| |
لم يمت الزيدان عبدالعزيز بن سليمان بن عبدالله التويجري *
|
|
الحياة الدنيا مهما طالت أيامها، وتعاقبت شهورها، وتتابعت أعوامها، لابد بعدها من الموت، والموت حقيقة كبرى، ونازلة عظمي {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} {أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} وليس هو النهاية حتى في حياتنا الدنيا، فكم من حي بيننا وهو ميت في قلوبنا، وكم من ميت وهو حي في قلوبنا، ومن ذلك الشيخ المفضال والراحل الفاضل أخونا - حمد الزيدان، الذي حقيقة أقولها وكلمة أسوقها لم يمت!! نعم إنه لم يمت فهو في قلوبنا لأن آثاره باقية، وكلماته حاضرة، وأعماله شاهدة أنه لم يمت!! لأن أخلاقة لازالت معنا، وأيامه بيننا، فهو معنا وإن مات، ما أعظم أن يبقى للإنسان ذكر بعد موته، نعم إخوتي الدعاة ما أعظم أن يبقى للإنسان ذكر بعد موته، والشيخ حمد من هؤلاء الدعاة المصلحين أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، حيث سمعت عنه خيراً كثيراً قبل أن أراه، ورأيته فكانت الرؤية من أجمل اللقاءات وأسعد اللحظات، علوت منبره خطيباً، وتكلمت بين يديه في مسجده، وجلست معه في مركز الدعوة، وفيه تبادلنا الأحاديث، زرته في مرضه فكأني أنا المزور وهو الزائر، وأنا المريض وهو الصحيح، لقد أبصرت فيه حسن الخلق ومحبة الدعوة إلى الله، لقد جمع الله له بين صدق القول وصدق العمل، قلبه قلب رجل شريف رفيع حليم، ثقل الميزان لأن كل من رأيت وكل ما كتب عنه أجمعوا على حسن خلقه، ففي الحديث في سنن أبي داوود الذي رواه أبو الدرداء (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق) صححه الألباني. حاولت أن أعزي ولكني أصبحت أنا المعزى، فهذا اتصال، أعظم الله أجرك بالشيخ، وتلك رسالة أحسن الله عزاءك، ولن ننساه لأنه لا سبيل للنسيان، رحم الله الشيخ حمد الزيدان، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا جميعاً في جنات رحمته.. آمين.
* خطيب جامع الشيخ محمد بن عثيمين بالخبر
abohafz@gawab.com |
|
|
| |
|