| |
نوافذ الأدمغة المفخخة أميمة الخميس
|
|
في الوقت الذي تتحول فيه الأراضي العراقية إلى شبه مقبرة جماعية للعراقيين ضحايا العمليات الانتحارية في العراق، والتي بدورها تؤجج صراعات وتحولات خطيرة في المنطقة، نجد أن هناك جبهة بدأت تومض في الصومال باستعراض عضلاتهم، في العمليات الانتحارية التي بدأت تطال الحكومة الهزيلة المهلهلة، وهي نفس الحكومة الموجودة في لبنان العاجزة عن ضبط النظام هناك، وبالتالي استطاع العديد من الفرقاء التسلل هناك عبر الحرب بالإنابة أو بالتوجيه عن بعد، وحيث عادت عمليات التفخيخ والعمليات الانتحارية لتزلزل عمق الأمن اللبناني، ليشارف لبنان على مرحلة محملة بالقلق والحدود الملتهبة امتداداً للعمق الفلسطيني، حيث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع الفلسطيني الفلسطيني، يغذي هذا كله كم هائل من الغوغائية الإعلامية والشعاراتية، القادرة على التقاط الشتائم من أفواه المتحاربين ومن ثم ترديدها في نشرات الأخبار لعشرات المرات يومياً. وسط هذا المحيط المتأجج تحقق أجهزة الأمن المحلية إنجازاً مخابراتياً عظيماً، وتنجو بالبلاد والعباد من كوارث تترصد بأمننا وغفلتنا ودروبنا ومساكننا. ولا أدري كيف ينخفض الحس الوطني بل يتوارى لدى أولئك، ليستلوا سكين الغدر والخيانة ويغرسونها في غفلة المدنيين والآمنين وأولئك الذين يحاولون أن يصنعوا غداً أكثر احتفاءً بالآمال والطموحات؟.. لا أدري كيف يجسرون على تدمير طرقات ساروا عليها عشرات المرات، ومبانٍ استظلوا بها، ويلقون حجراً في بئر أسقت طفولتهم؟. وكالعادة تقوم الأجهزة الأمنية بدورها حتى تمامه، وتبطل العبوات الناسفة بحرفية مهارة عالية، وتحمي وجه الوطن من الشظايا والدمار, ولكن من يحمي الوطن من الأدمغة المفخخة، من ينجو بالمسيرة من لغة التوحش والغاب والناب؟.. صرح مسئول رسمي بأن الذين قبض عليهم كانوا يخططون استجابة لفتوى انطلقت من الداخل. وبعد حادثة كلية اليمامة بتنا جميعنا نتساءل: هل استطعنا أن نغادر الغابة؟ أم أننا ما برحنا نوظف الأنياب والمخالب، ونتقهقر إلى العصور الجاهلية التي تتدنى بها لغة الحوار إلى لغة السباع والضباع. ما الفرق بين العصي والحزام الناسف؟ ما الفرق بين الضرب والقتل؟ هي كلها ملامح وعلامات ومؤشرات على نفي نعمة العقل التي ميّز بها الله البشر، واستبدالها بالتوحش والغرائزية الدنيا. عمل مخابراتي كبير الذي قامت به أجهزتنا الأمنية، وأبطلت كتيبة من الدمار كانت تترصد بنا، لكن إذا كانت هي قد أبطلت الأحزمة الناسفة...... فمن سيبطل الأدمغة المفخخة؟.
|
|
|
| |
|