| |
رحمك الله يا أبا أحمد بقلم: د. عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر
|
|
لقد رحلت من بيننا بعد أن أديت الواجب، وبذلت الجهد، وأرخصت الوقت، فأسهمت في ترسية قواعد التعليم في المملكة العربية السعودية عندما تقلبت في عدة مراتب في وزارة المعارف، وحملت العبء، مع زملائك الذين عادوا معك مع أوائل العائدين من البعثات الأولى إلى مصر. لقد كان تأهيلك الإداري، وتجربتك الإدارية المتتابعة وسيلة من الوسائل التي ساعدتك على ترسية القواعد الإدارية التي صب خيرها في خدمة المربين والمعلمين، وبقية جوانب التعليم، وهو الركيزة الأولى لانطلاق التنمية في بلادنا الحبيبة. هذه الكتابة ساعدتك على الإنجاز المتقن، وهي كفاية الجامعي في دراسته، العميق في تجربته. لقد بدأت من أول السلم في عملك الأول في وزارة المالية ثم تابعت عملك في وزارة المعارف، وتدرجت في أول السلم مع العمل من إدارة إلى إدارة، تنمو كفايتك مع نمو الوزارة وفروعها وأغراضها وخططها وتقدمها وتطورها حتى وصلت إلى منصب وكيل الوزارة، فأصبح بيدك من المقدرة والإمكانات وحصيلة التجربة أن تستفيد من عصارة ذلك كله، فتسهم بفعالية في تقدم الوزارة وتنفيذ ما كان يطمح إليه المسؤولون فيها وفي القيادة العليا، فخدم ذلك كله التعليم، وأرسى قواعد قام عليها بناء اليوم. إن علمك وثقافتك وتجربتك الطويلة العميقة في هذه الوزارة العريقة المهمة أتاح لك الفرصة أن تنهض بالوزارات التي تقلدت فيما بعد نواصيها، سواء كان ذلك في هيئة الرقابة والتحقيق أو في وزارة الحج. لقد تركت بصمات واضحة في تلك الجهات مما أدى إلى خدمة هذه القطاعات خدمة جُلّى، فثبت كثيراً من الأسس المفيدة التي اعتُمِدتْ فيها بعد على أنها قواعد مؤهلة، لأن تدفع إلى التطوير والنمو. وشهدت مع زملائك البناء وهو يسمق في جميع المجالات، وهو بناء قام على الأيدي المخلصة المتعاونة، كل في حقله، وكل في مجاله. أجل، نم قرير العين بإذن الله ورحمته، فقد أديت - في نظرنا - واجبك على الوجه الأكمل، فنلت ثقة رؤسائك، فرأوك كفئاً للمناصب التي اختاروها لك، وهم خير من يرى العمل، ويعرف العاملين. فنرجو لك حسن القبول، ووافر المثوبة. ورحمك الله رحمة الأبرار، وألهم أهلك جميعاً، ومحبيك الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|
|
|
| |
|