الانقلاب أُعْلِنَ عنه مسبقاً وأرجئ ليتمكن منفذوه من حضور مباراة في الركبي
الجيش الفيجي يحذر من أي حركة معارضة لسلطته

* سوفا - سيدني - وكالات:
حذر الجيش الفيجي الذي استولى على السلطة الثلاثاء في هذا الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ، من أي معارضة لسلطته بعد أن أكد رئيس الوزراء الذي أُقيل تشكيل حركة من هذا النوع.
وقال المتحدث باسم الجيش الكومندان نيومي ليويني إن أي شخص يعترض على النظام الجديد سينقل لاستجوابه في مقار القيادة العسكرية.
وأضاف: (إذا سمعنا أو عرفنا أن أي شخص يحاول الإدلاء بأي تصريح نرى أنه قد يسبب مشاكل أو يحرض عليها، فإننا سنستدعيه ونتحدث إليه).
وتابع: (سنطلعهم على موقفنا وعلى وجوب تجنب الإدلاء بتصريحات من هذا النوع)، مهدداً باستخدام (وسائل إقناع أخرى) ضد الذين لا يحضرون عند استدعائهم.
وكان رجال بلباس مدني نزعوا لافتات تدعو إلى السلام وعودة الديموقراطية من مبنى على طريق يؤدي إلى سوفا. ونفى ليومي أن يكون الجيش قام بذلك.
وكان رئيس الوزراء الفيجي الذي أقاله قائد الجيش لايسانيا كاراسي صرح لوكالة فرانس برس بأن حركة احتجاج بدأت تتشكل وتنظم صفوفها، ووعد بالعودة قريباً إلى سوفا.
ويقيم كاراسي في جزيرة نائية من الأرخبيل منذ وقوع الانقلاب.
من جهة أخرى سيسجل الانقلاب الذي وقع الثلاثاء في فيجي الذي أعلن عنه قبل أشهر من وقوعه وأرجئ بسبب حضور العسكريين الذين قاموا به مباراة في الركبي، على أنه أحد أغرب الانقلابات في العالم.
وقال سينكلير دينن الخبير في منطقة المحيط الهادئ في جامعة أستراليا الوطنية في سيدني (إنه حدث خطير جداً وستكون له نتائج كارثية، لكن القضية مضحكة).
فقائد الجيش فوريكي باينيماراما وعد على مدى أشهر بأنه سيقوم بانقلاب، ثم ظهر الثلاثاء أمام عدسات التلفزيون الوطني بلباسه العسكري ليعلن أنه أطاح رئيس الوزراء لايسينيا كاراسي. وقال الخبير في السياسة في المنطقة بيرج لال (لم يحظَ أي انقلاب في العالم بهذا القدر من التغطية الإعلامية. لم يكفوا عن الإعلان عن الانقلاب وهذا يبدو أمراً غريباً في كل جوانبه).
وقبل أربعة أيام من الانقلاب، وصل الأمر بقائد الجيش إلى الإعلان عن أنه سيقوم بالتحرك صباح الجمعة. لكن الوقت مر وطال انتظار الصحافيين دون أن يحدث شيء..
أما الأدميرال، فقد كان يحضر مباراة في الركبي.
وفي الواقع كانت المباراة أشبه بتجربة للانقلاب، فقد جرت بين فريقي الجيش والشرطة وهما الجهازان اللذان تواجها بعد أيام (كلامياً).
وفي حين تدعم الشرطة الحكومة، يؤيد الجيش الانقلاب.
ولما حان موعد الانقلاب، قام العسكريون بتجريد وحدة الشرطة المسلحة الوحيدة من أسلحتها واستولوا على العاصمة سوفا.. بسيارات أجرة وبدون إطلاق رصاصة واحدة.
وعُيِّنَ في مكان رئيس الوزراء المنتخب طبيب عسكري يبلغ من العمر 77 عاماً كان من شأنه تعزيز الطابع المضحك للحدث.
فقد أعلن أن (الانقلاب غير شرعي، بعد 24 ساعة على تأكيد قائد الجيش عكس ذلك).
واعترف الرجل السبعيني بأنه دهش عندما عُيِّنَ رئيساً للوزراء.
وقال (فوجئت جداً بالأمر)، لكنه أقر بأنه (لا يملك أي خيار آخر وسأفعل ما يقولونه لي).
وقد يكون الانقلابيون أرادوا تجنب أي مفاجأة غير سارة من خلال اللجوء إلى نشر إعلانات صغيرة في الصحف لمن يرى نفسه مؤهلاً ليصبح عضواً في الحكومة.