الحكومة تحيل المحكمة الدولية للبرلمان.. والسنيورة يطلب وقف الزحف
الجهود العربية تشق طريقها وسط بيروت لحل الأزمة اللبنانية

* بيروت - الوكالات:
استأنف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وموفد الجامعة السوداني مصطفى عثمان اسماعيل جهوداً عربية مكثفة لاحتواء الازمة السياسية في لبنان، وذلك في الوقت الذي يتسع فيه نطاق (عدم الثقة والانقسامات السياسية) بين القادة اللبنانيين.
والتقي موسى قادة من الطرفين (الحكومة اللبنانية والمعارضة بقيادة حزب الله) للسعي للوصول الى مخرج للازمة التي يتخوف البعض من انها قد تعيد العنف والفوضى الى البلاد التي كانت قد شهدت حربين اهليتين خلال 50 عاما الماضية.
فقد بحث موسى بعد وصوله إلى بيروت أمس مع رئيس الحكومة اللبنانية فواد السنيورة في السرايا الحكومية في بيروت المستجدات الراهنة التي تشهدها الساحة الداخلية اللبنانية والمبادرة العربية الهادفة الى وقف التدهور في لبنان وايجاد حل للازمة السياسية التي تشهدها البلاد وتقريب وجهات النظر بين كافة الاطراف المعنية في لبنان.
كما استعرض موسى فيما بعد مع نبيه بري رئيس مجلس النواب وهو زعيم شيعي موال لسوريا المستجدات الراهنة التي تشهدها الساحة الداخلية اللبنانية.
وأعرب موسى في تصريح صحفي عقب انتهاء الاجتماع مع بري عن امله بايجاد الحلول المناسبة لحل الازمة السياسية الحادة التي يمر بها لبنان.. وقال موسى (اعطونا فرصة.. اننا لا نزال في البداية).
وأضاف موسى (لا أحمل معي مبادرات وانما هناك حركة في هذا الاطار بدأت منذ زيارتي الاولى الى بيروت ونرجو أن نستمر فيها الآن).
موفد الجامعة السوداني مصطفى عثمان اسماعيل اجتمع في الوقت نفسه مع مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني مؤكداً قلق الجميع على أمن واستقرار لبنان.
وقال اسماعيل للصحفيين إنه اقترح على الاطراف اللبنانية ان تنجز الموضوعات المختلف عليها حزمة واحدة ويتم التوقيع عليها ثم الانتقال لتنفيذ الحزمة الواحدة اي مناقشة تفصيل حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة ذات الطابع الدولي وانتخاب رئاسة الجمهورية وموتمر باريس ثلاثة وكل ذلك تتم مناقشته بحزمة واحدة ويتم التوقيع عليها بشكل ميثاق اسميناه (ميثاق القوى السياسية اللبنانية) ومن ثم وقف التصعيد في الشارع والكل متفق على ذلك.
ونقل عن السفير المصري لدى بيروت حسن ضرار قوله إن هناك (أزمة ثقة بين القادة السياسيين وأن هذا الامر هو ما نعمل على التعامل معه في الوقت الراهن).
وتتهم المعارضة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بعرقلة المبادرة العربية من خلال رفض مقترحاتها.
لكن مصادر في المعارضة قالت لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) إن السنيورة أبلغ إسماعيل بضرورة أن تنتهي الاحتجاجات في الشوارع أولاً ثم يتم مناقشة القضايا العالقة بداخل البرلمان.
ورفض نبيه بري عرض السنيورة ونقل عنه قوله: (لن أنقل النزاع من الشارع إلى البرلمان.. مما سيهدد البرلمان) مشيرا إلى أن ذلك ربما يدفع النواب المعارضين إلى التخلي عن عضوية مجلس النواب وهو ما سيقود إلى تعقيد الازمة بشكل أكبر.
وحظي السنيورة أمس الثلاثاء بالمزيد من الدعم من قبل واشنطن حيث قالت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس إنه لا يمكن بأي حال من الاحوال أن تؤيد بلادها أو المجتمع الدولي عودة النفوذ السوري إلى لبنان.
إلى ذلك وافقت الحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء بالاجماع على احالة قرار انشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري الى البرلمان حسبما أكد وزير الاتصالات مروان حمادة لوكالة فرانس برس عقب انتهاء اجتماع الحكومة مساء أمس في بيروت.