة المعنوية، إنها تهيئة لا ككل التهيئات هيئت لاستقبال الموحدين الذين أخلصوا دينهم لله.
منافع الحج
ويمضي د. الطيار بقوله: إن هذا الاجتماع لجموع الأمة على اختلاف أجناسها، وتعدد لغاتها، العربي والأعجمي، الأحمر والأبيض والأسود، ينبئ عن رابطة وثيقة، وصلة عظيمة، هي أجل وأعظم من رابطة النسب، ووشيجة الرحم، إنها الأخوة الدينية، والرابطة الإيمانية الإسلامية، التي لا تنفصم عراها، شعارها الألفة والأنس، ودثارها المودة والمحبة، ومع أن الجميع جاؤوا لأداء مناسك الحج والعمرة، وهما أبرز مظاهر المنافع التي يشهدونها في ذلك المكان وذلك الزمان، إلا أن المنافع غيرهما كثيرة، فهناك المنافع الروحية التي تفيض من جلال المكان وروعته، وهيبته وعظمته، على كل من يمشي بحماه، وينزل ساحته، ذلك بما يغشى الروح من هذا الحشر العظيم، الذي حشر فيه الناس، على هيئة واحدة، في ملابس الإحرام، ومجردين من متاع الدنيا، وما لبسوا فيها من جاه وسلطان.. إنهم هنا في هذا الموطن الكريم على صورة سواء، فيما يأتون من أعمال الحج، من طواف وسعي، ووقوف بعرفة، ورمي للجمرات، ومن تلبية وتضرع، كما أن هناك المنافع العقلية والمادية التي يحصلها الحجاج عن قصدٍ وغير قصد، حيث يلتقي بعضهم ببعض، وينظر بعضهم في أحوال بعض، وفي البلاد التي جاؤوا منها، وما في هذه البلاد من صور الحياة، وأعمال الناس وثمرات أفكارهم وأيديهم، وذلك فيما حملوه معهم من آثار الحياة عندهم، وما كانت لهم من جديد ومستحدث، وبهذا يتبادلون المعرفة، كما يتبادلون السلع بينهم، بيعاً وشراء، أو يتهادونها مودة وإخاء.
إننا كأمة دعوة يجدر بنا اغتنام فرصة هذا الاجتماع، واستغلال مناسبة هذا الحضور، وذلك بتثبيت قواعد الإيمان في قلوبهم، وإجلاء كل داعية من دواعي الوثنية، والشرك في نفوسهم.
إن من يجيء لهذه البقاع يجيء وقلبه يخفق شوقاً وفؤاده ينبض ولهاً، وبالتالي فإنه في هذا الجو الإيماني الروحاني تجد تلك القلوب قابلة لأي توجيهات إيمانية، وتعليمات روحية تزيد في إيمانها، فهي كالأرض المنبتة تنتظر الغيث، لتخرج زينتها، وتظهر بهجتها، إنها أمطار القرآن والسنة، إذا نزلت في القلوب الصادقة والأفئدة الصافية، اهتزت حياتها بالإيمان، فأزهرت الأقوال الصادقة، وأثمرت الأفعال الطيبة.
إنها فرصة سانحة ومناسبة مواتية، فهلا استغللناها في توجيه المسلمين وتعليم المؤمنين، وحيث إن العقول مختلفة والمدارك متفاوتة كان لزاماً أن تكون مخاطبتها ملائمة لاحتياجاتها مراعية لفهمها ووعيها، متضمنة الأسلوب الأمثل الذي تقبله النفوس، وترضاه العقول.
إن الخطاب الحكيم هو الذي يراعي مقتضى الحال، ويخاطب كل قوم بما يعرفون، ويأخذهم بالرفق والتلطف، واختيار الوقت المناسب للموعظة التي يراد وعظهم بها، حتى تتقبلها النفوس، وتنتفع بما فيها من خير.
إن الداعية طبيب يحمل الدواء إلى العقول، والقلوب والأرواح، ومن هنا كانت مهمته عسيرة شاقة، يحتاج معها إلى بصيرة نافذة، تدخل إلى خفايا النفس، وتعرف مستوى العقل والفهم، لتضع يدها على موطن الدعاء، ثم تختار من الدواء ما يشفي بإذن الله العلة، ويذهب بتوفيقه بالداء.
وإنه وإن تقبل المدعوون الدعوة من غير عناد أو جدال فذاك، وإن كان منهم أو من بعضهم عناد أو جدال، فلا يلقى المعاندين المجادلين معانداً مجادلاً، فذلك من شأنه أن يعمي عن الحق، وأن يسد المنافذ الموصلة إليه، وإنما على الداعية أن يتلقى جدال المجادلين بالحسنى، وأن يصرفهم عن هذا الجدل العقيم، إلى ما هو أجدى وأنفع لهم.
التيسير والمعاصرة
ويبين الدكتور عصام بن عبدالمحسن الحميدان الأستاذ المساعد بقسم الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن الله تعالى أمرنا بأن ندعو إليه تعالى بالحكمة.. قال سبحانه: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. قال المفسرون:
ومن الحكمة أن ندعو إلى الله تعالى كل قوم بما يناسبهم، فلا يليق بالداعي إلى الله تعالى أن يخاطب العجم باللغة العربية، والعكس!! قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } . وما الفائدة من الخطاب إذا كان المخاطَب (بالفتح) لا يفهم لسان المخاطِب (بالكسر)؟!! فقد ورد عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.
وقال البخاري - رحمه الله - في صحيحه: (باب من خص بالعلم قوماً دون قوم كراهية ألا يفهموا) ثم روى حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل قال: يا معاذ بن جبل، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثاً، قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار. قال: يا رسول الله أفلا أخبر به الناس فيستبشروا؟ قال إذاً يتكلوا. وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً.
إن الدعوة إلى الله تعالى وسيلة لتبليغ الدين، وليس غاية، فالغاية هي عبادة الله تعالى والدعوة وسيلة لها، فيجب أن تكون الوسيلة موصلة إلى الغاية وإلا فهي عبث وتضييع وقت.
والأساليب الدعوية من الوسائل التي تقرب الوصول إلى الغاية، فاستخدام الكمبيوتر والتقنيات الحديثة ومراعاة متطلبات العصر في الدعوة أصبحت ضرورة دعوية، وليست من نوافل الدعوة، ولا أرى أن هناك خطاباً جديداً الآن يدعو إلى التحديث في وسائل الدعوة باستخدام تقنيات العصر، لأن هذه المرحلة تجاوزها الدعاة إلى الله، وأصبحوا يطورون أساليب دعوتهم بكل جديد مناسب للعصر موافق للشرع.. فأصبحنا نرى الإنترنت والمنتديات والبلوتوث والاتصالات ومختلف التقنيات تستخدم في مجال الدعوة إلى الله تعالى.
ملتقى المسلمين
ويؤكد د. الحميدان أن الحج ملتقى للمسلمين من كل حدب وصوب، هم بأمسّ الحاجة فيه إلى الدعوة والتوعية والموعظة الحسنة، فكثير منهم يأتون من بلاد يفتقدون فيها الدعوة إلى الله، أو تصلهم الدعوة ضعيفة مهزولة، أو مشوهة مشوشة! فالمسؤولية على الدعاة إلى الله تعالى في المملكة العربية السعودية كبيرة وثقيلة، حيث يجب عليهم ان يوصلوا الدعوة إلى الله تعالى بأغلب لغات العالم، وبالأساليب المتاحة في العالم. وقد دهشت لما سمعت التوجيهات التي توجه إلى الحجاج بالسماعات الضخمة على جسر الجمرات بمختلف اللغات المشهورة، ولما رأيت المناسك تنقل على الهواء مباشرة إلى القنوات في العالم كله.
وحبذا لو يتم توسيع نطاق تغطية النقل إلى القنوات الأجنبية، ليطلعوا على وحدة المسلمين واتحادهم، وحبذا لو تستعمل التقنيات المعاصرة لتوضيح وشرح المناسك منسكاً منسكاً بالصوت والصورة عن طريق شاشات ضخمة توضع في أماكن المناسك ويسجل فيها شرح المناسك بالطريقة الصحيحة وباللغات المختلفة وتعمل على مدار الساعة، وحبذا لو يوزع على كل حاج شريط ممغنط يحتوي على أهم قضايا الاعتقاد وأركان الإسلام والإيمان والبعد عن البدع والشركيات، وذلك لا يكلف شيئاً كثيراً.
ذلك ما يتعلق بالوسائل الدعوية في الحج، أما الخطاب الدعوي في الحج فيجب أن يتسم بما يلي:
أولاً: التيسر على الناس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما خُيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن أثماً، ولأن القاعدة الفقهية تقول: إذا ضاق الأمر اتسع، وكثير من أعمال الحج يضيق بها الحاج ولا يستطيع أداءها بالشكل المثالي، ولأن الحجاج يأتون من مناطق لها مذاهب مختلفة وفي اختلاف المذاهب والآراء توسعة على الأمة كما قال أهل العلم.
ثانياً: المعاصرة بحيث يخاطب الناس بما يتوافق مع مستجدات العصر، مراعياً ما يعيشه المسلمون من تحديات في بلادهم المختلفة، من حيث اختلاف ظروف معيشتهم وعدم تيسُّر أداء بعض عباداتهم بالشكل المطلوب.
فقه الأولويات
أما الشيخ عزيز بن فرحان العنزي مدير مركز الدعوة والإرشاد بدبي فقال: الخطاب الدعوي هو خطاب شرعي قوامه تبليغ أمر الله تعالى ونهيه إلى الناس أجمعين، وفي واقع الأمر أن الأمة في عصرنا الحاضر تعاني أزمة في خطابها الدعوي، ولا يمكن اكتشاف الخلل في الخطاب الدعوي بوضوح إلا في الأزمات، فالخطاب الدعوي الحالي في كثير من الجهات مترهل ومهزوز، ولا يمكن أن يرتقي إلى مستوى الأحداث على جميع الأصعدة، والفجوات الحاصلة في الأمة وتطور المخالفات السلوكية إلى فكر أصبح لدى شريحة كبيرة من عامة المسلمين قابلاً للنقاش والأخذ والرد، أحد أسبابها ضعف الخطاب الدعوي في مقابل الطوفان الهادر من الطرح والتشكيك الذي تتولى كبره جهات مختلفة عبر قنوات متعددة، وكردة فعل أمام ضعف الخطاب الدعوي ينبري كثيرون مطالبين بتجديد الخطاب الدعوي تماشياً مع متغيرات العصر ولكن من دون ضوابط واضحة المعالم، ولذلك دخل الخلل العظيم على عقيدة الأمة وفكرها وسلوكها، ويلحظ المتابع للساحة الدعوية أن الشعارات تأخذ مساحات كبيرة في أذهان غالب المتصدرين للدعوة أكثر من المبادئ والقواعد والأصول، وتساهم جملة من العوامل لبروز هذا النوع من الخطاب الضعيف طرداً وعكساً، من أهمها افتقاد الكثير إلى العلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنّة على طريقة السلف الصالح، الذي يستوعب الأحداث والنوازل والطارئات من الأمور، ويعالجها بأسلوب حكيم، ويبقى على وتيرة واحدة من خلال إعطاء الحدث حجمه وقدره، بعيداً عن الانفعالات الوقتية، ومن خلال إعمال قواعد المصالح والمفاسد، وتقديم خير الخيّرين، وتفويت أعظم الشرين حال التزاحم، وأيضاً يسهم هذا النمط من الفقه المصلحي المقاصدي في ترسيخ قاعدة النظر في مآلات الأمور ونهاياتها، وهذا يكون بإعمال قاعدة سد الذرائع على أصولها المعلومة.
ضعف الخطاب
ويؤكد العنزي أن من أسباب ضعف الخطاب الدعوي غياب فقه الأولويات في منهج كثير من العاملين في حقل الدعوة إلى الله تعالى، فالحديث عن العقيدة والتوحيد مثلاً أصبح ثانوياً لدى شريحة كبيرة من خلال الدعوة إلى المحافظة على الكليات العامة من وجوب الاجتماع والائتلاف مثلاً وإعمال أسبابه، والنهي عن الافتراق والاختلاف وحسم ذارئعه.. بالكاد تجد من يشير إليه فضلاً عن أن يجعله أصلاً يعول عليه، وأيضاً افتقاد كثير من المتصدرين إلى أدوات التأثير المشروعة، وهي استعمال الأساليب والوسائل المتاحة والشرعية لإيصال الدعوة إلى الآخرين، حتى في أبسط أدوات التأثير مثل التناغم بين الحركة والصوت، وتنويع الكلام من أسلوب لآخر، وهو أمر نبهت عليه السنّة النبوية، وعليه عشرات الأمثلة.
ومن أهم مظاهر ترهل الخطاب الدعوي اهتمام (البعض) بالكم لا بالكيف من خلال استهداف شرائح متنوعة في المجتمع، وهذا المنهج - في واقع الأمر - يورث الأمة أوراماً وأوجاعاً تبقى تعاني منها لفترات طويلة.
ومن مظاهر ضعف الخطاب الدعوي استعمال لون واحد من الخطاب وصبغ الناس به، مع أن الناس فيهم المطيع والعاصي، والعامي والمتعلم والمقبل والمدبر.. إلخ، وهؤلاء يحتاج كل واحد منهم إلى خطاب يخصه، ولا يلزم أن يخصص له وقت وحده، بل قد يجمع الموفق بينه وبين من يتميز عنه بخطاب واحد (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ )، ولذلك كان الخطاب النبوي يضرب في أعماق النفس البشرية بجميع أطيافها، ويجعلها تتحرك وتهتز استجابة لدعوة الحق، وكذلك الخطاب الصحابي على الطريقة نفسها؛ لأنهم فهموا مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا .( فأصبح الرومي والحبشي يتعاطى مع الخطاب الدعوي، كما يتعاطى معه العربي، ولا شك أن اهتداءهم لم يكن إلا بعد فهم للخطاب الدعوي الموجه إليهم.
خطاب الحج
وأشار العنزي إلى أن الحاجة في الحج إلى أن يرتقي الخطاب الدعوي إلى مستوى هذه الشعيرة العظيمة أمر في مرتبة الضرورات؛ لأن من يقدم إلى الحج من المسلمين هم أجناس مختلفة، ومشارب متنوعة، وبلغات وبلهجات مختلفة، يجرون معهم ألواناً من الثقافات، والعادات، والقيم؛ فيحتاجون في واقع الأمر إلى خطاب دعوي يتناسب مع مستوياتهم الفكرية والذهنية والثقافية والإقليمية، وذلك من خلال إعمال ما سبق الإشارة إليه من أنواع الخطاب الدعوي، وهذه مسؤولية المعنيين بالعلم والدعوة في جميع بلدان العالم الإسلامي.
ولذلك من أهم ما ينبغي استعماله هو وضع دراسة مبكرة تحصر أجناس الحجاج ولغاتهم ومشاربهم، ومن ثم وضع الاستراتيجيات المناسبة التي تستهدفهم، من خلال توفير الوسائل الإرشادية التي تسهم وبشكل كبير في أن يعود الحاج إلى بلده وقد تزود بالعلم النافع الذي هو الطريق الصحيح للعلم الصالح - بإذن الله تعالى - من ذلك: الكتب والرسائل والأشرطة المرئية والمسموعة المناسبة، التي تكون مادتها على قدر مستوياتهم الثقافية التي يسهل استيعابها بالنسبة لهم، وأيضاً توفير المترجمين بلغات الحجاج المتعددة بشرط أن يكونوا على مستوى علمي يمكنهم من توصيل المعلومات بشكل صحيح غير مغلوط، وأيضاً من أفضل الوسائل الحديثة التي يرتقى من خلالها بالخطاب الدعوي هو استعمال التقنية الحديثة مثل الإنترنت عبر مواقع تعنى بالرفع من ثقافة الحجاج، يسبقها حملة إعلامية قوية تسهم في إرشاد الحجاج إلى هذه المواقع على الكتب والرسائل والأشرطة، وتزويد الحملات بهذه العناوين والأرقام، أو وضع هذه العناوين على شكل (استكرات) تلصق مع الجواز حال قدوم الحاج، وغيرها من الوسائل أيضاً كاستعمال الرسائل النصية القصيرة في نشر الفتاوى المهمة التي يحتاجها بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص، وقد ثبت نجاحها بشكل كبير. وبالجملة تسخير التقنية الحديثة في تقديري من أهم الوسائل التي ترتقي بالخطاب الدعوي المعاصر، ومن أهم ما ينبغي التنبيه عليه فيما يتعلق بالخطاب الدعوي هو توحيد الفتوى في الحج، واعتماد قول المفتي في ذلك.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved