| |
ما يحدث في السوق لا يخضع لأي مقاييس
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. طالعت في هذه الصفحة الموقرة في العدد رقم 12472 المقال الذي كتبه الأخ عبدالله بن سعود الدوسري الذي جاء تحت عنوان: (على الهيئة حماية صغار المساهمين). والحقيقة أن هذا السوق لا يعكس أبداً القوة والمتانة التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي في هذه الأيام التي باتت الحكومة الرشيدة - حفظها الله - تقوم فيها بإصلاحات اقتصادية شاملة في شتى المجالات بغية تحقيق أعلى درجات الرفاهية والرخاء للمواطن؛ مما سيساهم - بعد مشيئة الله - في رفع المستوى المعيشي للمواطن السعودي حالياً وكذلك في المستقبل القريب؛ وذلك بفضل تسارع عجلة النماء التي بدأ يضبط إيقاع حركتها المليك المفدى - حفظه الله ورعاه - غير أن ما يحدث في هذا السوق كل فترة لهو أمر يدفع الكثيرين إلى الاستغراب وطرح أكثر من تساؤل عما يجري في كواليسه، وذلك دون أن نجد إجابات شافية وحقيقية يمكن أن تلامس آلام كل من اكتوى بنار هذا السوق في الانخفاض الأول الذي حدث قبل عام تقريباً أو في الانخفاض الثاني الذي حصل في فبراير الماضي اللذين كان لهما وقع كبير على كثير من الناس الذين لم يكادوا يستفيقون بعد من صدمة الانهيار الأول ويستعيدون بعضاً من خسائرهم الفادحة فيه ليتلقوا مرة أخرى صفعة جديدة من خلال انهيار آخر كاد المؤشر فيه يلامس حاجز سبعة آلاف نقطة، وذلك في وقت كانت فيه أسعار الأسهم في انحدار مستمر إلى درجة وصل في بعضها إلى أقل من أسعاره الحقيقية، بل إنه لأول مرة في تاريخ الاكتتابات بالمملكة نجد أن المواطن قد خسر في شركة مع أول يوم لطرح أسهمها في الأسواق بحيث أصبح المواطن يتمنى في هذا الوقت مجرد أن يحصل فقط على رأس ماله الذي اكتتب به. وأعتقد أن هذا الذي حصل سيسهم إلى حد كبير في حدوث أزمة ثقة بالاكتتابات القادمة، وذلك مثلما حدث الآن من انعدام الثقة بسوق الأسهم ككل، والذي أثبت أنه في كل يوم نجد السوق لا يتبع أي مسار واضح بل إنه في أي لحظة يمكن أن يغير مساره من ارتفاع إلى هبوط وبالعكس، وبالتالي فإنه لا يخضع لتحليلات علمية اقتصادية؛ حيث اعترف بهذا كثير من المحللين بعدما رأوا أن نتائج تحليلاتهم أصبحت مجرد تخمينات لم تصب غالبيتها في الطريق الصحيح. إن من يشاهد المضاربات التي تحصل في شركات معينة خاسرة لأكثر من أسبوعين يعي ذلك جيداً. إنني أتمنى من المسؤولين في السوق وفي مؤسسة النقد أن تكون الشفافية والصراحة واقعاً حقيقياً نتلمسه من خلال الأيام المقبلة؛ لأن ما حدث ويحدث ينافي نظريات الاقتصاد المعروفة.
محمد بن راكد العنزي
alanaze3@hotmail.com |
|
|
| |
|