Al Jazirah NewsPaper Sunday  10/12/2006G Issue 12491عزيزتـي الجزيرةالأحد 19 ذو القعدة 1427 هـ  10 ديسمبر2006 م   العدد  12491
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

قمة جابر

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وَرّاق الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

قراءة في قصيدة (إلى نساء بيت حانون) للشاعر د.العشماوي

قرأت في صحيفتنا الجزيرة الغراء قصيدة بعنوان: (إلى نساء بيت حانون) وأقدم هذه الدراسة عليها.

حاول الشاعر د. عبدالرحمن العشماوي في هذه القصيدة أن ينقل هذا الموقف البطولي الكبير الذي قدمته نساء بيت حانون وهن ينقذن ستين شاباً حاصرهم اليهود في أحد المساجد.. وليس من عادة القوافي أن تقف موقف المتفرج على كل نقطة شموخ تضيء سماء الأمة..

الشاعر يستهل قصيدته بتحية أولئك النسوة اللاتي قدمن أروع صور التضحية والبطولة ومسحن عار الصمت الذي يلف فضاء القضية، فمرحى لسحب العزة والنخوة:

حيّ النساء فقد مسحن العارا
وهطلن غيث بطولة مدرارا
حيّ النساء وقفن رمز بطولة
وغدونَ في ليل الخضوع منارَا

ويواصل الشاعر رسم هذا المشهد البطولي المحفوف بوقع خطى الإباء من نساء ركبن صهوة الشموخ، وقدمن أنموذجاً فذاً للمقاومة المسكونة بعبق الإيمان وبطعم الصمود وهن يضربن طوقاً لحماية الشباب المحاصر:

أسرجن من خيل الشموخ أعزها
وضربنَ من دون العدو حصارا
يحمين أشبال العقيدة حينما
فتح العدو على البيوت النارا

وتمضي القصيدة المعبأة بمشاعر الفخر والإكبار لتلك النسوة مع الإشادة بالموقف البطولي الذي سجلته المرأة الفلسطينية.. لتثبت أن صوتها الأبي لا يمكن أن يذوب في تيار المقاومة المليئة بروح الإصرار والتحدي.. وحق لغزة أن تفخر بنسائها الصامدات:

طيّرن في الآفاق صقر كرامة
من بعد أن غذّينه الإصرارا
واجهن طاغية الزمان بهمة
وملأنَ غزة عزة وفخارا

ويستمر الشاعر قائلاً: إنها المرأة الفلسطينية التي أضاءت بحجابها سماء القضية:

متحجبات سرنَ في ألق الضحى
فَغَدوْنَ في وضح النهار نهارا

ويتوالى هذا النشيد الذي يصور بطولة هاتيك النساء اللاتي رفعن شعار الإيمان، وقدمن أنموذجاً متميزاً في مقاومة المعتدي والتشبث بالأرض.. ولم يعد المستحيل صعباً على نساء فلسطين وقد عشقن لغة التضحية والإصرار:

حي النساء الفاضلات رفعن من
إيمانهن بربّهن شعارا
جاوزن حد المستحيل فصرن في
باب الشموخ لغيرهن منارا

نعم، كان الشاعر محقاً، وهو يطلب منا أن نحيي النسوة اللاتي أشعلن الخريطة بتفاصيل التضحية والصمود تحت ظلال المقاومة. ولم يزل الشاعر يستنطق القضية في أعماق الصمود مبرزاً هذا الارتحال الشامخ للمرأة الفلسطينية في دروب القصيدة.. نعم، نساء فلسطين كنّ في أتون المقاومة وفي نطاق الصمود، وقد لبسن ثوب الإباء والشمم وتحركن بكل شجاعة في مواجهة العدوان الصهيوني.

حي النساء لبسن ثوباً سابقاً
ونفضن في وجه الإباء غبارا
حي العباءات اللاتي لبست على
همم تهزّ المجرم الغدارا

حقاً ما أروع هاتيك العباءات اللاتي حركن أغصان الشموخ وأثرن مشاعر العزة والنخوة.. إنها لغة الصمود البطولي الفذ.. وقاموس المقاومة المفعم بمفردات التضحية والصبر.

وختاماً ما أروع القافية حين تكون مغموسة بهموم الأمة ومعبرة عن مواقفها البطولية في عصر ذابت فيه ملامح العطاء.

وما أحوجنا إلى كل شعر أصيل يحكي قصة صمود أو دائرة بذل.. ولقد كان الشعر حاضراً في بريق القافية، ونفتش عن وميضها وننصت أن هذا الصهيل المحفوف بالفخر.

محمد بن عبدالعزيز الموسية
بريدة - ص.ب: 915




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved