| |
الصحة تاج عبدالملك عبدالله الغميجان
|
|
الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فإننا لا ندرك قيمتها إلا عندما نفقدها، سبحان الله خلق إنسان معافى وآخر مريض له حكمة في ذلك، ولكن علينا المحافظة على هذه الصحة لكي تدوم بإذن الواحد الأحد، فإنني والله حزنت لما رأت عيني أحد أعزائي قد شل عن الحركة وصار طريح الفراش بعد ما كان يمشي ويغتسل ليتوضأ ويذهب ليصلي ويأكل بنفسه وينام على أي شق يشاء تألمت بمصابه وطرحت عيني دموع الحزن على هذا الإنسان، سبحان الخالق بين طرفة عين حدث ما حدث، آه لتلك اللحظة التي سمعت بها عن أمره ولكن لا ينفع الحزن بل ينفع شيء آخر وهو العظة والعبرة، اتعظ بغيرك قبل أن يتعظ الناس بك، انظر إلى نفسك تقوم وتمشي وتركض وتلبس وتصلي وأنت واقف وتنام بأي وجهة تريد.. ولو نعد نعم الله علينا لا نحصيها ويجب علينا شكره على نعمه التي أنعم بها علينا، وبالشكر تدوم النعم، قال سبحانه وتعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}.. فالصحة من النعم التي أنعم الله بها علينا، وقال عليه الصلاة والسلام: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) وقال أيضاً: (من أصبح معافى في حسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا) وفي الترمذي مرفوعاً: ما سئل الله شيئاً أحب إليه من العافية، ويذكر عن ابن عباس أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما أسأل الله بعد الصلوات الخمس؟ فقال: سل الله العافية، فأعاد عليه فقال له في الثالثة سل الله العافية في الدنيا والآخرة، فهذا يدل على أهمية وعظم هذه الصحة وعلى الإنسان المعفى زيارة المرضى سؤال ما يحتاجون فإن فيها الأجر الكثير والثواب الجزيل، واختم بقول النبي (عليه السلام): (العافية إذا دامت جهلت وإذا فقدت عرفت).
mlooky7700@hotmail.com |
|
|
| |
|