| |
أضواء نزع فتائل وإخماد شرر برميل البارود في المنطقة جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
كاستثنائية المرحلة التي تعقد فيها القمة السابعة والعشرين لدول مجلس التعاون، جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في افتتاح القمة، موجزة، حاملة مضامين مباشرة، ومحددة لمحاور البحث واهتمامات القمة التي هي اهتمامات وهواجس المواطن الخليجي. طرح صادق عرض بشفافية لامست وجدان الإنسان في الإقليم الخليجي والمنطقة العربية، من تأكيد المواقف الخليجية التي هي نفسها مواقف العرب جميعاً، حيث يشعر المواطن الخليجي الذي عبرت عن همومه وهواجسه كلمة خادم الحرمين الشريفين، التي هي الهموم والهواجس العربية نفسها، إذ أصاب الملك عبد الله بن عبد العزيز كبد الحقيقة بتشخيص الحالة الحرجة التي تعيشها المنطقة المحاصرة بالمخاطر وكأنها خزان مليء بالبارود ينتظر شرارة لينفجر، فالمنطقة العربية التي تعاني من تلكؤ المجتمع الدولي وتقاعسه المتعمد في إيجاد حلٍ للقضية الفلسطينية التي أصبحت من أكثر الأزمات تعذراً للحل والأطول في تاريخ الأزمات التي أفرزت العديد من الحروب والمشكلات الإقليمية التي هددت الأمن والسلام العالميين، ومع هذا لا يزال المجتمع الدولي، مثلما أكد خادم الحرمين الشريفين ينظر إليها على الرغم من خطورتها نظرة المتفرج وترك المعتدي يواصل اعتداءاته ويزيد من تعنته؛ مما أوجد حالة إحباط بين الفلسطينيين تتسع كل عام، مما جعلها تنعكس حتى على السلوك السياسي والعلاقات بين أبناء الشعب الواحد الذي يشهد خلافاً بين فصائله بعد أن سدت جميع الطرق في وجوههم، واخرت حصوله على استحقاقاتهم كشعب ينتمي للأسرة الإنسانية. أما في العراق، البؤرة الأخرى التي تهدد بارود المنطقة بالاشتعال، فقد وصل الأمر إلى حافة الهاوية بعد شيوع الاحتراب الطائفي السياسي وأخذ الأخ يقتل أخاه، في حين يهدد الوضع المتأزم في لبنان إلى اشتعال هذا البلد الجميل يشعل معه المنطقة. هذه الأخطار المهلكة التي شخصها المليك هي الهموم والهواجس التي تثقل كاهل المواطن الخليجي والعربي ومبادرة طرحها بهذا الوضوح والصدق والشفافية، جعل المتابعين للقمة في الدوائر السياسية الإقليمية والدولية والمحللين السياسيين والصحافيين يرون فيها المحاور التي ستستأثر بمداولات القمة، والمواضيع التي ستعالجها القرارات والتوصيات التي أعلنها القادة في ختام قمتهم التي وان أنهت جلساتها في الرياض امس الأول، إلا أن الرياض بوصفها رئيس القمة الحالية تتابع تنفيذ هذه القرارات والتوصيات التي لا بد وأن تسهم في معالجة هذه الأزمات واعتراض إفرازاتها السلبية، ونزع فتائل ومنع شرارتها من الاشتعال.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|