أخي المعلم أقول لك
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط

أخي المعلم.. اعلم أن دورك عظيم وشخصيتك مؤثرة في طلابك ومهمتك كبيرة فلا تبخل عليهم بكل ما يفيدهم ويبني شخصياتهم ويسهم في نجاحهم واكتسابهم للعلم والمعرفة فهم طلابك وهم أبناؤك.حاول أن تمارس دورك التربوي في غرس روح المواطنة الصادقة وروح تحمل المسؤولية، وأن تشجع طلابك على الجد والاجتهاد والمثابرة وأن تكون القدوة الحسنة في أعينهم وأن تساعدهم على العمل من خلال عشقك لعملك وإخلاصك لمهنتك وأن تهيئ لهم المناخ النفسي والتربوي اللازمين حتى يستمروا على نهجهم المستقيم الذي ساعدتهم على تحديده.
أخي المعلم..
علِّم طلابك القيم الروحية والمبادئ الإيمانية والسلوكيات الأخلاقية التي تشعرهم بوجودهم ومكانتهم وحثهم على سلك الطرق التي من خلالها يخدمون دينهم ووطنهم وولاة أمرهم بكل حب وصدق وإخلاص من منطلق الفهم الصحيح لمسؤولياتهم في مجتمعهم. دربهم على كسب المهارات الاجتماعية مثل اهتمامك بتنمية العلوم والمعارف فأنت مسؤول عنهم أمام الله.وحتى تكون مقنعاً لطلابك التزم أنت - أولاً - بأخلاقيات مهنة التربية والتعليم وأقبل على عملك بإخلاص وصدق واحترام لمواعيده وأعبائه وتنظيماته، كن متواضعاً رحوماً عطوفاً بهم، تحل بالصبر والنشاط وسعة الصدر ولا تتعجل نتائج التعلم عندهم.
أخي المعلم..احرص على أن ترقى بمعارفك وأدائك ومداركك، فميدانك كل يوم فيه جديد وميدانك يستوعب الحديث والمفيد من طرائق وأساليب ووسائل وأدوات لا تهمل تطوير قدراتك أو مهاراتك، تحرك لتبحث عما يفيدك كي تتجاوز مرحلة الجمود والنمطية القاتلة والأساليب العقيمة والوسائل التي لم تعد مجدية، وليس عيباً أن تمارس التقويم الذاتي لأعمالك وأن تصحح مسارك وأن تعيد توازنك في مهنتك، حفِّز نفسك على كسب الجديد وحث طلابك على التفاعل معك من خلال ما تحمله من مهارات جديدة ووظف التغذية الراجحة لمصلحتك فيما يدون في سجلات المشرفين التربويين وفي زيارات مدير المدرسة وما يرسل من نشرات وتعميمات وما يعقد من لقاءات وندوات ومن ورش عمل وما تدعى إليه من مناشط تراها كلها تصب في مصلحتك وفي خانة الاهتمام بدورك وما يرقى بمهنتك فخذها على محمل الجد واعلم أن الإنسان مهما تعلم يظل محتاجاً للمعرفة لأن العلم بحر وكل يوم في صنعتك ما يتوجب عليك العمل به.اهتم بشكلك الخارجي بهندامك فأنت معلم مرب وصن بالرزانة أقوالك وزيِّن بالوقار أفعالك وتحل بالكياسة واللباقة واللطافة والأدب الجم فأنت معلم الأجيال وأنت وريث الأنبياء وأنت من يرى المجتمع فيه الإنسان والمعلم الذي له القدرة على التأثير الإيجابي في أبنائه طلاب اليوم وبناة مستقبل الوطن رجال الغد. لقد وضعوا أبناءهم أمانة في عنقك.. فماذا أنت فاعل بهذه الأمانة؟أخي المعلم.. إن تعاونك مع مدير المدرسة وتفاعلك مع زملائك المعلمين سيحقق لك أعلى معدلات الأجواء الإنسانية التي تعينك على العمل وتساعدك على تحقيق المهام التعليمية والتربوية، فكن معيناً على نجاح مدرستك مساهماً في أن تنال السمعة الطيبة، فلا تكثر من الشكوى ولا من الجدل، وضع في بالك أن مهنتك شاقة ولكنك مأجور.
أخي المعلم..حب مهنتك، أخلص لها، واظب على دوامك اليومي، اقترب من طلابك وتفهم مشكلاتهم، تعرَّف على احتياجاتهم وساعدهم على حل صعوباتهم وتحقيق ما يرغبون فيه قدر الإمكان.وثق بأن الأنشطة المدرسية سبيل للاقتراب من طلابك وطريق للتواصل مع مجتمعك خارج المدرسة لأنك عبر برامج النشاط المدرسي ستتواصل مع المجتمع الخارجي للمدرسة وعن طريقه ستحظى أنت والمدرسة بالحب والحفاوة والتقدير اللائق الذي يحق للمدرسة أن تناله.
كن عالي الهمة لا يفت في عضدك محاولات المثبطين التقليل من عزيمتك أو خفض حجم نجاحاتك، ستسمع من يقول: (تمهل، لا تتعب نفسك علاوتك لا تمس) ولكن عد إلى نفسك وتذكر أنك ورثت مهنة الأنبياء والمصلحين، لأن هدفك العلم والإصلاح فأنت صاحب رسالة قبل أن تكون مهنة وأنت على ما تقدم محاسب ليس من البشر وإنما من خالقهم.أخي المعلم..أختم رسالتي إليك ونحن في مطلع عام دراسي جديد بما قاله العلامة محمد البشير الإبراهيم عندما قال: أيها المعلمون إنكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك رعاياها الأطفال أطفال الأمة، فسوسوهم بالرفق والإحسان وتدرجوا بهم من مرحلة كاملة في التربية إلى مرحلة أكمل منها، إنهم أمانة الله عندكم، وودائع الأمة بين أيديكم سلمتهم إليكم أطفالاً لتردوهم إليها رجالاً، وقدمتهم إليكم هياكل لتنفخوا فيها الروح، وألفاظاً لتعمروها بالمعاني وأوعية لتملأوها بالفضيلة والمعرفة. وفقك الله.