| |
في رياضتنا رسالة
|
|
* لم نكن نتوقّع أن يصل الحال في ملاعبنا الرياضية إلى هذه الدرجة من السوء ولم تكن رياضتنا في يوم من الأيام مدعاة للتعصب والفرقة كل هذه أمور دخيلة على ملاعبنا أياً كانت الأسباب فهي أفعال مرفوضة تماماً في بلد كالمملكة العربية السعودية أرض الرسالة أرض الحرمين، فالعالم الإسلامي وغير الإسلامي يقتدي بنا ويتعلّم منَّا الفضيلة وما أعرفه أننا نعيش وسط شعوب كثيرة بمختلف الديانات تتابع ما يجري من حولها، فالعالم الآن مفتوح والإنترنت ينتشر فيه الخبر الجيد وغير الجيد هي نافذة مفتوحة يرى العالم من خلالها كل خفايا الشعوب فمشكلة ما أو قضية في أي بلد في العالم لن تستغرق وقتاً طويلاً حتى تصل لنا، عالمنا مكشوف فأما أن تظهر بما يشرف حتى يصبح لك مكانة ترضى عنها الشعوب أو تسقط أمام تلك الشعوب وبعدها أين كانت رسالتك لن تجد من يقتنع بها. * في المملكة العربية السعودية نحن نمثِّل الإسلام حتى والأمر يخص الرياضة نحن ننقل من خلالها إسلامنا عقيدتنا التي تفرض علينا الظهور بما يليق من سلوكيات فديننا دين إصلاح وتهذيب لا دين إرهاب وتخريب، لا أريد أن أتشعب في مقالي هذا لكن الأمر قد تجاوز المألوف ولن نقبل أن يقال عن رياضتنا وعن ملاعبنا ما يقال في أوروبا وغيرها من الدول التي تعيش شغب الملاعب، فهناك فرق كبير جداً بيننا وبينهم هم ليس لديهم ما يمنعهم من ممارسة هذا الشغب والسبب أنهم اعتادوا على العبث وأصبح الفساد يجري في عروقهم مجرى الدم بينما نحن المسلمين أولاً تحكمنا قيمنا وتعاليم ديننا وأخلاقياتنا التي نستمدها من عقيدتنا فإن حدث في ملاعبنا ما يحدث في ملاعبهم فبماذا نختلف؟؟؟!! * الجميع يرى أن ما حدث في الأسابيع الماضية في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين غير مقبول تحت أي عذر وما ذهب له بعض كتابنا الرياضيين من إيجاد عذر لتلك التصرفات الجماهيرية سواء في مباراة النصر والهلال أو في مباراة الأهلي والهلال أمر يدعو إلى المزيد من أحداث الشغب إن جاز التعبير، ويؤسفني أن استخدم هنا مفردة (شغب) فلم أجد مفردة أخرى تفسر تحطيم السيارات وإشعال النار في المدرجات إلا هذه المفردة، فدور الكتَّاب هنا يجب أن يتحول من الميول والتشجيع إلى التوجيه والإرشاد والمساعدة على أن نقضي على مثل هذه التجاوزات غير المبررة نريد رياضة يفخر بها العالم من حولنا تتسم بالحب والتنافس الشريف بعيدة عن التعصب. * الرياضة في الأصل تنافس شريف إن تجاوزت هذا المفهوم سينتهي بها المطاف إلى الفساد والسقوط والتراجع. * حتى ننعم برياضة شريفة يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة تكفل لنا رياضة متميزة. هناك فرصة أن نجعل من الرياضة في وطننا المملكة العربية السعودية وباستخدام وسائل الإعلام المختلفة للترويج لأخلاقيات الرياضة، إن أزمة الرياضة الحقيقية تكمن في القيم الأخلاقية التي تتراجع وتنهار وتهدد مسيرة الحركة الرياضية السعودية. وهنا يظهر دور الإعلام الرياضي في هذا الصدد، إن الإعلام مطالب بحركة توعية واسعة بقيم الرياضة الأخلاقية وأهدافها النبيلة ومكافحة التعصب لأنه يتعارض ويتصادم مع مبادئ الرياضة.. * ما حدث في ملاعبنا يهدد مسيرة الرياضة، وعبارة (الروح الرياضية) يعرفها الجميع لكنهم يجدون صعوبة في تطبيقها في ظل هذا الاحتقان الحاصل بين الجماهير، ويخطئ من يعتقد أن صافرة حكم هي السبب المباشر لهذا الاحتقان. * (الروح الرياضية) واحترام الآخر إحدى طرق المعالجة، كلنا في هذا الوطن الغالي كرياضيين معنيين بمعالجة الوضع الرياضي من خلال ضبط النفس. * القرارات التصحيحية لوضع التحكيم من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب باستدعاء خبير أجنبي للتحكيم والاستعانة بحكام أجانب للمباريات المهمة جاءت في وقتها وسيكون لها أثر إيجابي على منافساتنا التي يعتقد البعض أنها تشوّهت بسبب الصافرة، فالأمر يحتاج من القائمين على الأندية والجماهير الصبر فحال التحكيم لن ينصلح في يوم وليلة. يفترض بعد هذه القرارات أن نفتح صفحة جديدة مع التحكيم مبنية على الثقة وحسن النية. * وفي النهاية فإن الكثير من الأحداث التي تمر بنا تكون في كثير من الأحيان الدافع لإعادة ترتيب أوراقنا، وإعطاء مساحة للعقل والتسامح لأن يلعب دوراً في حياتنا وليس من الخطأ على الإنسان أن يعيد حساباته نتيجة أي حدث، ولا ينم ذلك عن ضعف بالطبع ولكنه يعتبر قوة لمن يملك القدرة على التغيير والرغبة في تقديم صورة أفضل لأجيالنا تنتظر منا القدوة التي أصبحت في وقتنا هذا نادرة.
سلطان الزايدي-Zaidi161@hotmail.com |
|
|
| |
|