| |
رحمك الله يا أخي بل يا أبي (محمد الشايع) سليمان بن حجي الشايع / الزلفي
|
|
رحمك الله يا أبا عبدالرحمن رحمة واسعة وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، هنيئاً لك لقد ذكرت المعاد وعملت ليوم الحساب واقتنعت بالكفاف عمَّا في أيدي العباد. تجاوزت التسعين عاماً وأنت تتمتع بطاعة الله، لسانك دائماً على فراش الموت يلهج بالدعاء والتسبيح والتهليل، يشهد لك القريب والبعيد بالورع وعدم الاهتمام بالدنيا وما فيها منذ ريعان شبابك، همك قوت ليلتك فأعطاك الله. رحمك الله عندما فارقت الحياة يوم السبت الحادي عشر من شهر ذي القعدة عام 1427 هـ في مدينة الرياض ووصل الخبر إلى جماعتك ومحبيك في محافظة الزلفي، توالت الرسائل والمكالمات تطلب حضور جنازتك عندهم، فانهالت الأعداد الهائلة للصلاة عليك ألسنتهم تلهج بالدعاء والترحم عليك شاهدين لك بالخير والنزاهة والورع مما عرفوه عنك صغيرهم وكبيرهم. رحمك الله يا أخي فلقد عرفت بالصدع بكلمة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على قدر علمك المتواضع الذي لقي القبول بين من يعرفك ويعرف سيرتك منذ ريعان شبابك، لا تأخذك في إظهار كلمة الحق لومة لائم، العفاف مع الحاجة شعارك، والطاعة والورع وسامك، وحب أهل الخير والصلاح غايتك. رحمك الله وأنت في العشرين من عمرك تحمل صفيحة الاسمنت لتوصلها إلى معلم البناء فتسمع أذنيك المؤذن يقول الله أكبر، فتنزلها من على رأسك قبل وصولها له، وتقول.. المؤذن يقول حي على الصلاة لا حي على بناك (بنائك) يا صاحب الدار، بكلمات تنبع من قلب همه الطاعة، فرزقه الله الورع وحب الناس له وذكره الطيب وعاش عمره محبوباً مجالساً لأهل الخير والطاعة. أبشر يا أبا عبدالرحمن فرحمة الله واسعة والدعاء لك متواصل من المسلمين فهم شهود الله في أرضه، تقبل الله دعاءهم وجعله في موازين أعمالك، ورحم الله من واسانا في مصابنا وأجزل لهم الثواب وجمعنا معه في دار كرامته فما القول إلا ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
|
|
|
| |
|