في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة:
المملكة تنتقد سياسة مجلس الأمن وازدواجية المعايير في بعض أعماله

* نيويورك - واس:
اعربت المملكة العربية السعودية عن خيبة املها إزاء تأثير قرارات واجراءات عمل مجلس الأمن الدولي وسياسة ازدواجية المعايير التي باتت تطغى على بعض اعماله وخصوصا تلك المتعلقة ببعض قضايا الأمن والسلام بمنطقة الشرق الاوسط مما جعل اسرائيل تديم احتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية واجهاضها اية جهود دولية تستهدف احلال السلام في الشرق الاوسط.
واكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز الوزير المفوض بوزارة الخارجية أمام المجلس يوم أمس الاول في كلمة المملكة أمام الجمعية العامة في الدورة الحادية والستين حول البند - 10و111- الخاص بتقرير مجلس الأمن - مسألة التمثيل العادل في مجلس الامن وزيادة عدد اعضائه والمسائل ذات الصلة ان العالم اجمع شاهد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والاراضي الفلسطينية في حرب شاملة استهدفت تدميرا متعمدا للبنية التحتية وانتهاكا للحقوق الانسانية والوطنية استهدفت المدنيين الأبرياء بالاغتيال والاعتقال والتنكيل دون اي اعتبار للعهود والمواثيق الدولية والاعتبارات الإنسانية.
واوضح سمو الأمير مشعل ان الاشارة لهذا العدوان يعد تاكيدا على امتداد سياسة الاحتلال والهيمنة الاسرائيلية واستمرار ممارستها التوسعية والعنصرية في المنطقة في ظل تراخي الدول ومواقف البعض الاخر من تأييد لهذه السياسات مما جعل مجلس الأمن يتقاعس عن اتخاذ القرارات الحازمة لهذه الازمة بالرغم أن العرب جميعا قد عبروا عن رغبتهم الحقيقية بالسلام وذلك عندما تبنت القمة العربية في بيروت عام 2002م مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الداعية إلى اقامة سلام شامل وعادل وفق قرارات مجلس الأمن 242 و338 بما يقضي إلى توقيع معاهدة سلام يتحقق بموجبها اعادة الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بالكامل واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد سموه أن وفد المملكة العربية السعودية تابع هذا الموضوع وشارك بكافة المشاورات بمختلف مستوياتها في إطار الأمم المتحدة وخارجها وعبر عن ارائه واستمع إلى مداخلات الدول الاعضاء وهي اسهامات جيدة وبناءة ولكنها تبقى في إطارها النظري ما لم تترجم على ارض الواقع.
وقال إن هذا يقودنا إلى حقيقة مفادها أن للدول الاعضاء في مجلس الأمن وبالاخص الدول الدائمة العضوية دورا مهما بالنظر إلى هذا الموضوع بنوع من العقلانية حيث لا يخفي عليها التغيرات التي حصلت على مستوى العالم منذ إنشاء المنظمة الامر الذي يتطلب إحداث اصلاحات جوهرية في مجلس الأمن تعزز من دوره في التعامل مع الازمات قبل وقوعها وليس التعاطي معها بعد حدوثها.
واضاف سمو الأمير مشعل ان المملكة تعرب عن تأييدها لمبدأ التمثيل الجغرافي العادل في مجلس الأمن الدولي في عضويته الدائمة وغير الدائمة.
ورأت المملكة ان تطوير هيكل مجلس الامن يجب أن تكون غايته تعزيز قدرات المجلس ليقوم بدوره على نحو فعال وفق ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة ليتمكن من القيام بمسئولياته والتعامل مع القضايا الدولية والسياسية والامنية بما يحقق الهدف المنشود للمجتمع الدولي في المحافظة على السلم والامن الدوليين بشكل يحقق الانسجام والموضوعية والشفافية والعمل على منع الصراعات قبل وقوعها وحل النزاعات الدولية قبل أن تتفاقم وتصبح صراعات تتسبب في
إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات وهدر مقدرات الدول.