| |
طفلي وطفلك د.سعد محمد الفياض/إدارة تعليم الرياض (بنين)
|
|
لقد سبق عالم الاجتماع الأول ابن خلدون التربويين المعاصرين بمئات السنين، حين شدد على عدم تأديب الأطفال بالضرب المبرح، لأن الضرب يذهب بنشاط الأطفال، ويعلمه المكر، ويمنعه من اكتساب الفضائل.. وإن أي عقاب يهين كرامة الأطفال كالتوبيخ العلني، أو توجيه الكلمات النابية إليه، أو مجرد التهديد بالعقوبة القاسية فهو عقاب تزيد أضراره حتماً على فوائده. بل إنه في كثير من الأحوال، دليل على عجز فاعله عن حل مشكلاته بالتفاهم والحنان، أو ضعف تحمله بسبب ضغوط الحياة المتعددة، أو لقلة حيلته، وكل منها غير مبرر لضرب الطفل أو حتى الطالب في مؤسساتنا التعليمية. لذا لا يكفي منع الضرب في المؤسسات التعليمية فقط بل لا بد من عقد الاجتماعات والورش وإقامة الدورات التربوية لمنسوبي التعليم والتي تبين عظم آثار الضرب وسوء نتائجه النفسية والاجتماعية بل والتعليمية لا بد من الوقوف مع هؤلاء المعلمين وذلك بتفعيل لجنة السلوك الإداري وإعطائها من الصلاحيات والسند القوي في اتخاذ القرار، لتقف معهم وتساعدهم على أداء مهمتهم التربوية التعليمية، وعلماء التربية يكادون يجمعون أن الولد إذا عومل من قبل أبويه أو معلميه المعاملة القاسية وأدب من قبلهم بالضرب الشديد والتوبيخ القارع، وكان دائماً الهدف في التحقير والازدراء والتشهير والسخرية فإن ردود الفعل ستظهر في سلوكه وخلقه، وأقلها كرهه لمدرسته ومعلميه، وإن ظاهرة الخوف والانكماش ستبدو في تصرفاته وأفعاله وقد يؤول به الأمر إلى الانطوائية أو العدوانية أو إلى ترك البيت أو المدرسة نهائياً تخلصاً مما يعانيه من القسوة الظالمة والمعاملة الأليمة. فلا عجب - وهذه حالة - أن نراه أصبح في المجتمع مجرماً وفي هذه الحياة شاذاً ومنحرفاً!! أخي المربي الفاضل: هذه هي نتائج القسوة ونتائج المعاملة الشديدة فهل يعي المربون ذلك؟ ومضة - (من ضرب سوطاً ظلما اقتص منه يوم القيامة) حديث شريف
saad.alfayyadh@hotmail.com |
|
|
| |
|