| |
بينوشيه كان يتباهى بالسيطرة حتى على أوراق الشجر
|
|
* سانتياغو - (ا. ف. ب): كان الدكتاتور التشيلي السابق اوغوستو بينوشيه الذي توفي الأحد عن 91 عاماً في سانتياغو، يتباهى بالسيطرة حتى على أوراق الشجر خلال بقائه الطويل في الحكم، منذ انقلاب أيلول - سبتمبر 1973 وحتى 1990 . ففي أحد الأيام، قال الجنرال بينوشيه الذي قاد واحداً من أشد الأنظمة العسكرية تعسفاً في أمريكا اللاتينية، (لا تتحرك ورقة شجرة في هذا البلد إذا لم أحركها بنفسي، فليكن هذا واضحاً). وكان السلوك المشاغب لاوغوستو بينوشيه أوغرات، المولود في 25 تشرين الثاني - نوفمبر 1915 في فالباريزو (100 كلم غرب سانتياغو)، سبباً لطرده من المدرسة، فلم يتمكن من متابعة دروسه. وهو ابن عسكري متحدر من عائلة فرنسية غادرت سان مالو في بريتانيا (شمال غرب فرنسا) مطلع القرن الثامن عشر. وفي الخامسة عشرة من عمره رغب بينوشيه في دخول المدرسة العسكرية، لكنه لم يقبل فيها إلا بعد المحاولة الثالثة في 1932. وفي العام 1940، تزوج من لوسيا هيريارت التي أنجب منها ثلاث بنات وصبيين. وبعد سبع سنوات، تولى الكابتن بينوشيه في ايكويك (شمال) الإشراف على معسكر كان يسجن فيه قادة الحزب الشيوعي الذي حظره الرئيس غابرييل غونزاليس فيديلا (1946 - 1952). وعندما انتخب الاشتراكي سلفادور الليندي رئيساً في الرابع من أيلول - سبتمبر 1970 ، رقي أوغوستو بينوشيه إلى رتبة جنرال. ولدى استقالة الجنرال كارلوس براتس من قيادة الجيش في آب - أغسطس 1973، أوصى بالجنرال بينوشيه خليفة له، قائلاً إنه (قدَّم ما لا يحصى من الأدلة عن ولائه). إلا أن بينوشيه قام بعد ثلاثة أسابيع، في 11 أيلول - سبتمبر 1973، بانقلاب أطاح الليندي وأدى إلى انتحاره. وفي 1986، نجا بينوشيه من اعتداء شنته (الجبهة الوطنية مانويل رودريغيز) المسلحة والمرتبطة بالحزب الشيوعي. وحين شارف حكم بينوشيه نهايته، قال أكثر من 53 % من التشيليين الذين دعيوا إلى الإدلاء بأصواتهم خلال استفتاء في 1988، (لا) لطلبه البقاء في الحكم عشر سنوات إضافية. وفي 1990، تخلّى عن السلطة للديموقراطي المسيحي باتريشيو ايلوين. وابتداءً من 1994، أبان رئاسة ادواردو فراي، ابتعد بينوشيه عن الأضواء، لكنه بقي قائداً للقوات المسلحة حتى آذار - مارس 1998 حين أصبح سيناتوراً مدى الحياة. ويقيناً منه أن حصانته الدبلوماسية توفر له الحماية، توجه في أيلول - سبتمبر 1998 إلى لندن، حيث احتجز 503 أيام بناء على طلب القاضي الإسباني بالتاسار غارزون. ولأسباب إنسانية، أفرج عنه وعاد إلى تشيلي في الثالث من آذار - مارس 2000، حيث واجهته شكاوى أمام القضاء. ففي كانون الأول - ديسمبر، اتهم بخطف وقتل معارضين. لكن المحكمة العليا أوقفت النظر في القضية في الأول من تموز - يوليو 2002، معتبرة أن (قصوراً عقلياً طفيفاً) يمنعه من الدفاع عن نفسه. وفي 2004، بدا القضاء ملاحقته في ملف كوندور، وهو خطة مشتركة للدكتاتوريات في أمريكا الجنوبية ترمي الى القضاء جسدياً على المعارضين، فقررت المحكمة العليا رفع الحصانة التي كان يتمتع بها بصفته رئيساً سابقاً. ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف سيل الشكاوى ضد بينوشيه: فقد أضيفت إلى الملاحقات بسبب التهرب من دفع الضرائب، شكاوى التعرض لحقوق الإنسان، كاختفاء معارضين في فيلا غريمالدي التي كانت السجن الرئيسي للنظام، أو قافلة الموت التي كانت مشروعاً دموياً نفذته مجموعة عسكرية بعيد الانقلاب. وكاد يصدر حكم على بينوشيه نتيجة تحقيق في التزوير الضريبي بدا في منتصف أيار - مايو 2004، ويتعلق بحسابات سرية فتحت في الخارج بين 1994 و2002 .
|
|
|
| |
|