| |
وغاب ال(بدر...){إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} علي بن عبدالله الجدعي/ الرس
|
|
(لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم). حينما يمسك المرء قلماً ليرثي أخاه.. ما عساه قائل؟ الآيات كثيرة.. الأحاديث كثيرة.. ومأثور العرب كثير.. كتب بذلك كل الرثاة.. تصبروا وتجلدوا.. وجعلوها سلواناً لقلوبهم الحزينة. إن العين لتدمع.. والقلب ليحزن.. ولكن قلمي الذي اعتزل الكتابة من سنين طوال.. حركته المشاعر.. وهيجته الأحزان فأضحى لا يستطيع بقاء في غمده.. إنه يستفزني للعودة للكتابة.. وفي من؟ في أطهر إخواني سيرة.. وأكثرهم نقاء.. يجلله سمت العلم.. ويمشي معه القرآن.. لا ينطق إلا بخير.. ولا يتحدث إلا عن خير.. أحب الجميع فأحبوه.. لم يتعرض لأحد بأذى.. ولم يكن يقصد الخطأ.. إنها كلمات تفر من بين حبري والدواة يسجلها قلمي وهي عن فؤادي الذي رحل مع رحيله.. وانتهى مع مصيره.. إن عزاءنا أنه رحل وهو ذاهب إلى طلب العلم لا إلى دنيا يصيبها.. فنحسبه شهيد العلم.. ولا نزكي على الله أحداً.. إنني أعزي فيه الأخلاق والصدق والأمانة.. والترفع عن الغيبة والنميمة.. لا ينبغي أن ننتقبل فيه العزاء وحدنا.. فالعلم يتقبل العزاء فيه.. والحب للخير يُعَزى.. والقيام يفتقده.. والاعتكاف ينتطره.. ومكتبته التي أوصى زوجه بوقفها قبل أن يموت بساعات تفتقده وفوقها (القرآن) الذي في صدره نعزيه.. عزاؤنا الحار لابنتيه الرباب وليان.. وللقادم الذي لن يرى والده.. والذي لم يره والده.. ولزوجه التي كانت دائماً مثالاً للصبر.. تذكروا أنه مع مغيب شمس السبت الرابع من شهر ذي القعدة لعام 1427ه غربت الشمس وغاب معها ال(بدر..) اللهم ثبته عند سؤال منكر ونكير.. واجعل قبره روضة من رياض الجنة.. واجعله في جنان الخلد مع العليين.. آمين. وداعاً أبا الرباب.. وإلى لقاء في جنات الخلد - إن شاء الله.
|
|
|
| |
|