Al Jazirah NewsPaper Friday  08/12/2006G Issue 12489الرأيالجمعة 17 ذو القعدة 1427 هـ  08 ديسمبر2006 م   العدد  12489
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

مؤتمر صعوبات التعلم شمعة لا تنطفئ وأمل لا ينقطع
وسيلة الحلبي - كاتبة ومحررة صحفية

حظيت فئة (صعوبات التعلم) في مملكتنا الحبيبة بالرعاية والاهتمام الكبير، حيث أدرك المسؤولون على التربية والتعليم أهمية مثل هذا البرنامج في التعليم، فانطلق البدء في تطبيق برنامج صعوبات التعلم في مدارس التربية والتعليم العام للبنين عام 1416-1417هـ ثم البدء في مدارس البنات للمرحلة الابتدائية عام 1417-1418هـ، وتنامى في تطور البرامج في جميع مناطق ومحافظات المملكة في الإدارات التعليمية للبنين والبنات.
وفي التطور النوعي قدم البرنامج خدماته لذوي صعوبات التعلم في المرحلة المتوسطة والثانوية للبنين والبنات عام 1426-1427هـ في عدد من المناطق التعليمية في المملكة. وبذلك نلاحظ أن برنامج صعوبات التعلم من أكثر البرامج انتشاراً لتقدم خدماتها التربوية والتعليمية المناسبة لهذه الفئة ضمن ضوابط ومعايير معينة. وقد يتجه البرنامج إلى التطور نوعاً وكماً للبنين والبنات حيث إن عدد برامج صعوبات التعلم عام 1427- 1428هـ أصبح (728) برنامجاً للبنين و (498) برنامجاً للبنات. وإن صعوبات التعلم مشكلة حياتية لا تقتصر على فترة الطفولة أو نطاق المدرسة أو الجانب الأكاديمي، فهي مستمرة مع الفرد طوال حياته وتؤثر على جميع جوانبه الاجتماعية والنفسية والمهنية، ولابد أن يؤخذ هذا التأثير بعين الاعتبار عند تقديم الخدمات لهذه الفئات كي تتحقق أهدافها الخاصة والتي من أهمها: الرقي بالمستوى الحياتي للفرد. وفي اعتقادي أن غالبية الأمهات والآباء وأفراد المجتمع عدا العاملين في نفس المجال يجهلون ما هو تعريف (صعوبات التعلم) الذي هو عبارة عن اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تتضمن فهم واستخدام اللغة المكتوبة أو اللغة المنطوقة، والتي تبدو في اضطرابات الاستماع والتفكير والكلام والقراءة والكتابة مثل (الإملاء والتعبير والخط)، وكذلك الرياضات والتي لا تعود إلى أسباب تتعلق بالمعوق العقلي أو السمعي أو البصري أو غيرها من أنواع العوق أو ظروف التعلم والرعاية الأسرية.
وهناك الكثير من غير المتخصصين بل وبعضهم يخلط بين مصطلحين هما في الحقيقة مختلفان وإن كانا يشتركان في بعض السمات والخصائص إلا أن كل منهما يصف إعاقة مستقلة رغم وجود قواسم مشتركة بين تلك الإعاقتين ولكنها لم تصل إلى المستوى الذي ينادي به البعض من أن ذوي النشاط الزائد وفرط الحركة يعتبرون من ذوي صعوبات التعلم خصوصاً عندما تعرف أن أحد معايير الحكم بوجود صعوبة التعلم هو استبعاد أي إعاقة أخرى، فمثلاً: طبيعة صعوبات التعلم الخفية غير الواضحة هي ليس للتخلف العقلي أو الإعاقة البصرية أو الإعاقة السمعية، كما أن تحديد تلك الإعاقة (صعوبة التعلم) تحديداً دقيقاً وقياسها قياساً موضوعياً ليس من السهل على المتخصص فضلاً عن غير المتخصص كولي الأمر أو المعلم.
وأحياناً كثيرة يكون الخلط بينهما مقصوداً كما هو في حالة هروب بعض أولياء الأمور من بعض المسميات التي تعطي وصمة للمعاق مثل (التخلف العقلي)، وقد تكون من غير قصد كما في حالات القابلين للتعلم من التخلف العقلي البسيط أو الفئة الحدِّية وبطئ التعلم. ومن أسباب الخلط أيضاً قلة الوعي المجتمعي بفئة ذوي فرط الحركة والنشاط الزائد وعدم تغطيتها إعلامياً في جميع وسائل الإعلام. ويعود ذلك إلى اندماج تلك الفئة وتضمينها ضمن الفئات الأخرى. لذلك فإن فئة ذوي النشاط وفرط الحركة لا تزال بحاجة إلى تضافر جهود بعض الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الإعلام، والمؤسسات الخاصة والجمعيات.
والحقيقة تقال: بأن المؤتمر الدولي لصعوبات التعلم والذي عقد برعاية كريمة وخيرة ومباركة من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وقامت به وزارة التربية والتعليم واستضافته قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال واستمر أربعة أيام، وشارك فيه ما يقارب أربعة وأربعين باحثاً وعالماً وخبيراً من أمريكا وكندا وأوروبا والدول العربية والإسلامية، وقُدم فيه اثنتان وثلاثون ورقة عمل، وإحدى عشرة ورشة عمل، وهو أول مؤتمر دولي يعقد في هذا المجال بمملكتنا الحبيبة.. حيث جاء معه الغيث وارتوت الأرض العطشى بماء المطر كما امتلأت عقولنا بما احتواه من معلومات وخبرات وأبحاث، وهو بمثابة إحدى الحلقات في سلسلة المؤتمرات الدولية التي تعقدها وزارة التربية والتعليم في مجالات أخرى من مجالات التربية الخاصة على المستوى الخليجي أو العربي أو العالمي بهدف تبادل الخبرات التي تصب في النهاية بمزيد من تطوير الخدمات التربوية المقدمة لتلك الفئات والتي تعقد المؤتمرات من أجلها.
وهذا المؤتمر يعكس ذلك الاهتمام الذي يعيشه التعليم ومؤسساته المختلفة. وقد حظي المؤتمر بجهود جبارة في التخطيط والتنظيم له ليصل إلى الطموحات والآمال التي وضعتها الوزارة والتي تأتي تتويجاً للجهود التي تقوم بها قيادتنا الرشيدة في رعاية مسيرة التعليم ورعاية برامجه ودعم مشروعاته وتشجيع كل الجهود المبذولة في سبيل تطويره.
وحقيقة كانت أهداف المؤتمر غاية في الروعة حيث أكدت تلك الأهداف على ضرورة التعرف على آخر المستجدات والتطورات العلمية والنظرية والتطبيقية في مجال صعوبات التعلم على المستوى العالمي مما يساعد على الاستفادة من الخبرات العالمية للرقي بمستوى تدريس تخصص التربية الخاصة بشكل عام وبث الوعي في المجتمع عن صعوبات التعلم.
ومما لا شك فيه أن هذا المؤتمر يساعد في رسم العديد من الخطوط العريضة التي تخدم مجالات التعليم في مسار صعوبات التعلم خاصة أن نسبة ذوي صعوبات التعلم في حدود (5%) من طلاب التعليم العام، والرائع في هذا المؤتمر أنه احتوى على عرض لتجارب دولية ومحلية ومناقشة مسيرة ذوي الاحتياجات بصعوبات التعلم من الاكتشاف حتى الحصول على المهن.
ومن الرائع أيضاً أنه أتى كواحدة من الجواهر المنظومة في عقد الأحداث المتتالية التي تجري في بلادنا لخدمة الطلاب والطالبات الذين لديهم صعوبات تعلم. ومن الرائع أيضاً أن هذا المؤتمر هو بمثابة محطة وقود يتجدد بعدها النشاط وتشحذ الهمم وتتضافر الجهود لتستمر مسيرة العطاء والإنتاج. ومن الرائع أن هذا المؤتمر حظي بحضور فاق التوقعات، ففي قاعة بريدة النسائية لم أجد مكاناً للجلوس فبقيت واقفة أتكئ أحياناً على مقعد إحدى الحاضرات، وكانت العديد منهن يفترشن أرض القاعة والممرات والمداخل وجميعهن أردن التسجيل في ورش العمل المصاحبة لهذا المؤتمر الرائع بروعة أفكاره وأوراق العمل المقدمة وورش العمل الدائرة فيه.
حقاً إنه مؤتمر رائع كروعة هذه البلاد وهي تحتضن سقيا الخير في أول أيام المطر.. إنه عهد للنماء والوفاء والإخلاص.. فهنيئاً لنا أمطار الخير، وهنيئاً لنا هذا المؤتمر.
كلمة حق:
ولا يسعني إلا أن أقدم الشكر الجزيل لكل من قام بدعم هذا المؤتمر الهام والذي يخص فئة غالية من فلذات أكبادنا وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز لرعايته افتتاح الفعاليات، ومعالي الدكتور عبدالله العبيد وزير التربية والتعليم لحرصه على إنجاح هذا المؤتمر ولسمو الأمير الدكتور خالد بن عبدالله بن مقرن المشاري آل سعود نائب الوزير لتعليم البنات، وللدكتور سعيد بن محمد المليص نائب الوزير للبنين رئيس اللجنة العليا للمؤتمر والأستاذ صالح بن عبدالعزيز الحميدي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بالوزارة عضو اللجنة العليا للمؤتمر، ولجميع الجهات التي شاركت في دعم وتمويل هذا المؤتمر وعلى رأسها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية وجائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان، ولكل الجنود المجهولين الذين بذلوا جهوداً مضاعفة ليخرج هذا المؤتمر على هذا النحو من النجاح.. ولابد أن أذكر الجهود العظيمة والكبيرة التي يبذلها الدكتور ناصر بن علي الموسى مدير عام التربية الخاصة ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس اللجنة العلمية لهذه الفئة الغالية والفئات الأخرى في المؤتمر.
ولا أنسى الجهود العظيمة والكبيرة التي بذلت من عضوات اللجنة النسائية برئاسة الأستاذة فردوس أبو القاسم ووفاء بكر يونس اللتين كانتا حلقة الوصل والدينومو المحرك في القاعة النسائية بذلتا مجهوداً عظيماً جعله الله في موازين أعمالهما.. وهناك جنود مجهولون كثيرون وراء نجاح هذا المؤتمر العظيم فليجازيهم الله عنا وعن فئات صعوبات التعلم خير الجزاء.
لحظة دفئ..
هم بناتنا... أولادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض
هم فلذات أكبادنا
هم أملنا وشمعتنا المضيئة
فلنبقها متقدة طول الزمان

للتواصل: 2317743 تليفاكس
ص.ب 400799 الرياض 11511



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved